لا تحبيني كثيرا
لا تصدقيني كثيرا
عندما أقول
أن حبي لك عذري
وأن علاقتنا كعلاقة الزملاء
فأنا لا اصدق نصف ما قاله التاريخ
ولا أصدق ما قيل عن بني عذره
ولا ما قيل عن حبهم العذري
فأجدادنا بني عذرة
لم يكن لديهم قنوات فضائية
ولا هواتف تشتعل
أسلاكها في الليل
ولا شاشات الناب الأزرق
ولم يكن لديهم متنزهات كالبردوني
ولا كدوّار المنارة
في رام الله ساعات المساء
ولا جامعات مختلطة
ولا حلاقون رجال
يصففون شعور النساء
ولا نوافير ترشرش العشاق بالماء
ولا استطيع أن أكون عذري
كجميل وبثينة في حبي
والله في عليائه
خصّك بهذا الجمال
تذوّق الشعر وتهفهف الشعر
الأنوثة والغنج والدّلع
وعيون الظباء
وكيف أهرب منك
وأنت من أمامي
ودائما تجعلين من خلفي
البحر والهواء
والذئب يرمح في دمائي
ويتعالى العواء
وأنت تشعلين يداك
في يدي عند اللقاء
وتسكبين عيناك في عيني
عند الوداع
فأنا ياسيدتي
أحبك حبا تعدديا
يحارب الأكتئاب
يلوّن الأحلام
يختزل المسافات
لعله ديمقراطيا حينا
ودكتاتوريا أحيانا
مرة يجعلنا
سابحين في الفضاء
ومرة يجعلنا نتنفس تحت الماء
فلا تحبيني كثيرا
الحقوق للشلعر عمر القاضي الضفة الغربية