أوضحت دراسة أجراها أخصائيون نفسيون في ألمانيا أن النساء في العادة أكثر قدرة على مواجهة الضغوط النفسية من الرجال. وأكّد أستاذ الطب النفسي في جامعة دريسدن، البروفسور الألماني كليمنس كيرشباوم، على وجود فوراق بين الرّجال والنساء في التعامل مع الضغوط النفسية موضحاً أن الرجال لا يفضلون التحدّث عن همومهم النفسية وضغوطهم العصبية.
أما النساء من جانبهن، فهن سرعان ما يصارحن أقرب المحيطين بهنّ بهمومهن ويحاولن معالجة هذه الضغوط النفسية من خلال البحث عن دعم من قبل أصدقائهن وأقاربهن على عكس الرجال الذين قارنهم أخصائي علم النفس في تعاملهم مع الهموم والمشاكل بما وصفه بالذئاب الوحيدة التي تعتقد أن الوضع مازال تحت السيطرة، مشدّدا على أنه بإمكان الرجال تعلّم الكثير من النساء فيما يتعلق بطريقة السيطرة على الهموم. وأضاف كيرشباوم أن الدراسات الحديثة أثبتت أن النساء يعرفن بالضبط كيفية التخلص من الهموم، مشيرا إلى أنه في حال حاول الرجال مواساة زوجاتهم في مثل هذه الظروف، فإنهم عادة ما يزيدون الطين بلّة.
على صعيد آخر قال البروفسور الألماني كليمنس كيرشباوم، إن تعرض الأطفال لضغوط نفسية في بطون أمهاتهم، يزيد من احتمال إصابتهم بالأمراض. وأضاف أن التّجارب التي اُجريت على الحيوانات أثبتت أن تلك، التي عانت من ضغوط في رحم أمهاتها، كانت أكثر عرضة بخمسة أضعاف للإصابة بأمراض الدّورة الدموية أو السّكر من أقرانها التي لم تتعرض لمثل هذه الضغوط. وأعرب كيرشباوم عن اعتقاده بأن هذه الظاهرة تشابه ما يحدث لدى البشر.
من ناحية أخرى، شدد البروفيسور على أنّ الضغوط النفسية ليست بالمرض الجديد أو الطارئ على المجتمعات الإنسانية ضمن الأمراض التي بدأ البشر يعانون منها في القرن العشرين، مشيراً إلى أن الإنسان في العصور الأولى كان يشعر أيضا بالضغوط النفسية. ولفت الأخصائي النفسي إلى أن العوامل التي تسبب في الضغوط النفسية تختلف من عصر إلى آخر، مشدّدا على أن الأمراض العصبية مرتبطة شديد الارتباط بالمجتمع وما يفرضه من ضغوط على الفرد. وأشار كيرشباوم في هذا الصّدد إلى تداعيات الأزمة المالية على نفسيّة الأفراد، على غرار المصرفيين والعاملين في البنوك الذين يحدّقون في شاشات الكمبيوتر طويلا بوجوه واجمة تعلوها الحيرة جرّاء انهيار أسعار الأسهم بسبب الأزمة المالية العالمية.