كادر ثابت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في أحد البرامج الفنية الخاصة قالت المذيعة الشابة أنه لو عرض الآن فيلم مثل «أسف علي الإزعاج» علي أي من نجوم الكوميديا الذين نزلت أسهمهم وأسهم أفلامهم في الموسم الأخير بشكل ملحوظ فإن معظمهم لن يتردد في قبوله أو قبول سيناريوهات مماثلة لا تحتوي علي قدر من الكوميديا بقدر ما تحاول أن تقدم سينما راقية خارج الإطار الطاحن الذي وضعوا أنفسهم فيه لسنوات أوشكت علي الأفول!

ربما كان هذا الافتراض افتراضاً صحيح بدرجة كبيرة خاصة بعد أن حقق هذا الفيلم تواصلاً جماهيرياً مختلفاً من خلال نجم تجاري مثل احمد حلمي-وتجاري هنا بالمعني الإيجابي وليس السلبي- فداخل كل نجم كوميدي من نجوم الساحة الذين تربعوا طويلا علي عرش الجذب والإيرادات طاقة تمثيلية تجاهد كي تظهر لكن آليات السوق السيئة والاستسلام لفكرة الحصان الرابح ورقم الحظ وتميمة النجاح وكلها عناصر تكبت هذه الطاقة وتجعلها دوما مصدر «إزعاج» للممثل خاصة عندما يتم تشريحه كل عام عبر أقلام النقاد وتعليقات الطبقة التي لا تزال واعية من الجمهور.. المشكلة الحقيقة كما تفضل أحد القراء الكرام وأرسل لي أننا في مصر لا نملك خطة إنتاجية ناضجة لدعم هذا التيار من الإنتاج السينمائي المعقول نسبيا أو الجيد فالمسألة كلها في النهاية مرهونة بحركة فردية بحتة سواء كانت تلك الحركة هي حماسة منتج ذي ثقل لنص جيد «مثل إسعاد يونس لسهر الليالي» أو ممثل محبوب لسيناريو مختلف «مثل حلمي وأسف علي الإزعاج» هذه المبادرة الفردية هي لحسن الحظ ومع الأسف في نفس الوقت هي ما تصنع التغيير وليس الخطط العامة والمبادرات الجماعية من القائمين علي الصناعة ككل وأنا أضم صوتي لصوت القارئ الكريم في ملاحظته تلك بل أزيد عليها أن مشكلة هذا النوع من المبادرات الناجحة أن السينمائي «منتجا أو مخرجا أو ممثلا» يجد نفسه في مأزق كبير بعد نجاح التجربة واعتبارها إشارة للانتقال إلي مرحلة جديدة «كما حدث مع سهر الليالي علي سبيل المثال» لأنه يصبح مطالبا في المقام الأول بالاستمرار في الطريق الجديد الذي شقه بنفسه ولكن بمجهود فردي وبمسئولية ضخمة جدا سواء من الجمهور أو من المتخصصين «نقاد وصحفيين» بينما نفاجأ بأن هناك العشرات من أنصاف الموهوبين في كل مجال من مجالات السينما يسارعون لتقديم نسخ باهتة من العمل الأصلي الناجح ويتحول التيار أو المد الذي بدأ قويا إلي مجرد مصرف جانبي أو ترعة ضحلة لا تفرز سوي الطحالب والطفيليات الفنية ونعود بعدها لننتظر موجة مد أخري أو مبادرة جديدة تفرز إنتاجاً مختلفاً يعطينا الأمل لبعض الوقت في «التغيير والإصلاح».