غزوة بدر هي أولى معارك المسلمين الكبرى ،وأبركها لما حدث فيها من انتصار عظيم على الكفار هو الأول من نوعه بهذا الحجم منذ بعثته صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت هذه الغزوة في السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة النبوية .
وتبدأ فصول هذه الملحمة الكبرى ،عندما علم النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم أن قافلة لقريش قادمة من الشام ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم اعتراضها وأخذ ما فيها عوضا عن الأموال التي سلبتها قريش من المسلمين ، فخرج صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا.
لكنهم أرادوا شيئا وأراد الله غيره ، قال تعالى : } وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ { (لأنفال:7) ، ولما علم أبو سفيان بخروج النبي صلى الله عليه وسلم حوّل مسار القافلة ، وأرسل إلى قريش : إن محمداً يريد أخذ أموالكم ، فخرجت قريش بقضها وقضيضها تريد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي أثناء مسيرهم جاءهم الخبر بنجاة القافلة ، إلا أنهم أصروا على الخروج ومقاتلة النبي وصحابته ، فالتقى الفريقان على بئر ماء تسمى بدرا ، وهناك جرت أولى معارك الإسلام الكبرى ، وحقق المسلمون فيها أول انتصار لهم ، أعز الله به الدين ، ونصر به عباده المؤمنين ، وخذل الشرك والمشركين ، وكان ذلك في شهر رمضان ، شهر الجهاد والعزة والتمكين ، نسأل الله أن يعز المسلمين ، ويهزم الكفر والكافرين ، والحمد لله رب العالمين .