في الفترة الممتدة بين عامي 1991 - 2003 وفيها شاركت القوات السعودية جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية في ضرب العراق عام 1991 ثم مشاركتها في فرض الحصار الظالم لمدة (12) عاماً بعد ذلك، وفي عام 2003 لعبت السعودية دوراً كبيراً في احتلال العراق، وهذا ما كشف عنه مسؤولون سعوديون وأميركيون مؤخراً، عندما أكدوا أن الرياض سمحت بتنسيق الهجمات الجوية على العراق من ثلاث قواعد على أراضيها هي: قاعدة الأمير سلطان، وقاعدة تبوك، ومطار عرعر، حيث أشرف الأميركيون من هناك على مركز للقيادة الجوية، وعلى عمليات التزود بالوقود جواً، وإقلاع المقاتلات إف 16 وعلى عمليات جمع معلومات التجسس الجوي، وأضافوا أن ما بين 250-300 طائرة قامت بهجمات مختلفة انطلاقاً من السعودية في فترة ذروة الحرب، فضلاً عن موافقة السعوديين عن انطلاق صواريخ كروز من السفن الأميركية عبر أجواء السعودية، كما كشفوا عن معلومات تتعلق بالهجوم البري، فقالوا على الرغم من أن الهجوم البري الرئيس انطلق من الكويت إلا أن الآلاف الجنود من القوات الخاصة نفذوا عملياتهم داخل الأراضي العراقية انطلاقاً من المملكة، ويمضي هؤلاء المسؤولون إلى القول
ان السعودية قدمت عشرات الملايين من الدولارات كدعم للوقود الرخيص للقوات الأميركية، وكان لها دور مهم في الحفاظ على أسعار منخفظة للنفط من خلال زيادة إنتاجها بمليون و(500) ألف برميل يومياً،
وفي الجانب الاستخباري قدمت السعودية معلومات هامة للجانب الأميركي وأمنت حدودها لمنع فرار المسؤولين العراقيين من نظام صدام حسين.
هذا الموقف السعودي، دفع بالجنرال الأميركي (مايكل موسيلي) القائد العسكري البارز الذي ساهم في التخطيط للعمليات الجوية إلى وصف السعوديين بأنهم شركاء رائعون. وهذه الشراكة (الرائعة!!) دعت أحد الكتاب إلى القول (الجعجعة في السيلية والطحن في قاعدة سلطان) في إشارة إلى أن الأميركيين كانوا يعقدون مؤتمراتهم الصحفية حول تطورات الحرب في قاعدة السيلية في قطر، في الوقت الذي كان فيه مركز قيادة العمليات الجوية يقع في السعودية.
والآن، وبعد كل الدعم السعودي الهائل الذي ساهم في احتلال العراق وتدميره، هناك أسئلة تطرح نفسها هي:
لماذا يتحاشى المسؤولون العراقيون الحديث عن هذا الدعم؟
ألم يساعد هذا الدعم في إزالة نظام صدام حسين وإيصال المسؤولين الذين يحكمون العراق اليوم إلى كراسي الحكم؟
ولماذا لم يعتبروا كل ذلك الدعم تدخلاً في الشأن العراقي، في الوقت الذي يركزون فيه على مهاجمة السعودية من أجل تصريح أطلقه وزير خارجيتها فيعدونه تدخلاً في الشأن العراقي؟
أسئلة نترك الإجابة عنها للمسؤولين العراقيين، إلا أننا نذكرهم بأن الدعم السعودي لصدام حسين في الحرب العراقية الإيرانية لم يكن حباً في سواد عيونه وإنما لدفع الخطر الإيراني، وأن الموقف السعودي اليوم لا يخرج عن هذا الإطار، وهو الخوف من الخطر الإيراني الذي وصل إلى حدود المملكة في بعض المحافظات الجنوبية