مجـــلة العـــــرب الثقافية
اهلا عزيزي الزائر اذا كنت مشترك نرجو الدخول بعضويتك واذا لم تكن مشتركا بأمكانك التسجيل من هنــا
مجـــلة العـــــرب الثقافية
اهلا عزيزي الزائر اذا كنت مشترك نرجو الدخول بعضويتك واذا لم تكن مشتركا بأمكانك التسجيل من هنــا
مجـــلة العـــــرب الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورراديو سهرالتسجيلدخول
للاعلان بالمجلة الرجاء الضغط على بنر اعلن هنا واملاء الاستمارة
 ضع إعلانك هنا ضع إعلانك هنا منتديات الشرق ضع إعلانك هنا ضع إعلانك هنا ضع إعلانك هنا ضع إعلانك هنا ضع إعلانك هنا  ضع إعلانك هنا


 

 التحرش الجنسي عند الأطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نجيب الأسد
..
..
نجيب الأسد


ذكر
عدد المشاركات : 75
العـــــــمر : 66
الدولـــــة : التحرش الجنسي عند الأطفال Morocc10
نقـــــــاط : 230
تاريخ التسجـيل : 26/02/2010


بطاقة الشخصية
احترام قوانين المنتدى:
التحرش الجنسي عند الأطفال Left_bar_bleue100/100التحرش الجنسي عند الأطفال Empty_bar_bleue  (100/100)

التحرش الجنسي عند الأطفال Empty
مُساهمةموضوع: التحرش الجنسي عند الأطفال   التحرش الجنسي عند الأطفال U888810الإثنين يوليو 16, 2012 1:04 pm



يقترن التحرش الجنسي أساسا في مفهومه بممارسة العنف ،وحيث أن الظاهرة تتخذ عدة أوجه ،فالتحرش يبقى جزء مهما من حالة العنف.

ظاهرة العنف والانتهاكات الجسدية، واستعمال القسوة في المعاملة، ليست وليدة اليوم ،بل هي معاملات قديمة قدم التاريخ، عرفها الإنسان منذ ظهوره الأول على ظهر البسيطة ،فعاشت معه لتتخذ أشكالا وأنواعا من السلوكيات الشاذة التي أفرزتها وتفرزها الظروف الحياتية والمعيشية للإنسان.
فقساوة الطبيعة ،وعسر الحياة ،والشعور بالنقص ، والتنشئة الاجتماعية والتربوية الخاطئة، هي التي كانت وراء انتهاج العنف في الممارسة كتعبير عن الذات الرافضة للواقع، فالفقر وقلة الحاجة والتهميش هي التي خلقت الأزمة، التي تحولت بفضل التراكمات والضغوطات إلى مرض نفسي ، يفقد المرء التوازن، ويضعف لديه التفكير، ويجعل مثل هذه الممارسات الإنسانية الغريبة لا تخضع للضوابط والأعراف،وفي ظل هذه الدوامة المتشعبة، كان الطفل دائما العنصر الأضعف في هذه الحلقة.
تحكي القصص والروايات والشواهد التاريخية أن ظاهرة العنف ضد الأطفال قد عاشت مع الإنسان القديم،لقد قتل الأطفال وقدموا قرابينا، ووئدت البنات في الجاهلية تجنبا للعار ،كما كان رائجا قبل الإسلام، وحتى في مجتمعاتنا الإنسانية الموصوفة بالتحضر والمدنية ،استمرت معها الحالة ،واتخذت أشكالا متنوعة من أنماط الظلم والمساس بحرمة هذه الأجساد الصغيرة التي لا تقوى عن درء ما يلحق بها من الأذى ،والظلم وجبروت وعقد الكبار.
ولعل من أبشع القوانين التي حفظها لنا التاريخ ،هو ذلك القانون الفرنسي الغاشم ،الذي شرع في القرن السابع عشر والذي بموجبه أبيح للآباء قتل أبنائهم ،ويتعلق الأمرهنا بالأطفال الشادين والمعاقين وكثيري الصراخ وغيرها من الحالات، قانون مستبد أعاد للأذهان تلك الفترات التاريخية القديمة المظلمة.

