ربما كانت هند صبري علي رأس قائمة من فنانات عربيات ينكمش أمامهن أي قرار عشوائي من تلك القرارات التي تخرج منادية بضرورة تحجيم دور الفنانين العرب عموماً داخل مصر.. دعك من أن مصر هي هوليود الشرق وذلك الكلام السخيف المكرر «القديم أوووي»، ولكن مع هند صبري أنت أمام فنانة مكتوب علي موهبتها «صنع في مصر»، والقصد هنا ليس مقصورا علي أن مصر هي التي صنعتها، فلا أحد يصنع أحداً إلا نفسه،
ولكن القصد هنا أنها تحولت لمنتج فني مصري صعب أن تفرق بينها وبين أي فنانة مصرية تماماً كصباح وعبد السلام النابلسي وآخرين وأخريات كثيرات، وهو ما تطالعنا به هند صبري في أول ظهور تليفزيوني لها كبطلة تليفزيونية أمام خالد صالح في مسلسلها الذي يعرض حاليا علي شاشة رمضان «بعد الفراق». والكلام عن هند صبري بدأ في مصر بضجيج كبير صاحب إسناد المخرجة إيناس الدغيدي لها بطولة فيلم «مذكرات مراهقة» بعدما شاهدتها في فيلمي «موسم الرجال» و«صمت القصور»، وقامت الدنيا بعد اشتراكها في «مذكرات مراهقة» بدعوي المشاهد الجنسية التي قدمتها، وهو نفس الاتهام الذي لاحقها في فيلمها التالي «مواطن و مخبر وحرامي» مع المخرج داود عبدالسيد رغم روعة الدور الذي قدمته «الخادمة المنسحقة»، بعدها قامت هند بأداء أدواراً سينمائية تجارية عادية مثل «ازاي تخلي البنات تحبك»، «عايز حقي»، حتي خفتت هذه الأصوات تماماً بعد اشتراكها وقيامها بعدد من الأفلام بعيدة عن منطقة الإغراء مثل «أحلي الأوقات»، والذي قدمت فيه دور مدرسة مصرية وأم عادية جدا من حي شبرا، واستطاعت أن تقدم الدور بعفوية كأنها من شبرا فعلا، وقد قدمت الدور بالحجاب، وهو ما أكد موهبة هند وأكد أنها لم تأت لمصر كبديل لفنانات مصريات يرفضن القيام ببعض الأدوار والمشاهد كما كان يقال في عز الرغي واللت الذي صاحب مصطلح «السينما النظيفة»، بل جاءت لتكون مشاركا رئيسيا في تجارب سينمائية مهمة كما في أفلام «بنات وسط البلد»، «لعبة الحب»، «ويجا»، «ملك و كتابة»، «عمارة يعقوبيان»، «جنينة الأسماك» و«الجزيرة» والذي عادت وأكدت فيه موهبتها وكونها لا تفرق عن أي فنانة مصرية بالنسبة لامكانية أدائها لأي دور حتي لو كان من قلب الصعيد.