«لقد عدت هذا الصباح من «الموت».. وقبل دقائق فقط، تسلّمت رسمياً بطاقتي المصرفية، وبات في استطاعتي قانونياً التصرف في أموالي المودعة في المصرف!». بهذا التصريح الغريب، روى بيتر فيشر (62 سنة)،
وهو موظف نمساوي متقاعد من إقليم كارينثيا (جنوب النمسا)، لوسائل الإعلام تجربة قاسية مرّ بها خلال الأسبوع الماضي عندما توجه، كالعادة، لصرف بعض المال من حسابه المصرفي، مستخدما بطاقته للصرف الآلي، غير أن الماكينة، بدلاً من الاستجابة لأمره بصرف المبلغ الذي سجله، وهو متأكد أن حسابه يغطيه ويزيد، سارعت إلى سحب البطاقة والاحتفاظ بها، رافضة أن تعيدها إليه، رغم تكراره المحاولة. فيشر لم ينزعج حينذاك كثيراً، معتبراً الأمر مجرد خطـــأ في كومبيوتر ماكينة الصرف. وعليــــه، تقدم صباح اليوم التالي، أثناء ساعات العمل الرسمية، كغيره من العملاء في مثـــل هذه الأحوال، إلى موظفة بفرع المصرف، طالباً استعادة البطاقة. ولكن بعد بحث لم يستغرق طويلاً، عادت الموظفة لتسأله عن بطاقة هويته، فقدمها إليها بكل إيجابية وهدوء. لكن الدهشة علت وجه الموظفة التي طالبته بالانتظار. ثم عادت إليه بعد فترة غياب قصير، ومعها هذه المرة رئيسها المباشر الذي قدّم لفيشر شهادة وفاة رسمية باسمه، معتذراً عن إمكانية صرف أي مال له، باعتباره ميتاً كما تشير الشهادة الموثقة. وبالتالي، كان لا بد من إجراء تحقيق لحل اللغز.
وبالفعل، ظل السيد فيشر ميتاً في نظر البنك، إلى أن اتضح أن شركة التأمين التي يتعامل معها خلطت بينه وبين عميل آخر، يحمل الاسم ذاته، ويتوافق تاريخا ميلادهما، كان قد توفي في منتصف مارس (آذار) الماضي بمستشفى كونشتاين، في إقليم تيرول، بشمال غرب البلاد