قد يثور الآباء والأمهات عندما يضطرون باستمرار للتوسط بين الأشقاء المتشاجرين. فبعد قضاء يوم طويل في العمل، أو الاستغراق في مشاغل الحياة اليومية، لا شك انه من المزعج سماع بكاء طفلتك لأن شقيقها يقول لها غبية. وتبدئين بالتساؤل عما إذا كانت ابنتك بالغة الحساسية أو أن ابنك لئيم.
بعض الآباء والأمهات لديهم ردود أفعال نمطية على مثل هذه الحالات. فإما أن يتم توبيخ كلا الطفلين بشكل محبط، أو توبيخ الطفل الذي قام بالمضايقة وتهدئة الطفل المستفـَز. لكن هذا ليس حلا مرضياً. فينبغي للطفل المستفِـز أن يعلم أن رؤية أخيه باكياً مستاءً ليس موضعاً للترفيه والتسلية. وعلى الطرف المتلـَقي للمضايقة أن يتعلم تقوية نفسه، ومواجهة الوضع دون الحاجة إلى اللجوء إلى الأم أو الأب في كل مرة يتعرض فيها للإغاظة.
وفيما يلي ارشادات للتعامل مع هذا السلوك بين الأطفال: تذكري أنه من الطبيعي جدا أن تحدث الإغاظة والمضايقات بين الأشقاء. لذلك لا فائدة من محاولة القضاء عليها بطريقة قمعية.
اشرحي للطفل الذي يمارس الإغاظة أنه قد يجدها مسلية، وربما يرغب الطفل الآخر بالاهتمام في البداية، لكن لا بد له من التوقف عندما يطلب الطفل الآخر ذلك، أو عندما يكون من الواضح أن الطفل الآخر قد بدأ بالاستياء والغضب.
* علمي طفلك كيفية التأقلم. ووضحي للطفل أن الاستجابة تعني ابتلاع الطعم. وان البكاء والغضب بسبب التعليقات ليس سوى تأجيج لسلوك الطفل الذي يحاول استفزازه.
السلوك الأفضل للطفل المستهدَف إما تجاهل الإغاظة، أو الابتعاد، أو الطلب من المستفـِز بهدوء بالتوقف. وباعتماد هذا النهج فسوف يفقد المستفـِز الاهتمام، ويبحث عن شكل آخر من أشكال التسلية.
لا تتوقعي من الطفل التأقلم مع العبارات المسيئة لوحده. بل يجب التدخل للتوضيح للطفل المسيء أنه قد تجاوز حدوده، وان هذا السلوك غير مقبول.
حاولي ألا تأخذي جانب الطفل المستهدَف طوال الوقت. فهذا يدفعه للعب دور الشهيد، وشعور الطفل الآخر بأنه ضحية لك. عالجي هذه المسألة على نحو يؤدي لمواجهة الطرفين للعواقب. فعلى سبيل المثال، حرمان كل منهما من الامتيازات كالتلفزيون أو الخروج مع الأصدقاء حتى يتعلما اللعب معا من دون مضايقات.
وجهي انتباههما إلى أن الإغاظة والمشاحنات المرتبطة بها لا تقتصر فقط عليهما. بل تزعج بقية أفراد الأسرة أيضا. وهكذا، يجب أن يدرك الأطفال أن عملية الإغاظة مشكلة بالنسبة لأفراد الأسرة الآخرين، كما يجب اتخاذ إجراءات تأديبية. فعلى سبيل المثال، كأن تقول لهم انك لم تتمكن من إنجاز أعمالك بسبب شجارهم وخصامهم. ونتيجة لذلك، لن تتمكن من أخذهم للعب في الحديقة مثلما وعدتهم.
حاولي صرف اهتمام الطفل الذي يمارس المضايقات إلى أنشطة أخرى. أرسليه في مهمة، أو شاركيه في لعبة يحبها.
شجعي أطفالك على التعاون بدلا من المنافسة.
