[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نجئُ قهراً للحياة
الناسُ ترحلُ مثلما تأتي
ويبقى السرُّ شيئاً لا نراه
لمْ أدرِ كيف أتيتُ من زمنٍ بعيدْ
يوماً سمعتُ أبي يقولُ بأنّني
قدْ جئتُ في يومٍ سعيدْ
أمي تقولُ بأنني
أشرقتُ عندَ الفجرِ كالصّبحِ الوليدْ
تاريخُ ميلادي يقولُ بأنني
قد جئتُ في لقيا الشتاءِ مع الربيعْ
لكنّني ما عدتُ أذكرُ هل تُرى
قد عشتُ حقاً في الربيع..؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]منْ ألفِ عامٍ
والزمانُ على مدينتِنا صقيعْ
نهرُ الدموعِ يطاردُ الأحياءَ
يهربُ بعضنا..
والبعضُ يسقطُ واقفاً
والبعضُ يمشي في القطيعْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قالوا بأنني قدْ ولدتُ
وفي مدينتنا مجاعة..
والناسُ تشربُ منْ دماءِ الناسِ
إنْ خلتْ البطونْ
والجوعُ مقبرةٌ يحاصرها الجنونْ..
ما زالت الأضواءُ ثكلى
في شوارعنا الحزينة
والدربُ يسخرُ بالأماني المستكينة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سنواتي الأولى مضتْ كصباحِ عيدْ
ما زلتُ أذكرُ صوتَ أمي
عندما كانتْ تغنّي الليلَ
تحملُني إلى أملٍ بعيدْ
كانتْ تقولُ: بأنّ جوفَ الليلِ
يحملُ صرخةَ الصّبح الوليدْ..
وغداً سنولدُ منْ جديدْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانتْ تقولُ بأن طفلَ الأرضِ
سوف يجئُ بالزمن السعيدْ
في صدرِ أمي لاحت الأيامُ
بستاناً تطوفُ به الزهورْ
في صوتها حزنٌ....
وأحلامٌ وإيمانٌ.. ونورْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والعمرُ يرحلُ في سكونْ
أمّي تغنّي الليلَ
تحملُني إلى الأملِ البعيدْ
وجلستُ أنتظرُ الوليدْ
العشرةُ الأولى مضتْ..
فيها رأيتُ الحزنَ ينخرُ
قلبَ قريتنا العجوزْ
ماتتْ مزارعُها وجفَّ شبابُها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حتى خيوط الشمسِ
ذابتْ خلفَ أحجارِ الجبلْ
وروافدُ النهرِ الجسورِ تكسّرتْ
وغدتْ... بقايا من أملْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فتّحتُ عيني ذاتَ يومٍ في الصباحْ
ورأيتُ ثوبَ الأرضِ أشلاءً
تبعثرُها الرياحْ
وخشيتُ أصواتَ الرياحْ
كانتْ تحاصرُ بيتنا
ومضتْ تطاردُ كلبنا المسكينَ في ليلِ الشتاءْ
وسمعتُ صوتَ الكلبِ يصرخُ في العراءْ
ورأيتُه يوماً رفاتاً في الطريقْ
قدْ كانَ أوّل ماعرفتُ من الصحابْ
وبكيتُ في الكلبِ الوفاءْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والعمرُ يسرعُ بين قضبان السنينْ
العشرةُ الأولى مضتْ
والصبحُ حلمٌ لا يجئ..
في عاميَ العشرين
صافحتُ الطريقْ
وجلستُ أشهدُ حيرةَ الإنسانِ
في زمن الرقيقْ
يوماً نُباعُ وتارةً
نغدو سكارى لا نفيقْ
ورجعتُ أبحثُ عن شعاعْ
فرأيتُ صوتَ الليلِ
يهدرُ في بقايا من رعاعْ
والشمسُ يخنقها الشعاعْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ووقفتُ أسألُ بعدما رحلَ الزمانْ
ونظرتُ للأرضِ التي
هربتْ طيورُ الحبّ منها.. والحنانْ
لا شيءَ يا أمي سوى الغربانْ
تصرخُ في مدينتنا وتأكل خبزنا
والآن يا أماهُ أحسبُ ما تبقى في يدي..