استمرت الإساءة لهذا المخلوق الصغير حتى القرن الثامن عشر ،ليدرك العالم جسامة خطئه، لترتفع هنا وهناك بعض الأصوات المطالبة بإعادة النظر في التعامل مع الأطفال ،باعتبار أنهم حلقات أساسية في بناء المجتمعات ،فطفل اليوم هو رجل الغد ،ولهذا بدأت البرامج التربوية تتخذ أشكالا ومناهج جديدة في التعامل مع الصبية.


التحرش الجنسي في تقاطعه مع العنف

عمل علماء الاجتماع على دراسة ظاهرة العنف في مفهومها المطلق، وقاموا بتصنيفها إلى عدة أشكال نذكر منها:
العنف الاجتماعي ـ العنف المدرسي ـ العنف العائلي ـ العنف الحكومي ـ العنف الإعلامي ، وغيره ...وهذه التصنيفات كلها تنضوي تحت اسم واحد هو العنف الاجتماعي، وعلى مستوى النوع ،يقسم العنف إلى ثلاثة أنواع :العنف الاجتماعي و العنف النفسي والعنف اللفظي.
وقد فسر العنف على المستوى القانوني والسياسي على أنه:كل ممارسة شاذة مؤذية ،يوجهها الإنسان إلى نفسه ،أو إلى طرف آخر،وسلوك العنف يكون دائما مقترنا بالقوة ،أو الإكراه ،أو القسر، أو التقييد،فالعنف هو نقيض الرحمة، والرأفة والليونة في المعاملة ، ويفسر العنف كذلك بأنه صورة من الصور المبذولة ، بشكل غير قانوني ،أو عرف متفق عليه،الهدف منه هو إخضاع طرف لطرف آخر،أو هو الاستعمال ألقسري أو المادي أو البدني رغبة في تحقيق مبتغيات وأهداف تكون إما شخصية أو جماعية.وفي هذه التفاسير يتقاطع التحرش الجنسي بالأطفال بحالة العنف، وفي بعض الأحيان يصبح التحرش بالأطفال يستوعب كل هذه التفاسير.

تعريف التحرش الجنسي بالاطفال
ـ السياق العام
تشرح كلمة "التحرش الجنسي بالأطفال"على أنها كل تلك الممارسات العمدية المتسمة بالإثارة والتي تمارس على الأطفال سواء كانوا ذكورا أو إناثا ، بحيث يدفعون مثلا إلى النظر إلى مشاهد فاضحة مخلة بالحياء، كالمشاهد الجنسية أو الصورالعارية، أو غير ذلك من الأشياء المثيرة المحظورة التي تتجاوز سن الأطفال ،وتضاف لهذه الأشياء ملامسة أعضاء الأطفال التناسلية أو حثهم على لمس أعضاء شخص آخر راشد، أو تعليمهم عادات سيئة - كالاستمناء مثلا - فضلا عن الاعتداء الجنسي المباشر في صوره المعروفة البشعة ، سواء في شكله الطبيعي أو الشاذ.
ـ السياق اللغوي
التحرُّش : هو التحكُّك والتعرُّض
والتحريش : هو الإغراء بين الناس
والحَرْش والتحريش : هو إغراء الإنسان
وحَرّش بينهم : أفسد وأغري بعضهم بعضًا
والحرش والاحتراش تهييج الضبَّ في جحره ليُصاد ، يُقال : حرش الضبَّ يحرشه حرشًا صاده ، والاحتراش في الأصل هو الجمع والكسب والخداع ، ومن ثم فإن تحرش أحد الجنسين بالآخر يُراد به إتِّباع الحيلة والخداع للإيقاع به ونيله.

