أصدرت محكمة جنايات أبوظبي يوم الأحد حكمها في قضية الطفلة المواطنة ابنة التسع سنوات، لتحكم على الأب (المتهم الأول) وزوجة الأب (المتهمة الثانية) بالسجن عشر سنوات لكل منهما، وألزمتهما المحكمة بأن يدفعا للمجني عليها 160 ألف درهم،
قيمة الأرش (الدية الشرعية)، لتنهي بذلك مأساة اقشعرت لها الأبدان، ولتكون عبرة لغيرهما ممن يسيئون معاملة أطفالهم. حكم محكمة جنايات أبوظبي جاء بعد أقل من أسبوع واحد فقط لينصف الطفلة التي مازالت طريحة الفراش بالمستشفى نتيجة إساءة المعاملة والتعذيب الذي تعرضت له على أيدي أبيها وزوجته، واللذين اعترفا في الجلسة السابقة أمام هيئة المحكمة بضربها في أماكن متفرقة من الجسد وكيها بالنار بحجة تقويمها وتربيتها. وكان من اللافت خلال جلسة النطق بالحكم، الحضور المكثف لأقارب المجني عليها ووسائل الإعلام المختلفة، وحشد غفير من الجمهور الذين أرادوا الاستماع إلى كلمة العدالة في هذه القضية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام على مدى أكثر من أسبوعين. وكان المتهمان (الأب وزوجته) قد أقرا خلال جلسة المحاكمة السابقة أنهما تعرضا للطفلة بالضرب بالعصا في مواضع متفرقة من جسدها، لكنهما أنكرا ضربها بالعصا على جمجمتها، وبررا الإصابة في رأس الطفلة بتعرض المجني عليها لحادث تدهور على درج المنزل أثناء قيادتها دراجتها الهوائية. وحول الحروق في جسد الطفلة المجني عليها، اعترفت زوجة الأب بأنها أحرقت الطفلة مرة واحدة فقط، حيث عمدت إلى ''تسخين سكين في الفرن''، وقامت بكي الطفلة، منكرة في ذات الوقت إحراقها في وجهها، كما اعترفت المتهمة بضرب المجني عليها على رأسها مرة واحدة فقط.
وبرر المتهمان سبب ضرب الطفلة المجني عليها بدافع التربية والتهذيب وقناعتهما بأن القسوة هي إحدى وسائل التربية والتهذيب، مدّعين أن الطفلة كانت ''عنيدة'' ولا تنصاع بسهولة لما يطلب منها ولا تؤدي واجباتها المدرسية.