كشف لمتناقضات المجتمع ومساوئه في كباريه السبكى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عندما ندخل لمشاهدة أى فيلم يحمل توقيع أيا من آل السبكى إنتاجيا فنحن دوما نشاهد الفيلم ونحن نتوقع مشاهدة أعلى معدلات الإسفاف والاستخفاف بعقول المشاهدين .. ويلام في هذا آل السبكى فهم من عودونا دوما على ذلك .. لكن الجديد والمختلف أن هذا الحال ربما مال لاختلاف كبير في فيلم كباريه والذي ولأول مرة ورغم عدم خلوه من الإسفاف الاستعراضي لزوم التوزيع إلا أن الفيلم يحمل بين طياته قضية هامة ورسالة جيدة .. وحقيقي لم تأخذ هذه الرسالة حقها في الظهور كما ينبغي لكن يحسب لصناع الفيلم الإشارة لها ..

ففيلم كباريه يرينا عدد من العلاقات المتشابكة التي تربط بين عدد من الشخصيات كلهم يربطهم تواجدهم في مكان واحد ليعرض لنا الفيلم ومن خلال هذه العلاقات عدد من متناقضات الحياة التي لا نقف عندها كثيراً ..

كان أول تناقض من خلال شخصية الرجل المتدين (أحمد بدير) الذي تضطره مصاعب الحياة للعمل بكباريه ثم التناقض الثاني في صاحب الكباريه فؤاد حامد "صلاح عبد الله" والذي لا يشرب المسكرات ويستمع في مكتبه بالكباريه إلى أغاني دينية ويشرب معها اللبن في نفس الوقت الذي يحتم عليه عمله أن يكون قواداًَ..!!

وفي الوقت ذاته هو شخص متجبر إذ ظلم أخوه وشريكه في الكباريه "ماجد الكدواني" حيث اشترى منه نصيبه بثمن زهيد عقب إصابته وهو يدافع عنه وبسبب سكره الدائم جعله يعمل بحمام الكباريه ليمنح الزبائن المناديل الورقيه ولعشقه للسكر وللنساء يخرج كل حين للصالة فيتسبب في عدد كبير من المشاكل ..

التناقض الثالث في شخصية بنت البلد التي تتفانى في خدمة والدتها ولكنها تعمل في عمل وضيع وهو منح جسدها لمن يدفع أكثر من خلال عملها في الكباريه وهو ما لا تعرفه أمها ولا أي أحد من أهل حيها .. وتلعب هذه الشخصية جومانة مراد في دور مميز لها ويحسب لها ..

أما التناقض الرابع والأهم وربما الأخطر فهي الصورة التي تطرح لنا أحد أهم القضايا الشائكة في حياتنا وهى التشدد الديني المرتبط في الكثير من الأحيان بالعنف الدموي والابتعاد عن أدنى محاولات الحوار .. وذلك من خلال شخصية الشاب المغيب فكريا "فتحي عبد الوهاب" والذي يتم تجهيزه للاستشهاد في أحد أماكن المنكرات وهو ذلك الكباريه كنوع من تقليل الفاسدين على الأرض بحسب اعتقادهم حيث يتم اختيار ذلك الشاب من خلال أمير الجماعة "محمود الجندي" والذي جاء أداؤه لهذا الدور غير مقنعا كما ينبغي ، وبينما يتقمص ذلك الشاب دور السكري فيذهب للكباريه وحول وسطه حزام ناسف يفشل في تفجيره في ساعة الصفر لوجود عطل بالحزام الناسف ..

وعلى جانب آخر يكشف الفيلم النقاب عن جزء من الصراع الذي يدور في كواليس صناعة المطربون الشعبيين من خلال الصراع بين بلعوم " خالد الصاوي" وبين أبو السعود "إدوار" ورغم أن إدوار مغنى إلا أن الصاوي تفوق على إدوار في أداء دور المطرب الشعبي ..