أسباب التحرش الجنسي بالأطفال

عندما نحاول الغوص في هذا الموضوع المثير،و الذي ظل طابو ومسكوتا عليه إلى وقتنا هذا ،فإننا نجد أن هناك دوافع كثيرة ومتشعبة ومتداخلة فيما بينها ،وفي هذا الشأن يضع المراقبون والمتتبعون للحالة غياب الوازع الديني في المرتبة الأولى، متبوعا بغياب وضعف الرقابة الأسرية على الطفل ،كما أن الرفقة السيئة والمسلسلات والبرامج الخليعة التي تحض على العنف وتدعو إلى الرذيلة. يضاف لها الأمور المعيشية الصعبة والقاسية والفقر ،كلها تدفع بالأطفال إلى ترك المدرسة والبيوت للخروج إلى الشارع والبحث عن عمل، ويصبح هنا الطفل بخروجه للشارع عُرضة لكل الممارسات الشاذة ،ومن بينها تعرضه للتحرش الجنسي،كما أن المنظرون لعلوم التربية والمهتمون بالظاهرة ،يؤكدون أن المبالغة أيضا في إحاطة موضوع الجنس بالكثير من الحرص و الحذر والسرية قد يكون من الحوافز الكبيرة التي تدفع بعض الأطفال إلى إيجاد مصادر بديلة للحصول على معلومات تشبع فضولهم، وهنا ينزلقوا (الأطفال) إلى مطبّات الانترنت ومشاهدة الأفلام الإباحية واللجوء إلى رفقاء السوء، ليتعرفوا على المزيد من المعلومات عن هذه الممارسات الشاذة ،إن كثرة الاحتكاك بهذه المعطيات المخلة للآداب تجعل الأطفال يجنحون إلى محاكاة ما يرونه، من منطلق حب الاستطلاع والتقليد الأعمى، لتصبح الحالة لديهم عادة .

هل هناك سن معين للتحرش بالأطفال ومن يكون المتحرش؟

يتحدث المتتبعون لهذه الآفة على أنه ليست هناك سن معينة للطفل أو الطفلة ،ليتحرش بهما ، فممارسة سلوك التحرش على الأبناء تتم منذ السنة الثانية من العمر تقريبا ، أو ربما أقل من ذلك، وتستمر حتى سن السادسة عشرة ،لأن المتحرش هو إنسان مذبذب النفس ،غير سوي ،تحركه جملة من الرغبات المكبوتة وعامل السن بالنسبة له،هو مجرد شيء نسبي لا معنى له،فما يهمه هو إشباع رغباته الجامحة والمجنونة .
ـ إن الطفل والطفلة قد يتعرضان للتحرش كما أسلفنا في سن صغيرة، فمثلا في السنوات ما بين (2إلى5) يأتي الخطر غالبا على يد الأقارب والمقربين ،أو من يقومون بتربية ورعاية الصبية، ففي غياب مراقبة وتتبع للأبناء ،يقع المحضور،ويتم هذا على يد المربيات والسائقين والخدم وكذلك من المراهقين في العائلة الذين قد يترك معهم الطفل ،أو أطفال الجيران والأقارب في خلوة، فهنا يكون التفرج على الأفلام الإباحية ومشاهدة القنوات الفضائية على التلفاز و الغير المراقبة، وتصفح مجلات العري، وفي غفلة من الوالدين ، لها تأثير في الجنوح للتحرش، بحيث يقوم المراهقون بمحاكاتها فور ما تسمح لهم الظروف بذلك ويكون الأطفال الصغار هم الضحية.

