حين يؤكد علماء التربية أن الطفل يولد ولديه مختلف الإستعدادات ليكون في المستقبل رجلاً متميزاً أو إمرأة متميزة فإن هذا التأكيد منهم يستدعي العمل المتواصل من قبل المهتمين بأمر الأجيال القادمة لاستثمار تلك الاستعدادات الفطرية نحو بناء الإنسان الصالح القادر على خدمة نفسه ومجتمعه وأمته.
وحين ينكمش عدد أولئك المتميزين فإن اللوم يقع على المربين قبل أن يقع على سواهم!!ذلك قدر المربي وتلك رسالته.
ومن أجل أن يتقن أولئك الذين أسندت لهم الحياة المسؤلية المباشرة في التربية والتوجيه,فإن عليهم مهمة لابد منها وهي ,اكتشاف الطرق والوسائل المناسبة القادرة على تحقيق ذلك الهدف الكبير.
ومن أجل أن نضيء شعلة أمل العودة في درب المربين لابد من :
سؤال هام يلح على كل مشتغل بالشأن التربوي,وكل مضطلع بالهم الثقافي,وكل شغوف ومحب لمجتمعه,وأمته,ذلك السؤال هو:أي نوع من الحشد الفكري والقرائح المتوقدة نحتاجها لتنقلنا إلى حيث نريد من التماسك والقوة والانسجام بين أعضاء المجتمع؟
أي نوع من البناء ذلك المطلوب منا أداؤه كي نبني جيلاً نُفاخر به الأمم ونرفع رؤوسنا به فوق القمم؟
ماهي الخطوات الجادة التي نحتاجها لنخطوا مع انفسنا أ ولاً,ومع الجيل الناشيء ثانياً كي نصل إلى مستوى من النضج والوعي الذي يؤهلنا للقبض على زمام المبادرة والتغيير لواقعنا ومستقبلنا نحو الأفضل والأجدر بنا؟
هل نحن مؤهلون آباء وأمهات,معلمون ومعلمات للتأثير على هذا الجيل الجديد ليستوعب أدواره القادمة والتي لابد له يوماً أن يتحملها ويؤديها؟
هل تمضي نوعية الإعداد والاستعداد لتلك الأجيال القادمة من النواحي التربوية والتعليمية في الإطار الصحيح نحو الهدف المرسوم والغاية المشودة؟
أم أن هناك ثمة مراجعات لابد منها يقفها جيل لآباء والقئمون على شأن التعليم ليصححوا المسار ويقوِّموا طريق البناء؟
ذلك البناء الذي ليس مادته الطوب والإسمنت والحجر ,إنما مادته الكلمة والموقف وأسلوب التعامل.
وليس أستهدافه لأرض جامدة إنما يستهدف الإنسان عقلاً وروحاً ونفساً.
وليس وقته فترة قصيرة من الزمان إنما يستمر فيه البناء مرحلة من العمر طويلة تقترب من العشرين عاماً, تلك هي فترة الحضانة والرعاية والتربية لذلك الجيل الجديد.
نعم ,إن بيت القصيد والهدف الأكيد هو بناء الإنسان الصالح القادر على حمل كافة مسؤولياته وواجباته بروح صلبة وبفهم كامل.
القضية أخوتي تتجاوز في أهميتها نوعية الإعداد الحالي الذي نمارسه ونؤديه.
أقولها مع الأسف الشديد لازالت هناك ثرات للتربية الصحيحة تغيب عنا في زحمة انشغالنا بأمور تقف في المراتب الأقل من حيث الدرجة والأهمية!!
ولاتحسبوا أبداً أن الجيل الذي تطمحون إليه سيولد من فراغ أو ينشأ من عدم!!كلا إنه جيل أنتم مهندسوه وبانوه وعليكم تحسين الأداء ليتمكنوا من تحسين العمل.
وفي رأيي :إذا اصطلح الإنسان مع ذاته وعرف كيف يقودها في الاتجاه الصحيح فإنه حري أن يصدر أفكاره إلى سواه لأنها سوف تكون إيجابية وخلاقة.
وإذا عرف ذلك الإنسان كيف يتعامل مع الجيل الذي بين يديه ويتولى رعايته والإشراف عليه,نكون قد قطعنا الشوط الكافي لنظفر بالنجاح على الصعيد الشخصي والعام.
أما الرأي الآخر فهو لكم أيها القائمون على التربية والتعليم ,ولكم أيها الآباء وأيتها الأمهات.لتضيؤا شعلة في درب الجيل الصاعد ليبدعوا ومنهم يبدع الوطن.