| الحب لا يعرف المستحيل | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: الحب لا يعرف المستحيل الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:31 pm | |
| أَنْدَسُّ بين الداخلين، الجمهور المنَّصت كبير جداً، وأنا بينهم، الكل يحبه، وأنا أكرهه، بحقد يتحدث عن وطني، فكيف لا أكرهه، بل كيف لا أحقد عليه، أو أقتله...نعم أقتله أنا الرجل الهادئ المتزن الذي لن يتوقع أحد أن أفعل هذا.... سأقتله. له وجه حَمَل، وعينا صقر، وخبث ثعلب، كلماته قطرات سامة تصيب العقول بخدر لذيذ، وأنا وحدي بينهم الحقد يغلي في دمي، وأنتظر التصفيق لأرميه برصاصتي..صوته يدوي حيناً، وحيناً يغدو حشرجة مقيته...يدي على الزناد. عيناي تحملقان به.. وإصبعي ينتظر اللحظة الآمرة..سيعانق الموت جسده، وجسدي..الموت.. وأغصُّ بالكلمة، لهوت عنه بدنيا اخترت وداعها بنفسي.اللحظة تقترب، الموت يلتصق بي. يسير معي حيث الرجل. رصاصتي في رأسه قاتلة، وجسدي على الأرض جريح..أصوات.. ضجيج، وأنا بينهم أعي كل شيء.. لقد مات الرجل فماذا بعد؟! أأغدو في نظرهم مجرماً، ويرتفع هو إلى مرتبة العظماء؟ تراني أخطأت؟..ولكنه يستحق القتل، وكثيرون مثله، وعملي مجرد دليل على وجود اعتراض، ومقاومة، وتذكير بالوطن الذي كادت بقية أجزائه أَنْ تُلْتَهم...صمت لا يقطعه إلا خطوات الحراس. وأصوات تنبعث من بعيد..طالما كرهت الأماكن المغلقة، وها أنا ذا وحيد بين جدران سجني. هم يخشون على الآخرين مني لذا حكموا علي بهذه القطيعة، ولكن إلى متى؟؟..ألوب في أرجاء الغرفة الضيِّقة، والعجز يوهن قدرتي على التفكير. توحدي موحش وزمني يفوق المدى، وغربتي عن وطني وأحبتي انسحاق لأعز مشاعري..ليتني أستطيع الحصول على قلم وأوراق، فعقلي بركان يكاد ينفجر بما يعتمل فيه..."لقد كنت خلال عملي كصحفي ألملم قروح أبناء وطني وتوجعهم وأخطها صرخات تفضح. تُؤلم.. وتلطم العالم بحقائق تُطمس معالمها بإتقان من قبل أيدٍ قادرة بترت أنا إحداها، وسيفعل مثلي آخرون...". ليتني أحصل على الأوراق والقلم، فعبر الكلمات سأشعر أنني حي، فأقهر أيامي الممتدة أمامي بلا نهاية، وأتنهد بعمق بعد أَنْ أفرغ مخزون عقلي الذي يعمل كمرجل، وقلبي الذي يتوق إلى رؤية أولادي وزوجتي... ترى ماذا حلَّ بهم؟ وكيف كان تقييمهم لما فعلت؟ تُراهم أدركوا غايتي. أم تأثروا بآراء الغير؟ لا .. لا لابد أَنْ أمهم ستجعلهم يفهمون، ويعون الأسباب التي جعلتني أفعل ما فعلت... سارة إنسانة عاقلة... سارة... الزوجة والحبيبة..."يوم التقيت بها كانت المرأة بالنسبة لي موضوعاً لقصة جديدة يجب أَنْ أعيشها لأستطيع الكتابة بصدق... لحناً يلهمني مئات الأفكار، لكن ساره لم تكن أية امرأة، فلم أعرف أنني مجرد عابر سبيل في عالم يضجُّ بالحياة إلا حين عرفتها، ولم أكتشف أنني أعيش على عتبة وطني إلا حين أحببتها، سكن قلبي إليها، واستسلمت مشاعري." فكيف طاوعني قلبي أَنْ أدعها تحتمل غربة عن وطنها وعني، وحمل مسؤولية ولدينا؟! كيف استطعت وأنا المحب أَنْ أفعل بها هذا؟...الوقت بالنسبة لي ليس له وجود. حيرتي بلا حدود..ترى ماذا ستفعل هي والأولاد؟ هل ستعود إلى الوطن؟أوه... وطن.... ما أجملها من كلمة، وما أروعه من إحساس. فلسطين. هي الوطن، ولكن أليست دمشق التي احتضنت طفولتي، وشبابي، وأحلامي، وطناً لي ولأولادي أيضاً....دمشق موطن الحب والحنان. كيف هانَ عليَّ أَنْ أغادرها... أولادي لا أريد لهم أَنْ يغتربوا... ليتهم يوافقون على العودة إلى حضنها. أريدهم أَنْ يكونوا قرب فلسطين... أَنْ يعملوا لأجلها... لأجل عودتهم إليها، هي أمهم. هي أملهم. هي. هي وحسب.. صورة ولديَّ لا تغيب عن عينيَّ. أشتاق رؤيتهم. ضمهم إلى صدري.."