شن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل هجوما قد يكون الأشد من نوعه على السلطة الفلسطينية في خطاب ألقاه مساء الأربعاء 21-1-2009م اعتبر فيه أن وقف النار الذي أعلنته إسرائيل من طرف واحد وانسحابها من قطاع غزة دون شرط يلزم الحركة بوقف إطلاق النار يعد انتصار حاسما لها مطالبا المجتمع العربي والعالمي بالتواصل مع الحركة والتوقف عن إقصائها.
وفي خطابه المتلفز الذي سجله في دمشق وبثته فضائيات عربية على الهواء مباشرة شبه مشعل السلطة الفلسطينية بحكومة فيشي التي حكمت فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية وأقامت هدنة مع ألمانيا النازية قبل أن يتم إسقاطها، وطالب الدول الراغبة في تمويل إعادة إعمار قطاع غزة وتعويض المتضررين فيه الى "عدم وضع المال في ايدي الفاسدين" في إشارة ضمنية إلى السلطة الفلسطينية.
وقال مخاطبا قادة هذه الدول "اقول لكم: هذا المال (...) دققوا اين تضعوه, في اي ايد تضعوه, لا تضعوه في ايدي الفاسدين", واضاف "اما ان تضعوه في يد حكومة اسماعيل هنية (...) والخيار الاخر ان تتولوا بانفسكم باية طريقة تريدونها برامج الاعمار", منتقدا "البعض في الساحة الفلسطينية الذي يلوح بالمال" لكسب تأييد فلسطينيي غزة.
ووعد مشعل من جانبه بأن تقوم حركة حماس بالتعويض على المتضررين في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في 27 كانون الاول/ديسمبر واستمر 22 يوما واسفر عن اكثر من 1300 قتيل و5300 جريح, وببرامج لاعادة اعمار القطاع.
وقال "سوف نعطي عوائل الشهداء وعوائل الجرحى والمشردين مبالغ محددة اترك تفصيلها لحكومة" اسماعيل هنية المقالة التي تسيطر على قطاع غزة منذ اطاحت حركة حماس بالاجهزة الامنية الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في حزيران/يونيو 2007.
واكد مشعل, الذي رفعت خلفه لوحة خضراء كتب عليها "وانتصرت غزة" ان "العدو فشل والمقاومة انتصرت وانتصر معها شعبنا", مشيرا الى ان "اهداف العدو لم تتحقق, فهو فشل في الميدان كما فشل في السياسة (...) فاضطر الى الانسحاب دون اي اتفاق او شروط تلزم المقاومة او تقيدها".
وشدد على ان "حماس التي ارادوا انهاءها تعززت ودخلت كل بيت", مؤكدا ان حرب غزة هي "اول حرب ينتصر فيها شعبنا على ارضه" وهي "نقطة تحول في الصراع مع العدو الصهيوني تؤسس لاستراتيجية جادة وفاعلة للتحرير تبدأ من فلسطين وتمتد بدعم الامة في كل مكان".
واكد ان حماس انتصرت في معركتي "اجبار العدو على وقف العدوان واجباره على الانسحاب دون ان يحقق شيئا", وبقي عليها ان تنتصر في "معركة رفع الحصار ومعركة فتح المعابر واولها معبر رفح" معتبرا أن هذا المعبر يكتسب أهمية خاصة لدى الحركة لأنه منفذها إلى العالم العربي ولأن من يتحكم فيه طرف عربي، كما دعا في كلمته الفلسطينيين في الضفة الغربية للتحرك والانتفاضة مشيرا إلى أنهم يتعرضون لقمع من قبل السلطات التي تحكمهم في إشارة إلى السلطة الفلسطينية أيضا.
ودعا مشعل "الحكومات والدول والنظم التي خذلتنا" الى "الاتعاظ من درس غزة", كما دعا الدول العربية والاسلامية وغيرها الى "رفع دعاوى لمحاكمة قادة العدو على جرائمه" في قطاع غزة.
واكد على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية على قاعدة "المقاومة" قائلا "نريد مصالحة فلسطينية, نريدها على قاعدة المقاومة والتمسك بالحقوق (...) وليس على قاعدة المفاوضات العبثية", مؤكدا ان "لا مصالحة على قاعدة التسوية وشروط (اللجنة) الرباعية (...) والتنسيق الامني مع العدو", داعيا الضفة الغربية "ان تثور وان تقاوم حتى تنتصر كما انتصرت غزة".
ووجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس نداء قال فيه انه "يكفي ثلاث سنوات لمحاولة اقصاء حماس عبر اغلاق المعابر، آن لكم ان تتعاملوا مع حماس التي اكتسبت شرعية في الانتخابات".