يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة 27-2-2009، استراتيجيته لسحب الجنود الأمريكيين من العراق، تنفيذًا للوعد الذي أطلقه خلال حملته الرئاسية، وفق ما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس.
وسيلقي أوباما خطابا في قاعدة كامب لوغون للمارينز في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق).
ولم يحدد غيبس الفترة التي يحتاج إليها أوباما لسحب الجنود الأمريكيين، واكتفى بالقول إن أوباما سيبقي قوة، كما هو مقرر لتدريب قوات الأمن العراقية والتصدي للمتطرفين وحماية المصالح الأمريكية.
ويدرس أوباما سحب معظم الوحدات المقاتلة خلال 19 شهرا، أي حتى نهاية صيف 2010، كما كشف مسؤول طلب التكتم على هويته.
وذكّر غيبس الصحافيين بأن أوباما طلب منذ توليه مهامه في الـ20 من يناير توصيات من مستشاريه وجنرالاته للوفاء بالتزامه بسحب القوات المقاتلة من العراق بطريقة مسؤولة، أي من دون تعريض الجنود الأمريكيين للخطر وزعزعة الاستقرار في بلد يقع في منطقة استراتيجية وغنية بالنفط مجاورة لإيران، وأضاف أن "الرئيس قال أيضا خلال الحملة إن قوة ستبقى في العراق للقيام بمهمات محددة للتدريب ومكافحة الإرهاب، وقال "الرئيس سيتحدث عن هذا بإسهاب غدا ويعرض خطة".
وحجم هذه القوة هو الذي بدأ على ما يبدو في إثارة مشكلة.
وفيما تسري معلومات عن بقاء 50 ألف جندي في العراق، أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن هذا الرقم كبير، وأوضحت أنها تنتظر لتسمع من الرئيس تبريرا لبقاء هذه القوة، لكنها أوضحت أنها ترى ضرورة بقاء 15 إلى 20 ألف جندي.
إعادة النظر
وفي شأن متصل، أعلن العضو الجمهوري في لجنة الأجهزة المسلحة في مجلس النواب الأمريكي جون ماكهيو، أن أوباما سيعيد النظر في خطته المتعلقة بسحب القوات الأمريكية من العراق إذا ارتفعت وتيرة العنف في هذا البلد.
وقال ماكهيو، في بيان، إن الرئيس"أكد لي أنه سيعيد النظر في خطته إذا تدهور الوضع الميداني وارتفعت وتيرة العنف".
وقد قطع أوباما هذا الوعد خلال مناقشات في البيت الأبيض بحضور نائب الرئيس جون بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس أركان الجيوش الأمريكية مايكل مولن، وأضاف ماكهيو أن أوباما اختار على ما يبدو القيام بسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول آب/أغسطس 2010، أي خلال 19 شهرا، بزيادة 3 أشهر عما وعد به في حملته الانتخابية، وأوضح أن "العراق يواجه تحديات كبيرة في 2009 منها الانتخابات النيابية في كانون الأول/ديسمبر، ومن الضروري أن يتحلى قادتنا بالمرونة التي يحتاجون إليها لمواجهة هذه التحديات".
وأضاف أن "الرئيس أوباما أكد لي وجود" خطة بديلة، أطلق عليها اسم "الخطة بي"، وتابع "أن هدف الرئيس سحب القوات الأمريكية من العراق واحد من الأهداف التي يجب أن نصلي من أجلها ونخطط لها ونعمل من أجلها، لكنني ما زلت أشعر بالقلق لأن الوضع الأمني في العراق ما زال هشا وعلينا أن نعمل للحد من أي خطر يهدد قواتنا ومهمتهم".