نوال وصلاح.. أصرت سارة على تسميتهم أسماء تذكرهم بعروبتهم. وحاولنا جاهدين الاحتفاظ بعاداتنا، وتقاليدنا، ولغتنا، ولكن هيهات فمجتمع الغرب لا يقاوم.لقد شعرتْ نوال بالتشتت وهي تعيش ازدواجية الحياة. بين أخلاقيات أردنا إلزامها بها، وبين حياة تعيشها، فكيف تستطيع التعايش مع مجتمع نريدها أن تنفر من عاداته. كانت محقة حين صرخت... لماذا يحق لأخي ما لا يحق لي؟... وأجبتها بحيرة ولكن بحزم، أنت فتاة وهو شاب..قالت بتحد.. هذا كلام لا أستطيع الاقتناع به...قالت أمها برقة... ديننا وعاداتنا لا تسمح..أجابت بجرأة... لي وحسب، أم لنا؟قلت بيأس.... لكما، ولكن.....قالت بهدوء... لا تقل يا أبي ولكن...، بل تذكَّر أنني غدوت غريبة بين أصدقاء أحتاج صداقتهم. لم أعد طفلة، وحديثكم عن مجتمع الشرق المعبأ بالحب لن يستطيع أن يمحو من ذاكرتي أنني سأبتعد عنكم يوماً، وأحيا حياة عالم اخترتموه لي يوم هاجرتم إليه وتركتم ذلك العالم المثال"...رأسي بين يديَّ يكاد ينفجر، أركن جسدي إلى السرير المتكئ بوحشة على الحائط المواجه للنافذة..."ليتني لم أغادر بلدي، ولكنني يومها كنت إنساناً آخر، ما تغيَّرت إلا يوم عرفت سارة، قابلتها في إحدى زياراتي لدمشق بعد هجرتي لأمريكا بعدة سنوات. كنت في زيارة لأسرة صديق...صحفية شابة... جريئة... وطموحة... حياتها فلسطين.. وقلمها لفلسطين... وحلمها العودة إليها، متحمسة إلىحدَّ التهور أحياناً...جلست صامتاً أنصت لحديثها، كانت تتحدث بغضب عن المغتربين من أبناء الوطن، وكيف نسوه، وحين علمت أنني أحد مَنْ تهاجمهم أخرجت دفتراً وقلماً.. وقالت: ... لنبدأ حواراً عقلانياً إما أَنْ تقنعني، وإما أَنْ تؤمن بوجهة نظري، وتعود... استمر الحوار ثلاث ساعات وفي نهايته قلت لها... سارة هل تتزوجينني، وتمضين معي إلى بلاد الغربة لتقنعي بقية المغتربين بالعودة؟...صمتت سارة وابتسمت.. ثم غدت زوجتي...تذوقت طعم الحب الرائع، وأحسست بلذة الأبوة فما عاد يُغريني في الحياة شيء، لكنها ظلّت تخشى عليهما مستقبلاً نجهله....كانت تقول لي... جهاد أخاف عليهما. ستقهرهما الأفكار السائدة، وسيغدوان جزءاً من هذا المجتمع يؤمنان بما يؤمن. وقد يصبحان أعداء لوطنهما... فأهدئ من روعها قائلاً... في أعماقهما تترسب المثل والقيم التي علَّمناهما إياها. ولكنها لا تتوقف فتقول وكأنها تحادث نفسها... المغريات هنا قوية، والوطن بعيد. ولو وصل أحدهما يوماً إلى مركز سياسي كبير ترى هل سيعمل لنصرة وطنه؟ وأي وطن سيعتبره يومها وطنه؟... وكنت أتهرب من تساؤلاتها بالصمت..".مشتعل الأحاسيس يسحقني الانتظار... وعدتني سارة أن تقنعهم بالعودة إلى الوطن، سأراها اليوم مع الأولاد. لابد أنه الوداع، وستبقى القيود، والوحدة علقماً يمتص سنوات عمري الباقية..دوامة الحيرة تُحكم ضغطها على أعصابي، وسؤال أرفضه ثعبان يلتفُّ حول رأسي.أنادم أنا؟ لا.. لن أجيب.. لا بد أنه الانتظار، والشوق إلى مَنْ لم أعتد فراقهم، ولكن صدري سيحتمل ثقل الأيام الباردة، وقلبي سيعتاد رائحة الجمر المشتعل أبداً في أرجائه...نعم سأعيش الحياة التي اخترت، وأرضى حرماناً عايشه أبناء وطن أحببته ونذرت أَن أفديه. وطن بدأتْ مأساته يوم ولدت، ولما تنته بعد... حاولت نزعه من قلبي بالانتماء لغيره فلم أستطع.. فكيف أكون نادماً؟..السيارة تجوب بسارة الشوارع... اقترب موعد لقائها به.."