أما في السن ما بين (5-12) فيأتي التحرش من كل من يمكن أن يختلط بالأطفال من دون رقابة، من الأصدقاء وأبناء الجيران والجيران والأقارب والسائقين كذلك ،والخدم. وإغواء الطفل في هذه السن قد يكون مصحوبا بتهديده وبتعرضه للضرب أو العقاب أو القتل إذا باح بالسر لأحد، أو بتخويفه بأن الوالدين قد يعاقبانه أو يؤذيانه إذا علما بذلك، أو قد يتم إغراؤه بالمال أو الهدايا أو الحلوى. كما أن حب الطفل للتجربة والمعرفة واكتشاف كل ما هو مجهول قد يكمن وراء إمكانية سقوطه ضحية للمتحرشين في معزل عن والديه.
وتفيد الدراسات في هذا الشأن أن من بين المتحرشين هناك نسبة كبيرة من الأطفال قد سبق التحرش بهم من قبل ذوي القربى.
وفي الأخير الأطفال ما بين(12 و16)سنة، في هذه المرحلة من العمر يكون الأطفال قد دخلوا في سن المراهقة ،و هذه الفترة من العمر تتسم بفقدان التوازن الناتج عن التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى الهشاشة في الشخصية لدى المراهق،وأمام إلحاح الطفل لمعرفة الكثير من الأشياء عن هذه التغيرات الفيزيولوجية ،وفي غياب المراقبة والتسليح بالنصائح يصبح التحرش هنا قائما من أجل اكتشاف الذات أو ذات الآخر.

أسباب التحرش الجنسي بالطفل

إن استفحال الظاهرة وانتشارها في عالمنا العربي جعلت الدارسين ينكبون على تحديد المسببات والدوافع المؤدية إلى التحرش الجنسي بالأطفال،و قد حددوها فيما يلي:

1ـ إن غياب ثقافة الأدب والأخلاق والحياء في مجتمعاتنا العربية الاسلامية،خلقت تراجعا في هذه القيم الحسنة ،وجاء هذا أمام ما نستورده من أفكار مسمومة من الغرب ،والتي تكون عادة مغلفة باسم الحريات والديمقراطيات والانفتاح،وكذلك ..ما نحتك به من ثقافات غربية أخرى متحررة ،والتي تصلنا يوميا عبر القنوات الفضائية التي أصبحت تدخل بيوتنا بدون حسيب أو رقيب،ويرى البعض أن هناك قصدية فيما نشاهد ونستورد،الهدف منه هو نشر الفساد والانحلال الخلقي بين أبناء المجتماعات الاسلامية والعربية. إنهم بهذا الصنيع يسعون إلى نشر السعار الجنسي المحموم بلا رادع ولا وازع بيننا، حتى لا يقر قلب، ولا يسكن عصب، ولا يطمئن بيت، ولا يسلم عرض، ولا تقوم أسرة، ويتحول المسلمون بهذا المنحى الخطير إلى قطعان من البهائم، هكذا يخطط أعداء الإسلام لنا رغبة في ثنينا عن التقدم والتطور والازدهار.

2ـ إن التطور التكنولوجي وما يوفره من سهولة في الوصول للمعلومة عبر فضاءات الانترنيت التي أتاحت مصادر كثيرة ومتنوعة للولوج إلى الفساد والاطلاع على المواقع الايباحية،قد سمح بالانحلال الخلقي، ويتم هذا في غياب الضوابط النفسية والأسرية ،يضاف لها قصور الدولة في التدخل بصرامة لمحاربة هذه المواقع المخلة بالآداب التي تشحن المشاعر وتؤجج الشهوة لدى متتبعيها ،الأمر الذي يجعل هذه الشريحة من المنحلين ينخرطون في عالم الرذيلة وسلوكياتهم هنا قد تتخطى التحرش إلى ما هو أفضع.

3ـ تدني مستوى العيش وقلة الحاجة والفقر يضاف إليها غلاء المهور ،إن هذه المعطيات تمنع الكثير من الشبان من الزواج ،ومؤسسة الزواج هنا تلعب دورا كبيرا في صيانة العرض وتحصين الفرج ومنع الفساد.إن قصور اليد وعدم الزواج يدفع بعضا من هؤلاء الأشخاص ضعاف الشخصية إلى التوجه للفساد بكل أنواعه،ويكون الطفل بناء على ضعف بنيته الجسمية ضحية في هذه الحالة.