غالبا ما تكون المضايقات انعكاسا لحاجة الطفل لإظهار تفوقه. وعليك تفهم ذلك، ويمكنك توجيه طاقاته حتى يتمكن من عرض تفوقه بطرق مختلفة.
يواجه معظم الأطفال الإغاظة في مرحلة ما من حياتهم، ويمكن أن يكون من الصعب عليهم التعامل معها. وغالبا ما يكون الأطفال الذين لديهم تشوهات، أو صفات جسدية غير طبيعية أهدافاً سهلة للأطفال الذين يمارسون المضايقة والإغاظة.
* يمكنك أن تساعدي ابنك عن طريق تشجيعه للتعبير عن مشاعره، وتبيني له أنك تتفهمين مشاعره، وتتحدثي من خلال وضع استراتيجيات للتعامل معها. على سبيل المثال، علـّميه أن يكون حازماً (ولكن ليس عدوانياً)، وان يستخدم صوتا أبياً واثقاً للطلب من الطفل الآخر الذي يسخر منه التوقف.
* ويمكن أن تشمل الاستراتيجيات الأخرى التجاهل وان يسير مبتعدا، وإيجاد شخص أو صديق ليكون بالقرب منه، أو إخبار معلم أو احد الكبار. بعض الأطفال يحب التفكير في عبارات قصيرة، أو النكت للرد على المضايقة، ولكن ذكري ابنك أن لا يبادل المضايقة بالمضايقة أو العراك، أو قول شيء مؤذ بالمقابل، مما يزيد الوضع سوءا.
* ويمكن أن تساعديه في أن يصبح أكثر مرونة من خلال تقديم الدعم، وتشجيع الأنشطة والصداقات التي تمنحه القوة والثقة. شجعيه على الانخراط في أنشطة منظمة مثل: الموسيقى، أو الرياضة، التي يحبها ويستمتع بها حيث يستطيع أن يتميز.
* كما يمكن أن تلجأي إلى المدرسة، من خلال المعلمين أو المرشد النفسي أو المدير والتحدث حول هذا الموضوع، لحصر أكثر أماكن لحدوث المضايقات مثل: حافلات المدرسة، أو خلال الاستراحات. والعمل معهم لوضع حلول، ولتعزيز علاقات إيجابية بين الأطفال.
* إذا كنت تشعرين بالقلق إزاء القضايا الجارية، أو إذا لاحظت تغيرات مفاجئة تدعو للقلق (مثل عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى المدرسة، كأن يبدو حزينا، أو يعاني من صعوبات، ويميل إلى الابتعاد عن أفراد الأسرة) فعليك طلب المعونة من أخصائي نفسي.
* يتعلم الأطفال كيفية التفاعل في البيت. فقبل أن تتحدثي مع طفلك عما يتعرض له من مضايقات، عليك إلقاء نظرة على هذا النوع من المضايقات التي تحدث داخل عائلتك. فهل أغظت طفلك يوما إلى درجة البكاء؟ وهل قمت بتحديد الخط الفاصل بين الإغاظة كأسلوب مداعبة ومزاح، وبين الإغاظة المؤذية.
* من المهم وضع بعض القواعد الأساسية الواضحة بخصوص المضايقات في البيت. فعلى سبيل المثال، ليس مقبولا مضايقة الناس بشيء لا يمكنهم التحكم به، مثل: الصفات الجسدية، أو طريقة الكلام، أو العـِرق. فإذا قام الأطفال بمثل هذا النوع من المضايقات فيجب إعلام الإدارة المدرسية أو أولياء الأمور المعنيين.
* والأطفال الذين يضايقون غيرهم من الأطفال باستمرار قد يكون لديهم مشاكل تتعلق بتقدير الذات، أو غير ذلك من المسائل التي قد تحتاج إلى مساعدة نفسية. ويجب طلب هذه المساعدة سواء من الإرشاد المدرسي أو من طبيب نفسي