أكثر من 300 طفل ماتوا خلال السنوات العشر الماضية في الولايات المتحدة بعد أن رفضت أسرهم عرضهم على الأطباء لمعالجتهم اعتقاداً بأن العلاج الروحي بالصلاة والدعاء هو السبيل الوحيد لأن من يسلك طريق الأطباء يكون قد كفر وقطع علاقته بالخالق حسب اعتقادهم!
اخر الضحايا طفلة تدعى كارا نيومان في الحادية عشرة من عمرها من ولاية ويسكونسن.. كانت ضعيفة البنية بصورة غير طبيعية بحيث لم تكن قادرة على المشي وفي آخر أيامها فقدت القدرة حتى على الكلام.. لكن والديها تمسكا برفض عرضها على الطبيب اعتقاداً بأن الله وحده قادر على شفائها وأن الصلوات والدعوات خير دواء وأفضل علاج.. ولم يعلم بأمرها أحد لولا اتصال من أحد الأقارب بالشرطة التي قامت بنقل الصغيرة بالقوة إلى أقرب مستشفى حيث لفظت أنفاسها الأخيرة على بوابته.
ويقول الأطباء ان الصغيرة كانت مصابة بالحماض الكيتوني وهي حالة مرضية تنتج حين ترتفع نسبة الكيتونات في الدم فيصبح أكثر حمضية.. والسبب هو عدم معالجتها أصلاً من سكري الأطفال أي عجز الجسم عن إفراز ما يحتاج إليه من الأنسولين.. وتكون النتيجة إصابة المريض بالجفاف الشديد ووهن العضلات وضعف شديد في عمل القلب والرئتين.
ويوضح الدكتور لويس فيليبسون مدير مركز سكري الأطفال في المركز الطبي التابع لجامعة شيكاغو أن النتيجة الطبيعية لمثل هذه الحالة هي التوقف الكامل لكل الأعضاء الحيوية عن العمل والسبب واحد من اثنين.. إما أن المريض لا يعلم بأنه مريض وإما أنه يعرف ويرفض الاعتراف.
والدا الطفلة اثناء دخولهما للتحقيق
وبعد موت الصغيرة وجهت المدعية العامة في الولاية جيل فالستاد تهمة الإهمال والتسبب في الموت لوالديها وإذا ما تمت إدانتهما في المحاكمة المقررة في مايو المقبل فسيواجهان احتمال الحكم عليهما بالسجن 25 عاماً لكل منهما.
وبموجب القوانين المتبعة في عدد من الولايات الأميركية يستثنى الوالدان اللذان يرفضان لأسباب دينية معالجة أطفالهما من العقوبة والملاحقة القانونية إذا لم تكن حياة الصغار في خطر¡ أما في حالة كارا نيومان كما يقول المحققون فالوالدان كانا على علم تام بخطورة حالتها الصحية.
ويضيف المحققون أن كارا فقدت القدرة على الكلام قبل يوم من وفاتها.. {ارتمت على الأرض ولم تكن قادرة حتى على تحريك فمها حيث راحت تصدر أصوات استغاثة كطفل حديث الولادة¡ ولم يكن يتحرك منها سوى عينين زائغتين}.
ويعرف عن الوالدين اللذين يديران محلاً صغيراً لبيع القهوة أنهما يتبعان كنيسة تسمى {كنيسة فطير الخبز } يديرها راهب يدعى ديفيد إيل.. ويتحدث الموقع الإلكتروني لهذه الكنيسة عن قرب نهاية العالم.
وفي مكان آخر من الموقع مقال يشير إلى أن المسيح عليه السلام لم يطلب من أحد مراجعة الطبيب أو الذهاب إلى المستشفى بل كان {يشفي} المرضى بالإيمان وحده.
وفي العام الماضي وحده مات طفلان في ظروف مشابهة في ولاية أوريغون.. طفلة في شهرها الخامس عشر كانت مصابة بفقر الدموالثاني صبي في السادسة عشرة من عمره أصيب بالتهاب في المجاري البولية.. وفي الحالتين كان من الممكن بل ومن السهل كما يؤكد الأطباء معالجتهما لكن والدي كل منهما أصرا ولأسباب دينية كما قالا على رفض عرضهما على الأطباء لأن الطب حرام وتمسكا بما يسمى بالعلاج الروحي.