أكد ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان الأحد 25-1-2009 أن الحركة ستواصل "إدخال السلاح إلى غزة وإلى الضفة", وأنها استأنفت تجهيز نفسها بعد وقف إطلاق النار الذي بدأ في 18 يناير/كانون الثاني. على حين وجهت إسرائيل تحذيرا شديد اللهجة إلى رئيس حكومة حماس في غزة، إسماعيل هنية، بشأن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
وقال حمدان في مهرجان خطابي أقيم بمقر اليونيسكو في بيروت في ذكرى سقوط قيادي من "شهداء المقاومة" ضد إسرائيل في جنوب لبنان, "لم نعجز عن إدخال السلاح إلى غزة في ذروة الحرب وتحت وطأة القصف".
وأضاف أن "امتلاك السلاح حقنا وسنواصل إدخال السلاح إلى غزة والضفةـ ولا يظنن أحد أننا سنستسلم لإجراءات".
وأشار إلى أن "إدخال السلاح قبل ذلك لم يكن نزهة أو رحلة يسيرة، بل كان رحلة صعبة وقاسية فيها شهداء وأسرى ومفقودون حتى اليوم، لكن السلاح كان يصل إلى غزة وسيستمر بالوصول".
وتعليقا على "الآليات الدولية الجديدة لوقف دخول السلاح" إلى غزة, قال حمدان "إن الذين يظنون أن بضع طائرات أو حاملات طائرات يمكن أن تراقب بحراـ وأن تكنولوجيا الأقمار الصناعية يمكن أن تراقب الأنفاق هم واهمون".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في الثامن من يناير/كانون الثاني أن لواء الهندسة في الجيش الأمريكي يساعد منذ بعض الوقت الحكومة المصرية على كشف الأنفاق التي تستخدم لنقل أسلحة ومواد أخرى مهربة من مصر إلى غزة.
واستهدف سلاح الجو الإسرائيلي بالقصف عددا من الأنفاق خلال الهجوم على غزة بين 28 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/ كانون الثاني.
وبدأت السبت الماضي فرقاطة فرنسية مهمة تتمثل في مكافحة تهريب الأسلحة قبالة سواحل قطاع غزة, بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية بناء على تعاون بين فرنسا وإسرائيل ومصر.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة وقعتا في 16يناير/كانون الثاني اتفاقا ثنائيا يهدف إلى مكافحة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
تحذير شديد اللهجة إلى هنية
ومن جهة أخرى، قال وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز: إن إسرائيل تنوي استنفاد الاحتمالات الجديدة للإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، وهي التي خلقتها عملية "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة، حسب تعبيره، حيث تداولت إسرائيل أخبارا الأسبوع الأخير بعد انتهاء العملية العسكرية على غزة تفيد أن احتمال التوصل لصفقة للإفراج عن شاليط باتت قريبة نتيجة العملية على غزة.
وأضاف موفاز في مقابلة إذاعية صباح الأحد بثتها الإذاعة الإسرائيلية: إن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال هنية لن يرى ضوء النهار، وإن أتباعه لن يستطيعوا التنقل بحريّة في القطاع طالما لم ير جلعاد شاليط ضوء النهار.
واعتبر أن حركة حماس ارتكبت خطأً هذه المرة في تقييم الرد الإسرائيلي، كما ارتكبت خطأ قبل 5 سنوات، عندما لم تتوقع تصفية قائديْها أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بجولة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الشرق أوسطية المرتقبة، أكد موفاز أنه يجب على إسرائيل الحفاظ على مصالحها الوطنية والأمنية لدى دراسة أي مبادرة، وأنه في نهاية الأمر ستكون هناك دولتان للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وفي سياق متصل، قال مبعوث إسرائيل إلى مصر، رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الجيش الإسرائيلية، عاموس جلعاد: إن العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة قد خلقت ظروفاً جديدة تسمح بالمضي قدماً نحو التوصل إلى صفقة بالإفراج عن شاليط.
وأكد جلعاد في حديث في التلفزيون الإسرائيلي، القناة الثانية، أن الجندي شاليط ما زال على قيد الحياة حسب المعلومات المتوفرة، رافضا الخوض في أي تفاصيل أخرى حول قضية شاليط، معتبراً أن الثرثرة حولها مضرة.
وفي المقابل، استخف النائب عن حماس مشير المصري بالتهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد قيادات حماس بهدف "ابتزازها" من أجل الإفراج عن شاليط.
وقال المصري في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: إن "حماس لن ترهبها أية تهديدات إسرائيلية، وهي قدمت وما زالت قيادتها في أول رأس الشهداء من أجل الصمود على مواقفها وثوابتها".
وأشار إلى أن حماس أسرت شاليط من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية "وهي لن تتنازل عن مطالبها ولن يرى هذا الجندي النور أبدا دون أن يرى أسرانا نحن النور خاصة من أصحاب (أحكام) المؤبد العالية". وأكد أن "الكرة في المعلب الإسرائيلي دوما لإنجاز صفقة التبادل".