I13 أيوب عليه السلام
أيوب عليه السلام
ذكره في القرآن :
ذكر اسم (أيوب) في القرآن أربع مرات ، في سورة النساء ، والأنعام ، والأنبياء ، وفي سورة (ص) وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل الذين يجب الإيمان بهم تفصيلا وهو من ذرية إبراهيم عليه السلام على وجه التحقيق لقوله تعالى في معرض الحديث عن إبراهيم : (ومن ذريته داود ، وسليمان ، وأيوب ، ويوسف وموسى ، وهارون وكذلك نجزي المحسنين ..)
بلاء أيوب عليه السلام :
ابتلى أيوب عليه السلام بلاء شديدا في أهله وبدنه ،وماله ، ولكنه كان مثالا للعبودية الحقة لله تعالى ، فصبر على ذلك حتى اصبح يضرب فيه المثل على الأذى فيقولون (صبرا كصبر أيوب) وقد أثنى تبارك وتعالى عليه بقوله (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أوّاب ..)
وقد كان أيوب عليه السلام من الأغنياء صاحب ثروة ومال وبنين ، وكان يملك أراض واسعة وحقولا وبساتين ، وقد ابتلاه الله بالنعمة والرخاء فآتاه الغنى والصحة وكثرة الأهل والولد فكان عبدا تقيا ذاكرا شاكرا لانعم الله عليه لم تفتنه الدنيا ولم تخدعه ، ثم ابتلاه الله بسلب النعمة ، ففقد المال والأهل والولد ونشبت به الأمراض المضنية المضجرة ، فصبر على البلاء وحمد الله وأثنى عليه ، وما زال على حاله من التقوى والعبادة والرضى عن ربه ، فكان في حالتي الرخاء والبلاء ، مثالا لعباد الله الصالحين في إرضاء الرحمن ،....
زوجته ::...
وقد رافقت هذه المرأة حياة نعمته وصحته ، وزمن بؤسه وبلائه ، فكانت في الحالين مع زوجها شاكرة وصابرة .. ثم إن الشيطان حاول أن يدخل على (أيوب) في زمن بلائه فلم يؤثر فيه فحاول أن يدخل إليه عن طريق امرأته فوسوس لها : إلى متى تصبرين ؟ فجاءت إلى أيوب وفي نفسها اليأس والضجر مما أصابه فقالت له : إلى متى هذا البلاء ؟ فغضب أيوب وقال لها :كم لبثت في الرخاء ؟ قالت : ثمانين ، قال : كم لبثت في البلاء ؟ قالت : سبع سنين ، قال : أما أستحيي أن أطلب من الله رفع بلائي وما قضيت فيه مدة رخائي ، ثم قال : والله لئن برئت لأضربنك مائة سوط ، وحرّم على نفسه أن تخدمه بعد ذلك ،..
ثم نادى ربه في حالة الوحدة والشدّة (ربّ إني مسّني الضرّ وأنت ارحم الراحمين ..) فأجاب الله دعاءه ، وكشف بلاءه ، وأوحى عليه أن يضرب برجله الأرض ، فضرب الأرض فتفجر له منها الماء البارد ، فأمره أن يشرب منه ويغتسل ، فشفاه الله ، وعاد أكمل ما كان صحة وقوة . وقال تعالى : ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربّه أني مسّني الشيطان بنصب وعذاب . أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب . ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منّا وذكرى لأولي الألباب ، وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ، إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أوّاب ..) .
أمر الله أن يبر بيمينه بأن يضربها بحزمة من قضبان خفيفة فيها مئة عود ، أو يأخذ عذقا من النخل فيه مائة شمراخ (عود) فيضربها بها ضربة واحدة ويبرّ في يمينه ولا يحنث ، وقد شرع الله ذلك رحمة عليه وعليها لحسن خدمتها إياه ، وتحملها معه وقت الشدة والبلاء صنوف المحنة والابتلاء
. قال ابن كثير : (وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه ولا سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة ، المكابدة الصديقة ، البارة الراشدة ، رضى الله عنها ، ولهذا عقّب الله هذه الرخصة وعلّلها بقوله : ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أوّاب ..)