4ـ الثقة الزائدة بالأهل والأقارب باعتبارهم من المحارم بشكل مفرط ،وتأمينهم غيرهم على الأولاد غالبا يكون محفزا على التحرش ،فالدراسات تفيد أن تحرش الأقارب والمقربين بالأطفال يحتل نسبة مئوية كبيرة، والجرائد وقنوات الأخبار تطالعنا في كل يوم بأخبار تحكي عن هتك أعراض الأطفال من طرف ذوي القربى.

5ـ سوء التربية وعدم تسليح الأطفال وتحصينهم بالنصائح الضروية، وغياب ثقافة الحوار ومد جسور التفاهم بين الأهل والأبناء ،يجعلهم يلجأون للأخر ،الذي يسهل عليهم الوقوع في التحرش خاصة إذا علمنا أن المتحرش يمتلك وسائل كثيرة للإغراء، كتقديم الهدايا والمال للأطفال والاتصاف بالحنان ورقة المشاعر معهم ،والكلام المعسول،كلها أدوات يستعملها المتحرش للوصول إلى هدفه الدنيء،إن إهمال الأهل لنشر ثقافة جنسية مع الأطفال، ومحادثتهم في الأمر بنوع من الصراحة،وبشكل مبسط في إطار من التدرج في الحوار ومع ما يتماشى مع مراحل نموهم سنهم ،إن غياب هذا التواصل يجعلهم(الأطفال) لا يقدرون خطورة التحرش ولا يدركون عواقبه أيضا ،ويعتبرونه أمرا عاديا ولا يبدون أية ردة فعل عندما يمارس التحرش عليهم.


الآثار المترتبة عن التحرش بالأطفال

يخلف التحرش الجنسي بالأطفال عدة أضرار وتصنف إلى ما هو جسدي وما هو نفسي:

ـ الأضرار الجسدية

تختلف الأضرار الجسدية من شخص إلى آخر، ولعامل السن دور كبير في تحديد هذه الأضرار لكن على العموم يمكن الاتفاق على ما يلي:
صعوبة في الجلوس والمشي، وصعوبة في قضاء الحاجة الشخصية للطفل ـ أوجاع في الأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى تعفنات ميكروبية ـ إفرازات ونزيف في مجرى البول ـ أوجاع متكررة في الرأس والحوض.

ـ الأضرار النفسية

بالنسبة للأضرار النفسية فيمكن تسجيل:حالات الانطواء والعزلة ـ كثرة الكوابيس ـ عدم النوم والغرق في أحلام اليقظة المزعجةـ تدني القدرة على التحصيل والتراجع عن المشاركة في الأنشطة المدرسية وهذا يؤدي إلى التسرب والهروب من المدرسةـ فقدان الثقة بالنفس ،ثم الجنوح تدريجيا السلوكيات العدوانيةـ القلق الدائم والانزعاج السريع ـ التحول نحو الشذوذ ،وممارسة التحرش الجنسي بالأطفال مثل ما جرى على الطفل المتحرش به نفسه بالضبط.
وتفيد دراسة قام بها العالم الأمريكي " جريجوري ديكسون" سنة 1986 ،أن هناك 49 في المائة من الشواذ هم في الأصل أناس وقع عليهم الأذى، وكانوا ضحية للتحرش الجنسي.