خائفة أنا من المواجهة، كيف أقتل آخر أمل لديه. هما أمله، وعودتهما إلى حضن وطنه وأهله أمنيته الوحيدة المتبقية... هو نادم على فعلته بشكل ما.. كان يمكن أَنْ يساعد وطنه أكثر لو بقي خارج أسوار سجنه، وموت ذلك الرجل لم ينه الاحتلال، ولا جبروت العدو، ومن يحمل أفكاره كثيرون جداً"...السيارة تسير بناء على طلبها دون هدف، وهي تائهة حائرة مع أفكارها..."الندم غدا بالنسبة لنا ومنذ وضع القيد في عنقه طائراً قبيح الوجه ينقر رأسينا باستمرار ورتابة.. صار طبلاً بين يدي كاهن إفريقي يدوي صوته في أرجاء قلبينا... أصبح علقماً في فمي وفمه، ولكن إلى متى؟! وما الفائدة؟ما حدث حدث، ولابد من تقبِّل الواقع والحقيقة. لن يفيد الندم، ولن يعيد الزمان. لن أستسلم، ولن أدع أولادي يضيعون مني. سأضمهم إلى حضن قلبي ثم إلى حضن الوطن... دون أن يعوا سأجعلهم يعشقونه، ويعودون إليه. لن أجعله يخسرهم...". خطوات تقترب. لابد أَنَّ الموعد قد حان.. سارة بثوبها الأخضر الذي أحب تدنو...ـ الأولاد.. أين هم؟ ألن أراهم قبل الرحيل؟ـ لن يرحلوا أيها الغالي..ـ هذا ماكنت أخشاه.. ألم تحاولي إقناعهم؟...ـ ذاك الوطن لم يعرفوه..ـ ولكنهم منه فيجب أَنْ يعشقوه، وأَن يعملوا من أجله.ـ هذا ما تشعر به أنت. ولدت به، وعشت... لك فيه أهل وأصدقاء، وذكريات، أما أولادك فلم يعرفوه، ولكنني أعدك أنَّ حلمك سيتحقق بهم.ـ ساره.. أحتاج احتضانك..أنظر إلى وجهها خلف الزجاج. أتضرع إلى عينيها.. صوتها الحاني يتغلغل خلال مسامات قلبي..ـ مازال الأولاد صغاراً.. سيغدون مثلك يوماً أيها الحبيب. أقسم سأعمل على جعلهم يفخرون بك كعهدهم دائماً..أمضي مرفوع الرأس.. أغزل من كلماتها أملاً جديداً، وأردد... سيأتي ذلك اليوم.... لابد سيأتي.... | |
|
| |
صــــــادق .
عدد المشاركات : 11958 العـــــــمر : 114 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 82 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل السبت نوفمبر 01, 2008 9:28 am | |
| yslamoooo Queennnnn imtiyazzzzz | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل السبت نوفمبر 01, 2008 10:15 am | |
| | |
|
| |
صــــــادق .
عدد المشاركات : 11958 العـــــــمر : 114 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 82 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل السبت نوفمبر 01, 2008 11:39 am | |
| | |
|
| |
مجلة العرب الثقافية .
عدد المشاركات : 24244 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 163 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل السبت نوفمبر 01, 2008 12:07 pm | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل الأحد نوفمبر 02, 2008 1:34 pm | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل الأحد نوفمبر 02, 2008 1:36 pm | |
| | |
|
| |
فـلـسـطـيــن .
عدد المشاركات : 440 العـــــــمر : 36 الدولـــــة : نقـــــــاط : 27 تاريخ التسجـيل : 13/10/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 3:40 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة قصة رائعه اختكم فلسطين من فلسطين المحتلة | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 7:33 pm | |
| | |
|
| |
السعودية .
عدد المشاركات : 245 العـــــــمر : 46 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 68 تاريخ التسجـيل : 08/11/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل السبت نوفمبر 08, 2008 6:27 pm | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الحب لا يعرف المستحيل الأحد نوفمبر 09, 2008 6:31 pm | |
| | |
|
| |
| الحب لا يعرف المستحيل | |
|