[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ينتمي الفيلم الإيرلندي"مرة" ، الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الجميد شومان مساء غد والحائز على العديد من الترشيحات والجوائز الدولية ، إلى السينما المنخفضة التكاليف ، حيث يختلف هذا الفيلم في أسلوبه وطريقة إنتاجه عن نمط أفلام هوليود ، خاصة الأفلام الاستعراضية أو التي تدور في أجواء الموسيقى والأغاني ، فقد قام المؤلف والمخرج جون كارني بصنع هذا الفيلم في مدة 17 يوما وبتكلفة 130,000 دولار . ولقد استعمل المخرج كاميرات محمولة باليد تحتوي على عدسات تصوير مقربة ، وهذا ما يساعد على جعل حركة الصور أكثر حيوية كما أن هذا الطابع من التصوير يضفي على الفيلم الشعور بواقعيته من قبل المشاهد.
تدور أحداث الفيلم في مدينة دبلين - إيرلندا ، بطل الفيلم موسيقي شاب يغني في الشوارع لقاء ما يجود به المارة من نقود. وفي يوم من الأيام تتوقف فتاة تشيكية مهاجرة لتستمع إليه وهو يغني ، حيث أعجبت كثيرا بأغانيه. يتبادل الاثنان الحديث وتعرف منه أنه يساعد والده في مهنته الأساسية وهي تصليح المكانس الكهربائية ، وهي بالمقابل ، تخبره أنها عازفة بيانو فيطلب منها أن يسمع عزفها ، وهكذا يتجه الاثنان نحو متجر للآلات الموسيقية حيث يسمح لها البائع باستعمال البيانو فتعزف له إحدى مقطوعات المؤلف ميندلسون. ويصدف أن المكنسة الكهربائية الخاصة بالفتاة بحاجة لتصليح فيتواعدان على اللقاء ثانية ، وهكذا تبدأ بين الاثنين علاقة أساسها الموسيقى التي يعشقها الاثنان ، علاقة تظل في حدود الصداقة والتعاون الفني على الرغم من مشاعر حب غير معلنة بين الاثنين. لا يعرفنا الفيلم على أسماء شخصياته ، ويكتفي بالقليل من الحوار ، مقابل الكثير من الموسيقى.
بطل الفيلم يؤلف ويعزف أغانيه لمتعته الشخصية قبل أن يفعل ذلك من أجل النقود ، وهو لا يغني إلا أغانيه الخاصة فقط حتى لو أراد الناس العابرون في الشارع أن يسمعوا منه غير موسيقاه. وهو يؤكد إنه من الجيد أن يجمع مالا بهذه الطريقة ولكن ليس هذا هو الهدف الرئيسي من وراء عزفه لموسيقاه ، فهو يحلم بأن يكون نجما موسيقيا.
تبدأ الفتاة بمساعدة الرجل ليحقق حلمه. يتفق الاثنان مع موسيقيين مستقلين آخرين حيث يشكلون فرقة ويستأجرون أستوديو لكي يسجلوا الموسيقى الخاصة بهم. وهذا ما يمكن أن يشكل بداية لحياة ومستقبل رائع جديد لهما.
تتطور العلاقة بين الاثنين من خلال الموسيقى وتتكشف تدريجيا تفاصيل من واقع بطلي الفيلم ، فهو يعش وحيدا محطم الفؤاد بعد أن هجرته صديقته ، في حين أنها تعيش مع والدتها التي تتكلم الإنكليزية بالكاد ، وعندما تصطحبه إلى منزلها لتعرفه على والدتها يكتشف أنها متزوجة من رجل يعيش في بلدها وان لديها طفل يقيم معها ، مما يشكل مفاجأة له ، غير أن هذا لا يمنع علاقتهما الفنية من الاستمرار وإبداع موسيقى سترتبط بهما للأبد.
يتميز الفيلم بواقعيته وأسلوبيته القريبة من السينما المباشرة ، وهو يستخدم ممثلين ليسوا في الواقع ممثلين ، فبطل الفيلم مغن ومؤلف موسيقى معروف شعبيا ، وهو يؤدي في الفيلم شخصيته الحقيقية ، أما بطلة الفيلم فهي أيضا مهاجرة وهي تمثل للمرة الأولى وتسحر المشاهدين برقتها وابتسامتها الخاصة ، غير أن الاثنين يتمتعان بحضور قوي ويظهران معا في الفيلم كفريق متجانس.
وصف أحد النقاد الفيلم بأنه فيلم ساحر عن الحب والموسيقى والأغاني ، إضافة إلى المكنسة الكهربائية ، وهو فيلم يمنح المشاهدين فرصة أن يشعروا بالموسيقي داخل أرواحهم.
حاز هذا الفيلم الذي أنتج في العام 2006على الفيلم على إحدى جوائز الأوسكار إضافة إلى أربع عشرة جائزة وثمانية عشر ترشيحا ، بعض هذه الجوائز يتعلق بالإنجاز الموسيقي وبعضها بالإخراج ومنها جائزة أفضل فيلم مستقل.