وفى الوقت الذي تموت في أم (جومانة) ويفشل أهل حيها في الاتصال بها يقررون دفن أمها في غيابها وقبل أن يفعلون هذا ترسل هي لأمها طعام الإفطار مع أحد العاملين بالكباريه فيذهب ليكتشف الأمر فيعود للكباريه ومعه السيارة التي تحمل جسد أمها .. وحين تعلم بهذا تخرج صارخة وتصاب بحالة هسترية من البكاء والندم وتفعل هذا وهى بملابس ساخنة هي ملابس الكباريه دون أن تشعر ليكتشف أهل حيها حقيقة عملها فيطالبونها بأن تستر نفسها فتدخل تبحث عن من يمنحها شيء تستر به جسدها فلا تجد ..!!

وفى ذات الوقت يكون فتحي عبد الوهاب بعد نوبة سكر غير مقصودة ينقذه منها أحمد بدير قد أقنعه بترك عمله في هذا المكان رغم أجره العالي لأن القليل الحلال فيه بركة عن الكثير الحرام وحينها يتصل بأمير الجماعة ليحاول إقناعه بأن يلغى العملية لأن الحوار يجدي مع هؤلاء الناس (في واحد من أروع مشاهد الفيلم) لا يوافق الأمير ويصر على العملية ويرسل له زميل آخر يحمل حزام ناسف جديد ..

وبينما يستعد صاحب الكباريه لمغادرته من أجل السفر لأداء العمرة فيما يعد تشبيها لغسيل الأموال ينتهي الفيلم بنجاح المتشدد الثاني في تفجير الكباريه بعد خروج أحمد بدير المتدين منه والذي تاب عن العمل فيه ..


ولعل الفيلم نجح في تقديم رسالة عظيمة لقيمة وأهمية الحوار إلا أنه لم يبرزها بشكل جيد كما لم يبرز في المقابل للتشدد الديني أيا من الجوانب المضيئة لوسطية الإسلام حتى تكون ضداً لتشدد المتشددين في حين أفرط الفيلم في عرض ابتذال رواد الكباريه وكل أفعالهم السيئة ..

كذلك أفرط الفيلم في وجود الأدوار الشرفية كان أبرزها ظهور مغنية الحنطور أمينة والمغنى الشعبي محمود الليثي .. وعدم تأثيرهم على بلعوم ..!!

وكذلك ظهور شبه شرفي لعلاء مرسى كأحد العاملين بالكباريه والذي يحاول سرقة مبلغ ألف جنيه منه لتسديد دين هام لكنه يموت في الانفجار قبل أن يسلمها لزوجته التي كانت تنتظره بالخارج والتي لعبت دورها مي كساب في واحد من أصغر أدوارها لكنها أدته بما يناسبه من أداء ..

وكذلك ظهور شرفي لدنيا سمير غانم التي لعبت دور الهاربة من بيت أمها وجحيم زوج أمها ليتضح أنها فقدت شرفها لكنها لا تريد الاستمرار في هذا الطريق..

واهم ظهور شرفي كان لسليمان عيد ذلك العريس الذي جاء للكباريه في ليله عرسه ليمنحه كل من يعرفه ومن لا يعرفه حبوب المزاج العالي ..!!


ويبقى لهذا الفيلم انه قدم ماجد الكدواني في واحداً من أفضل أدواره حيث جاء هذا الدور ليبرز طاقته الفنية بحرفية مميزة يليه خالد الصاوي وإن كان تغيير جلده بهذا الشكل ليس في صالحه لأنه أدى دور لا يليق عليه وإن أداه بتميز يحسب له ..


ومن حيث السيناريو فما كتبه أحمد عبد الله هو مفاجأة جيدة تحسب له وإن كان ينقصه مزيداً من الحبكة الدرامية ومزيدا من الجرعة الدينية المعتدلة المضادة للتشدد الديني مع عدم الإفراط في مشاهد الكباريه الساخنة ..

كذلك جاءت حركة كاميرا سامح عبد العزيز مميزة وإن أبرزت مشهد مسرحي لا مبرر له قبل نهاية الفيلم حيث توقف الجميع عن الرقص وقت صراع المتشددين على تنفيذ فكرة التفجير من عدمها وهو ما يفقد هذه الصورة مصداقيتها خاصة وأنها تصور عالم مليء بالملهيات .. فمن الذي يفيق فيه ..؟؟

رائعه احلا كوين

احلا جيمي اشكرك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]