كما هي العادة دائما نجد كل عام قدرة صناع الدراما المصرية الفائقة علي استنساخ الأفكار وتقديمها في معظم الأعمال التي يتم عرضها في الموسم الواحد. وفكرة هذا الموسم هي أطفال الشوارع التي قرر صناع الدراما تقديمها في مسلسلاتهم بعد النجاح الذي حققه فيلم «حين ميسرة» والذي اعتمد علي الفكرة نفسها.
.
أطفال الشوارع نجدهم هذا العام في ثلاثة مسلسلات دفعة واحدة، وهي «بنت من الزمن ده» و«دموع القمر» و«في أيد أمينة»، فالمسلسل الأول «بنت من الزمن ده» تقدم فيه داليا البحيري دور بنت شوارع تبيع الفل في إشارات المرور وتعيش في منطقة شعبية مع والدتها لكنها تقع في غرام شاب من عائلة غنية الغريب أن الشاب يتعامل معها باعتبارها ملكة جمال وكذلك أصدقائه لم يبد أحدهم اندهاشه من اختياره بل إن أحد أصدقائه أبدي انبهاره بها بمجرد رؤية صورتها وظل يتأمل في جمالها. والمسلسل تقوم فكرته الأساسية علي أولاد الشوارع حيث تدور معظم أحداثه بين إشارات المرور والمنطقة الشعبية التي تسكن فيها البطلة «داليا البحيري» ويعتبر «بنت من الزمن ده» هو المسلسل الوحيد الذي يقدم أولاد الشوارع كقضية متكاملة فالمسلسلين الآخرين تدخل خلالهما القضية كخط فرعي ضمن الأحداث ففي مسلسل «في أيد أمينة» تكلف يسرا مجموعة من الصحفيين العاملين معها في الجريدة بعمل ملف عن أطفال الشوارع وتنزل هي بنفسها معهم إلي إحدي المناطق الفقيرة وتلتقي بهم وتتحدث هي وزملائها معهم، الطريف أن إجابات الأطفال علي أسئلة الصحفيين كانت متشابهة لدرجة تجعل المشاهد يتنبأ بها، خاصة فيما يتعلق بسبب ترك الأطفال للمدرسة أو لجوئهم إلي العمل في الشوارع فالإجابة تكون إما بسبب انفصال الأبوين أو موت أحدهما، وكأن السبب الرئيسي في وجود أطفال الشوارع هو انفصال الأبوين أو موت أحدهما، كذلك عرض المسلسل لشخصية «المعلمة» التي يعمل لحسابها هؤلاء الأطفال والتي لم تعترض علي تصوير الأطفال أو الحديث معهم واتهامهم لها أنها تستولي علي رزقهم والأغرب أنها طلبت من أحد الصحفيين تصويرها وكأنها لا تدرك أن نشر صورتها واسمها في الجريدة «ممكن يوديها في داهية».
أما المسلسل الثالث الذي ناقش نفس القضية فهو «دموع القمر» حيث قررت رانيا فريد شوقي التي تلعب دور رئيسة تحرير وإعلامية اختارت أن يكون موضوع برنامجها عن أطفال الشوارع وذلك بعد أن التقت بأحدهم مصادفة في إحدي الشوارع وهو يبيع مناديل فطلبت منه أن يركب السيارة بجوارها للتحدث معه، وهو الطفل الذي كان يبدو بنظافة وأناقة الأثرياء وليس أطفال الشوارع