الطبقة المتوسطة هي رمانة الميزان التي تحكم وتزن كفتيه.. اذا اختلت اختل الميزان، هذا هو بالضبط ما يتناوله مسلسل «رمانة الميزان» الذي بدأت أحداثه أمس. المسلسل يلقي الضوء علي كارثة حقيقية تعاني منها مصر،
وهي وضع الطبقة المتوسطة في المجتمع المصري في الوقت الراهن، حيث كانت هذه الطبقة هي أساس المجتمع وتماسكه في الماضي ومنها خرجت أهم الشخصيات التي قدمت إنجازات حقيقية للوطن، وكانت دائما واجهة المجتمع في مكافحة الظلم والفساد، لكن في عصر العولمة انهارت هذه الطبقة وانقسمت الي فئتين.. الأولي صعدت إلي صفوف الأغنياء والفئة الأكبر هبطت إلي صفوف الفقراء، وهي الفئة المطحونة في العشوائيات التي تعاني من الاضطهاد والتهميش في عصر لا يراعي إلا أصحاب النفوذ والسلطة والمال، فهذه الطبقة هي مصدر قوة المجتمع واستقراره لأنها الطبقة التي كانت تحفظ للمجتمع قيمه وعاداته ومبادئه. مسلسل «رمانة الميزان» يشير الي أن انهيار هذه الطبقة هو بمثابة مؤشر علي انهيار المجتمع، حيث تتسع الهوة والمسافة بين طبقتين الأولي فاحشة الثراء والثانية فادحة الفقر، وتقوم بوسي في المسلسل بدور «وجدان» وهي امرأة بسيطة من الطبقة المتوسطة درست القانون وعملت بالشئون القانونية بإحدي الشركات وكانت تعيش حياة مستقرة مع زوجها وأبنائها حتي يقتل زوجها القاضي الشريف فتنقلب حياتها وتقرر البحث عن القاتل وتستعيد حقها وقوتها بعد حالة الحزن والضعف التي تعانيها ثم تتحول للعمل في المحاماة. أما رياض الخولي فيقوم بشخصية «سالم» القاضي الشريف الذي يرفض الرشوة، فيتم قتله بواسطة المافيا المتمثلة في الرأسمالية عديمة الأخلاق والمبادئ، ويستمر دور «سالم» خلال خمس حلقات فقط من بداية المسلسل، أما راندا البحيري فتقدم شخصية «حنان»، وهي بنت ساذجة لكن دمها خفيف تخطئ كثيرا لكنها تتعلم من أخطائها، وبعد موت والدها القاضي تنقلب حياتها مع شقيقها «حازم» الذي يلعب دوره أحمد فلوكس وهو شاب مسئول يحب شقيقته ويحميها ويحمي والدته بعد وفاة الأب، حيث يتحمل المسؤولية ويكون جديرا بها، وفي مقابل هذه الشخصيات هناك رجل الأعمال «فريد» -ويقوم بدوره سامي العدل- والذي يمثل الرأسمالية التي لا تري سوي مصالحها علي حساب القيم والأخلاق، حيث إنه يسعي لزيادة ثروته بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة بمشاركة مجموعة من رجال الأعمال الفاسدين. المسلسل يلقي الضوء علي صراع بين طبقة متوسطة وبين طبقة رأسمالية تحقق أهدافها علي حساب كل شئ.