كيف نحمي أبناءنا من التحرش؟

للخروج من هذه المشكلة التي أصبحت تتربص بأبنائنا وتسرق براءتهم وجب:

1:يتفق كل النفسانيين وعلماء الاجتماع على ضرورة خلق جسور للتواصل لأنه أمر ضرورية لنشر ثقافة متينة كفيلة بتسليح الطفل وإكسابه حماية ضد المتحرشين به،لكن هذا يجب أن يتم في إطار من التثقيف الموجه والمعلومة الصحيحة وهذين المعطيين لن تكتب لهما النجاح إلا في جو من الحميمية مع الأطفال، ويتم التواصل منذ أيامهم الأولى، إن الاقتراب من الأطفال ومصاحبتهم يمنحهم الثقة بالنفس وبالوالدين، وإشعارهم بالأمان ومنحهم الفرصة في أن يسألوا ويعرفوا ويتطرقوا لكل الموضوعات مع آبائهم وأمهاتهم. يعطي للأبناء جرءة في التحدث مع الوالدين عن كل غريب ،وعن شيء يتعرضون له، على الطفل هنا أن يتعود على مسألة رواية أحداثه اليومية لأسرته بانتظام وبصورة متتالية في مرح وسعادة على مائدة الطعام، ويأتي هذا بخلاف الأوقات الخاصة التي يجب أن يخصصها الأب والأم كل على حدة لكل طفل منفردا ليتحدث كل منهما معه عن آماله وأحلامه ومخاوفه ومشاكله دون حواجز.
2:وجوب العمل على توعية الأطفال جنسيا ،ويجب أن يتم الكلام بشكل تدريجي ومفصل مع انتهاج طريقة وأسلوب ينسجمان مع مراحل عمر ونمو و طبيعة الطفل الذي يتلقى التوعية، لأن الطفل متى أدرك مخاطر الجنس، والأعمال التي يمكن أن تمارس عليه والأسباب والنتائج المترتبة على ذلك صار قادرا على حماية نفسه .
3:العمل على تشجيع الطفل و تقوية شخصيته وزرع الثقة في نفسه لأن هذه الصفات متى توفرت في أي طفل أو طفلة صعب على الجاني النيل منهما
4:العمل على نصح الأبناء بعدم الاقتراب من الغرباء، أو تصديقهم مهما قالوا لهم من أشياء حتى ولو كانت حقيقية مثلا:( أبوك اسمه كذا وأمك اسمها كذا وهما أرسلوني لأحضرك من المدرسة لأنهما مشغولين ) هذا أسلوب معروف من أساليب الإيقاع بالطفل، يجب توعية الطفل وتنبيهه لذلك،وهنا يمكن أن نحكي لأبنائنا قصصا حول اختطاف الأطفال والتلاعب ببراءتهم ،لأن مثل هذه الحكايات ترفع حاسة الحذر لدى الأبناء.وعند الانتهاء من سرد القصة وجب طرح الأسئلة على الأطفال عن ماذا فهموا من الحكاية،وما هي العبر والمواعظ التي حصلوا عليها.
ومفهوم الثقة لا يخص فقط الغرباء بل ينطبق كذلك على الأقارب والمحارم بدرجة كبيرة، بل يجب التعامل معهم بحذر شديد ، وعلى الآباء نفسهم ،عدم تأمين الأقارب على الأطفال،لأن الخطر يأتي من ذوي القربى مثل ( الأخ والخال والعم وحتى الأب مع كل أسف ) وكثيرا ما كان هؤلاء المحارم والأقارب، هم أبطال التحرش الجنسي بل والاغتصاب للأولاد المقربين منهم ،وهناك قصص كثيرة تتحدث عن مثل هذه السلوكيات المنهي عنها.
5: تحذير الأبناء وتنبيههم إلى عدم السماح لأي كان أن يقترب منهم، و أن يقبلهم على فمهم أو رقبتهم أو يمسك بهم في مناطق حساسة، وهذا مهم جدا..مع تذكيرهم بأن مثل هذا التصرف يعتبر تحرشا بهم ، ولهذا يجب عليهم أن يقاوموا مثل هذه الأمور و يبتعدوا بسرعة عن الشخص الذي يتربص بهم مع ضرورة إخبار الأهل بالأمر، ليتدخلوا في الوقت المناسب لإيقاف هذا الفعل الشنيع .
6: على الآباء أن لا يتوقفوا عن متابعة ومراقبة الأبناء ويجب أن تكون المراقبة متواصلة وتامة، ،مع التوقف عن إرسال الطفل إلى زيارة الآخرين وحده بدون مرافق و بدون علم مسبق عن طبيعة من يزور ،كما أن إرسال البنات للتبضع باستمرار وشراء الأغراض من المحلات التجارية، لأن بعض أصحاب هذه المحلات يكونون أبطالا في التحرش واغتصاب الأطفال ،

