فتاة احلامي...بقلم عبد الرحيم محمود (قصه قصيره)

بسم الله الرحمن الرحيم



انتصف النهار وفي الميدان الكبير امام المحطه المركزيه للقطارات, رغم الزحام والضوضاء ,وعادم السيارات ,والاصوات الصادره من الباعه المتجولين ومناديي سيارات الاجره0


وصل اسماعيل وامه الى البوابه الرئيسيه لمحطة القطارات 0


وفي البهو قال اسماعيل لامه:"باقي حوالي نصف ساعه لقيام القطار , ارجو الانتظار على هذا الكرسي


ريثما اعوداليك,اريد قطع التذاكر وشراء كارت للجوال"


جلست ام اسماعيل على الكرسي وقالت له:"الله معاك ياولدي تعود بالسلامه"


انطلق اسماعيل داخل المحطه وهو في طريقه استرعى انتباهه شيخ ومعه شابه ,لدرجة انه عندما تخطاهما التفت للخلف لينظر لتلك الفتاه, وبدون قصد فوجد التفاته سريعه من الفتاه,رغم ذلك استمر في طريقه ولكن صورة الفتاة طبعت في ذاكرته 0


مر الوقت الكافي, لدرجة ان موعد القطار اقترب , وقد عاد مسرعا لامه فقال لها:"اسف يا امي لقد بحثت كثيرا عن كرت للجوال وبصعوبه حصلت عليه باقي حوالي 5 دقائق وهي كافيه للوصول للقطار0



ركب اسماعيل القطار مع والدته ,وبحث في داخل العربه عن الارقام التي على التذاكر واجلس امه ثم جلس بجانبها0


وفجأه واذا بالفتاة تجلس قبالته ولكن في الجهة الاخرى0


مر وقت ليس بالقليل وهو يحملق بها لدرجة ان امه تكلمه ولا يرد عليها ,حتى وخزته في كتفه 0قالت له


أمه :"يا بني اكلمك ولاتسمعني, ماذا جرى لك هل حدث شئ يستدعي كل هذا "


قال اسماعيل:"لا يا امي ولكن اشتقت للبيت "


ام اسماعيل:"يابني كم يستغرق هذا القطار للوصول"


اسماعيل:"حوالي ساعتين ونصف لانه لايقف في المحطات فقط اخر محطتين"


سكتت ام اسماعيل, ولكن اسماعيل كان في عالم اخر , يجلس في مكان ملئ بالخضره والاشجار ونهر يمر


من بين هذه الاشجار واصوات الطيور والعصافير , ومعه فتاة جميله اخذ يكلمها دعيني انظر اليك فقط لااريد


أن تغمض عيني عنك , ان هذا الجمال يسبح ربه ,خالقه والذي احسن فجمل وصور في أحسن صوره حتى يعجز الشعراء عن وصفه 0


قالت الفتاة :" وهل تستطيع ان تقول الشعر "


اسماعيل:" ليتني استطيع ان اقول الشعر لكن جمالك هوالذي يتكلم على لساني ولكن استذكر اغنيه لناظم الغزالي قال فيها "يام العيون السود ما جوز الا انا خدك القيمره انا تريق منا""


الفتاة:"و تحفظ اغاني "


اسماعيل"وانا معك يمكن اكون كل شئ , واحمد الله انه جمعنا سويا في هذا المكان الجميل "


ولكن فجأه وجد احدا يوخزه في كتفه ويقول له:" اسماعيل ياولدي عامل القطار يطلب التذاكر , مابك اعدت


مره اخرى ماذا بك هل انت مريض"


"هاهي التذاكر , لايا امي لا اعرف ما اقول لك , انا بخير "قال اسماعيل


بعد قليل من الوقت وقف القطار في المحطه قبل الاخيره , لكن ماحدث هو المفاجأه 0000


لقد وقفت الفتاة ووالدها للنزول في المحطه مع دهشة اسماعيل بحيث لم ينزل عينه عنهما واذا بالفتاة تشير


بيدها "ومع السلامه " وكانت توجه الكلام والاشاره في اتجاه اسماعيل وامه0


فرفع اسماعيل يده بخوف واستحياء لانه لايعرف لمن هذه الاشاره وهذا الكلام ّمع السلامه"



ولكنه سمع صوت امه وهي تلوح لهما "مع السلامه يا ابنتي"


فوجئ اسماعيل مما حدث وغاب مرة اخرى وهو يحدث نفسه


"هل انا في حلم ام هذا علم" 0 ووضع يده على جبينه يتحسسها 000"هل انا مريض فعلا كما تقول امي ,هل انا اهذي ماذا جرى لي فانا من لحظة ان رايت هذه الفتاة وانا لا اعرف اين انا لربما هذا حلم ,فعلا هذا حلم ,نعم هذا حلم يقظه لو اعرف فقط من هي هذه الفتاه ومن الذي كان معها "


ام اسماعيل" هداك الله باولدي القطار وصل المحطه الا تريد الذهاب الى البيت"


اسماعيل بتلعثم " اجل يا امي "


واستقلا سيارة اجره وصلت بهم الى البيت000



بعد فتره من الزمن داخل البيت


اسماعيل يقول لامه:"امي اريد ان اسالك سؤال "


ام اسماعيل" اسأل ياولدي والله احوالك غير طبيعيه "


اسماعيل" أماه من تلك الفتاة التي قالت لك في القطار مع السلامه"


ضحكت ام اسماعيل وقالت" الان عرفت ما حدث لك وطول الوقت وانت في دنيا غير الدنيا"


اسماعيل" بالله عليك يا امي اتعرفينها وتعرفي اهلها؟"


ام اسماعيل "حق المعرفه"


انفرجت اسارير اسماعيل واقترب من امه اكثر وانتظر ما تقوله امه على احر من الجمر


ام اسماعيل"انهم أقرباؤنا ولكن من بعيد والبنت اسمها زينب وابوها كان يعمل في الخليج"


قاطعها اسماعيل"لذلك كانت ملابسها مختلفه وكانت محتشمه"


ام اسماعيل "اجل ياولدي زينب تحفظ القرأن وهي متربيه تربيه اسلاميه "


اسماعيل"لكن اريد اسال:كيف عرفتي كل هذه المعلومات ونحن لم نرهم من قبل"


ام اسماعيل" ياولدي نحن الكبار نعرف بعضنا جيدا ولكن هي مشاغل الحياه "


اسماعيل "لم تقولي كيف عرفت المعلومات"


ام اسماعيل " في الفتره اللتي غبت فيها جلسا معي حتى اقترب موعد القطار , وانا طلبت منهم ان يصعدا


الى القطار ,خوف ان تتاخر ويفوتهم القطار"


واردفت قائلةً"خذ هذه الورقه واقرأ ما هو مكتوب فيها"


عندما قرأ اسماعيل الورقه جلس على الارض وبصوت خافت قال:"العنوان ورقم التليفون"



تمت