من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم ديناً يضبط سلوكهم ويزكي نفوسهم، فأنزل كتابا مبيناً، وأرسل رسولاً أميناً، فبشر وأنذر، ووعد وحذر.
وجاء بشريعة الله تعالى التي تضمنت الحلال والحرام، حيث أمرت بواجبات، وزجرت عن منهيِّات، كل ذلك بما يصلح الفرد والمجتمع { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك:14) .
وأحكامه سبحانه وتعالى منها ما هو واجب ومندوب، ومنها ما هو حرام ومكروه ، ومن الحرام ما هو مفسد للعبادة ومنها ما ليس بمفسد، ولما تكلمنا في هذا المحور عن واجبات الصوم كان من المناسب أن نتكلم عن مفسداته.
فإليك أخي الصائم مفسدات الصوم التي يجب أن تجتنبها ليكون صومك صحيحاً مقبولاً إن شاء الله تعالى .
أولاً : الجماع:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت قال ، وما أهلكك؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان ...) وفى الحديث أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة فدل ذلك على أن الجماع مفسد من مفسدات الصوم، وهذا محل إجماع بين العلماء
ثانياً : الأكل والشرب:
يحرم على الصائم الأكل والشرب في نهار رمضان، فإذا أكل فسد صيامه لقوله تعالى { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل...}
و المعنى أنه إذا طلع الفجر أمسك الصائم عن الطعام والشراب حتى غروب الشمس، وقد أجمع العلماء على أن الأكل والشرب في نهار رمضان من مفسدات الصوم.