التشريع الإسلامي في محاربة الزنا و التحرش الجنسي

ظل الإسلام على مر العصور والسنين دينا متكاملا صالحا للزمان والمكان ،باعتباره دين سماوي حق،فهو منزل من الله العليم الخبير، الذي يعرف النفس البشرية تمام المعرفة، لأنه خالقها و بالتالي يعرف ما يصلح لها مصداقا لقوله تعالى {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } سورة الملك الآية 14 ، فالقانون الرباني دائما ينظر للمشكلة في إطارها الشمولي، ففي إطار موضوع الشهوات الجنسية والتحرش، كان لهذا الدين القيم موقفه في حماية الأعراض، ومنطقه الذي يقوم علي فهم طبيعة و احتياجات النفس البشرية،وقد جاء في قوله تعالي {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }سورة آل عمران الآية 14، و الشهوة في ذاتها ليست خطأ ،بل هي فطرة في ذوات الإنسان،لكن يجب أن تمارس فيما يرضي الله، وفي إطار القانون الذي يحلل تلك الممارسات ويضعها في قالبها الشرعي، لكن متى مورست هذه الأعمال في إطار غير شرعي كالزنا والغصب على الممارسة ،صار الأمر هنا خارجا عن القانون، وخارجا عما رسمه لنا ديننا من حدود، ومخالفا للناموس الإلهي،وهنا نجد أن الإسلام قد أشار لهذا السلوك المنهي عنه ،وتعامل مع هذه المشكلة بالترهيب وسن أنواعا من العقوبات المشددة ،ذهبت إلى رجم الزاني والزانية حتى الموت.والحكم صريح ومفصل فيما جاء به القرآن الكريم إذ قال تعالي وهو أصدق القائلين (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كل واحد منهما مائة جلدة) ، وللمبالغة في العقاب والتنكيل بمرتكب هذا الفعل الشنيع تابع الله كلامه (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) ،وللتشهير بمن ارتكب فعل الزنا وفضحه بين الخلق نتابع الآية (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)،و في حديث آخر ،وآية أخرى،نرى كيف ينزل سبحانه تعالى من قيمة الزاني والزانية حيث يقول في كتابه العزيز(الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)، وقال تعالي في عقوبة خوض اللسان في الفواحش و قذف المحصنات (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، و قال الله في عقوبة الذين يحبون أن تشيع الفاحشة والمنكر في الذين آمنوا (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) 19 النور.



