حذرت الإيرانية أمينة بهرامي التي أُصيبت بالعمى بعدما قام أحد المعجبين بها بإلقاء مادة حمضية على وجهها من تكرار مثل هذه الهجمات على النساء في إيران وقالت إنها طلبت معاقبة مهاجمها بالعمى لمنع حدوث هجمات من هذا النوع مستقبلاً.
وأثارت قضية بهرامي جدلاً واسعاً في الجمهورية الإسلامية بعدما قضت إحدى المحاكم الإيرانية في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بإنزال القصاص بالعمى على المتهم ماجد موفاهيدي (26 عاماً) وباستخدام الحامض عملاً بالمثل القائل: "العين بالعين والسن بالسن."
وفي مقابلة مع أمينة بهرامي البالغة من العمر 31 عاماً بمنزل عائلتها في طهران قالت الشابة الإيرانية: "إنني لا أريد معاقبته بالعمى للانتقام منه" وأضافت موضحة: "إنني أطلب ذلك لمنع حدوث مثل هذا الأمر ضد مزيد من النساء الأخريات."
وذكرت أمينة أن الشاب موفاهيدي حاول التحرش بها مراراً منذ عام 2002 حيث كانا يدرسان معاً في نفس الجامعة حيث كانت تدرس الإلكترونيات مشيرة إلى أنه يطاردها في قاعات الدراسة حتى صرخت في وجهه في أحد الأيام مطالبة إياه بالتوقف عن هذه التصرفات إلا أنه ظل في ملاحقتها لعامين تاليين.
وأشارت إلى أنه طلب منها الزواج في العام 2004 وعندما رفضت طلبه قام بتهديدها وتذكرت تلك اللحظات العصيبة من حياتها بقولها: "لقد هددني بأنه سيقتلني¡ وقال لي يجب أن تقولي نعم."
وفي أحد أيام شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه وفي حوالي الرابعة والنصف بعد الظهر وبينما كانت أمينة عائدة من عملها بإحدى شركات الهندسة الطبية في طريقها إلى محطة الحافلات شعرت بشخص يلاحقها.
وعندما التفتت حسب روايتها فوجئت بوجود ماجد خلفها وبعد لحظات شعرت بآلام شديدة نتيجة قيامه بإلقاء مادة ما حرقت وجهها وقالت: "لقد ظللت أصرخ إنني أحترق!.. إنني أحترق!.. حتى قام أحد الأشخاص بمساعدتي أخيراً."
وأًصيبت أمينة بالعمى بعدما حرقت المادة الحمضية عينيها وأجزاء كبيرة من وجهها حتى فمها كما أُصيبت أصابعها وذراعيها بحروق عندما قامت بوضع يديها على وجهها بعد تعرضها للمادة الحارقة.
وبعد نحو أسبوعين من "الهجوم" قام موفاهيدي بتسليم نفسه للشرطة كما اعترف أمام المحكمة بإلقاء المادة الحمضية على وجه أمينة مؤكداً "حبه" لها والإصرار على مبادلتها له نفس المشاعر.
وخضعت بهرامي للعديد من العمليات الجراحية إلا أن الأطباء استبعدوا إمكانية استعادتها البصر كما قرر الأطباء إجراء جراحة لإزالة عينيها تحسباً من إصابتهما بالتهاب قد يمتد إلى المخ إلا أنها رفضت.
وتحسرت قائلة: "كان الحزن سيصيب عائلتي لعام أو أكثر إذا توفيت ومن ثم سيخف الألم .. إلا أنهم يتعذبون يومياً بمشاهدتي وأنا أذبل تدريجياً."
وقالت أمينة بشيء من المرارة إنها سوف تلتقي يوماً ما أحد الأشخاص الذي قد تبادله الحب وتتزوج منه ولكن عندما يصبحا زوجين فلن يستيطع زوجها مشاهدة عينيها كما لن تتمكن هي من رؤية زوجها.
يُشار إلى أن تشويه النساء باستخدام الأحماض أمر شائع في بعض الدول كبنغلاديش وكمبوديا وأدانت الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان الظاهرة البشعة في كل من أفغانستان وباكستان.
ولم يتضح حجم مثل هذه الهجمات في إيران التي تشرع عقوبة القصاص باقتلاع الأعين إلى جانب السعودية كما ذكرت تلك المنظمات