وفي نفس السياق فإن الله نعالى قد حد "الحرابة" لمعاقبة كل من سولت له نفسه التطاول على أخيه وأخته المسلمة وإلحاق السوء بهما مثل سفك الدماء وسلب الأموال وهتك الأعراض وإهلاك الحرث والنسل، و التحرش بالنساء أو يتضمّن السلوك كذلك نشر المفسدة والفواحش في الأرض ، كقطع الطريق علي المتحرَّش بها من النساء، أو إلجائها إلي الطريق الضيقة بغية النيل منها أو إسماعها ما تكره أو إجبارها علي الرضوخ له بطريقة أو أخرى ، وقد يتضمن السلوك المتبع إخافتها أو إرعابها لتحقيق مقاصده الدنيئة ، وهكذا تكوِّن جريمة حرابة متكاملة الأركان،وهنا قال الله تعالي{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } الآية 33 من سورة المائدة.
الإسلام والوقاية من الفساد والتحرش الجنسي
إن الله تعالى الذي أرانا حكمه وأنواع العقاب الذي ينتظر مرتكب الفواحش والزنا ..وفي نفس الوقت لم يبخل علينا بنصحه وهدايته وحثنا على نهج طريق العفة ونشرها بين الناس لكي تحول بينهم و بين السقوط في بئر الشهوات و الفساد، فقد نبهنا سبحانه إلى عدم اتباع خطوات الشيطان التي تقودنا حتما إلى الفاحشة والمنكر،قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الآية21 من سورة النور، وعن أهمية غض البصر في كبح جماح الشهوة و حفظ الفروج بالنسبة للرجال و النساء ،يأمرنا الله في هذا الباب في قوله تعالى :{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }سورة النورالآية30، {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}سورة النورالآية31، كما حث الله المرأة على ستر زينتها حتى لا تفتن بها الرجال {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} سورة النورالآية31، و في مقابل كف النفس عن إشباع الغريزة الجنسية بالحرام، شجع المولي عز وجل علي تيسير الزواج الحلال وإعادة النظر في الأعراف والتقاليد التي درجت عليها بعض المجتمعات ، فيما يتعلق بالكفاءة في الزواج أو نفقاته ، مما لا يمت إلي الإسلام بصلة ،وهذا الأمر منهي عليه وضروري حتى لا يحدث كبت نفسي قد يؤدي إلي انفجار غير محسوب فقال تعالي {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } سورة النور32،
واسترشادًا بما رُوي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزِّوجوه ، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )
إن الرسول صلى الله عليه وسلم فرق في أحاديثه الموجهة للمسلمين بين الخطاب الموجه للكبار والخطاب الموجه للصغار،وحدد سن التكليف وأشار إلى خطورة مرحلة النضج والمراهقة وما يترتب عنها من جنوح للشدود،وفي هذا الأمر قال وهو خير القائلين((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين،واضربوهم عليها وهم أبناء العشر ،وفرقوا بينهم في المضاجع)) إن الحكمة واضحة من هذا الكلام..فسن السبع هو سن التعلم المطبوع بالراءة،ففي هذا السن يمكن أن نغرس في الأطفال جملة من القيم والأخلاق النبيلة وتبقى الصلاة من أهم ما يمكن تعليمه للنشء على اعتبار أنها عماد الدين فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر،أما سن العشر فهنا يجب تغيير المعاملة مع الأطفال فهي بداية الدخول في النضج،وتتسم هذه المرحلة بجملة من التغيرات الهرمونية والفسيولوجية وإلا لما طلب الرسول الكريم وعلى صيغة الأمر بتأديب الأطفال باللجوء إلى العقاب البدني في تعليم الصلاة والركن الأهم هو أن يفصل بين الجنسين والتفريق بينهما في المضاجع،إن هذه الفترة الحرجة تتسم باستقاظة الدوافع الجنسية والإنتقال من مرحلة الخمول إلى مرحلة النشاط،هنا يتنبه الأطفال إلى أعضائهم التناسلية ويبدأون في العبث بها ومحاولة فهم واكتشافها ،ولهذا كان الخطاب النبوي صريحا حينما دعا إلى التفريق بين الجنسين في المضاجع.
ذ: نجيب الأسد

الهوامش:

يتحرش الجنسي من منظور إسلامي: د ـ عبد الفتاح إدريس
التحرش الجنسي.. ونظرات في منهج الإسلام: د ـ كمال المصري
التحرش الجنسي ضد الأطفال في الأسرة: ذ ـ سالم الجاعوني
َِبحث عن التحرش الجنسي لدى الاطفال و عند الطفل :المصدر جريدة الرياض

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحرش الجنسي عند الأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مليون دولار غرامة التحرش الجنسي بطفلة
» فقر الدم عند الأطفال
» مشاكل النطق عند الأطفال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجـــلة العـــــرب الثقافية :: 
المــــجلــــة الـعـامة
 :: قســم عـــــالم السياسة :: قســم الاخبــار العــاجـــلة
-
انتقل الى: