Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: قد تصفو السماء غداً الأحد نوفمبر 02, 2008 8:20 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الليل يضطجع في أحضان الربيع، وجميع أهل القرية نيام... إلا أنا الهاربة بولدي من قرية تمتلك الجمال، وتفتقد الحب. هبَّ الليل لمقدمي، وتبعني حتى تجاوزت حدود القرية الجائرة، ثم مضى ليصافح النهار القادم من بعيد... أركض وصوت الطلقات التي أصابت قلبه في أذني.."ليتهم رموا قلبي بطلقاتهم لا قلبه، فالذنب ذنبي أنا، لقد كان أعقل مني وأعرف بهم. قال: ـ سيحقدون يا زينب، ولن ينسوا. آه كم أكره هذه القرية، وكم أحبها، فكل مكان منها شاهد على ذكرى لأغلى ما وهبتني الحياة. حب أحمد. أركض. أريد أن أختفي قبل أن يكتشفوا غيابي. أخاف منهم على ولدي، فهو الثروة التي وهبني إيّاها مَنْ أحببت، وهو مَنْ تبقى لي في هذه الحياة. أحمله. أضمه. أمضي وهمس الكون للقرية الغافية الممتزج بنقيق الضفادع، وصياح الديكة يخترق دماغي، ويسربل عقلي بصور تمثل عمراً عشته فيها ..."وعيت الحياة وهو إلى جانبي، فهو ابن الجارة المفضلة لدى أمي، والبيتان متجاوران..، ولا قيود على عواطف الأطفال. كبر الحب معنا، والبعد اتسع فالأهل أعطوا كلمة لابن عمي المسؤول عن حقل الأسرة، ومصدر رزقها، ولكنه غريب عن مشاعري التي منذ حبت تسللت نحو قلب أحمد، ولم يعترض أحد، أو يضع المتاريس إلا بعد فوات الأوان، غريب عن عقلي الذي تواءم مع عقل أحمد. فقد غرس فيه ثقافة يعشقها، وعلماً جعله هدفه، ورغبة في الترحال لتحصيل المعرفة. أصبحتُ مثله أحب ما يحبه، وأكره ما يكرهه دون أن أعي أو يعي هو كيف حدث هذا، ولكن الأهل لا يعرفون إلا أنَّ لهم كلمة يجب أنْ تُسمع، ورأياً يجب أن يُطاع"..أدخل العاصمة بجسد واهن يتلفع بالسواد، وقلب يغوص في ظلمات القلق، غدوت أرملة، وأحمل مسؤولية طفل. فماذا أفعل..؟.. أسير على غير هدى، والطريق بلا نهاية، ولكنني يجب ألا أضعف فأنا أحمل الثانوية العامة، وأتقن لغة أجنبية اكتسبتها خلال إقامتي معه في الغربة، كما كنا ندعوها، ألوك الكلمة والأسى يملأ قلبي فلقد تبين الآن أنَّ الغربة حيث لا أهل تحب، ولا قلوب تسامح، ولا عقول تعي. أتجه نحو فندق في وسط المدينة، أرفع رأسي، وأنفض عن جسدي التعب، وأمضي نحو الموظف. أحجز غرفة، وأستجدي قدمي الكليلتين لتوصلاني إليها، والطفل نائم بين ذراعي. يجب ألا يشعر أحد بعذابي. لابد أن أبدو قوية كعهدي.."يوم سمع أحمد صوتي عبر أسلاك الهاتف اعتقد أنني قد تدبرت وسيلة للذهاب إلى دمشق للتحدث معه...قال: كيف استطعت الذهاب للعاصمة..؟قلت: لا تُكثر من الكلام. أنا في مطار لندن. أنتظرك..قال: وهو ينظر إلي، ويضمني إلى صدره. كم أنا سعيد لأنك استطعت أن تكوني أجرأ مني، وأقوى، لقد اتخذت القرار الصعب، ونفذته"... كم أنا ضعيفة الآن، وعاجزة حتى عن الحركة، والشريط مازال يتحرك أمام عيني. أحمد كم أحببته، وكم أسعدتني تلك السنوات القلائل. لست نادمة إلا على عودتنا إليهم. ليتنا بقينا هناك... أتقلب على جمر كلما تذكرت. فلماذا لا أنسى ولو لساعات؟ نادمة على ما لا ذنب لي في صنعه، ولا قدرة لي على تغييره، ولا مكان للندم فيه. أعذب نفسي ولا أستطيع أن أتوقف. لماذا تبعته...؟ لو لم ألحق به، وأتزوجه لما قتلوه..."لقد وجد أنَّ ابتعاده سيطفئ شعلة قد تمتد لتغدو حريقاً، فالعقول متحجرة، والقلوب صلبة، ولن يلين أحد لنداء أي منا. فسافر ليتم تحصيله العلمي في أوربا، ويحاول التناسي، ولكنني لم أفكر في التغاضي عن قسوتهم، والرضى بمن لن أستطيع احتمال الحياة معه، وأنا أحب غيره، ولا ذنب له لأظلمه. في السفارة عقدنا قراننا، واعتقدنا أنَّ مشكلتنا انتهت يوم أرسلنا إلى القرية رسالة نخبر فيها الأهل أنَّ زواجنا قد تمَّ، ونتمنى أن يرضى الجميع عنا. وصلت رسالة مقتضبة تعلن الموافقة. ملأت الفرحة قلبينا، وأسكرت مشاعرنا، فنسينا في غمرة الاستمتاع كل ما كان. ثم عبق بيتنا برائحة الطفولة، فاحتوينا الحب بامتنان، وأنهينا سنوات خمساً كانت العمر الذي عشت"..يستسلم جسدي لخدر التعب، وعقلي مصر على الاستمتاع بتعذيبي، يفتح نوَّاف عينيه. يراني. يلتصق بي ثم يغطُّ في نوم عميق.. هذا الطفل البريء ضحية التخلف، والحقد، والعادات البالية.. يجب أن أبعده، أن أمحو من ذاكرته كل ما التصق بها، لابد أنْ يعيش لا ليكون أداة في يد أهل أبيه لينتقم كما أرادوا له...، إنما ليصبح رجلاً عظيماً كأبيه "لقد عدنا، والحب يملأ القلب، والشوق يزغرد في العيون، ولكن الحب لم يستطع أن يمحو عادة... إرثاً... حقداً ملأ قلب ابن العم المنتظر سنوات ابنة الأسرة التي جلبت العار. خانت وتستحق الموت. ولكن الطلقة أخطأت... أصرخ وصوت الرصاص يدوي في أذني. أضع يدي على فمي لأُسكت الصرخة. أستسلم لقهر الكوابيس حتى صباح اليوم التالي.. أتوه في دوامة البحث عن مكان إقامة، وعمل...أتقوقع داخل آلامي كلما خلوت إلى نفسي، فولدي ليس له ذنب وكذلك الناس الذين عرفت. أهرب من نوم الكوابيس، ومن أسئلة طفلي. لقد سألني يوماً بحزم:ـ لماذا لكل أصدقائي آباء إلا أنا...؟أجبته والألم يعتصر قلبي: ـ لقد ذهب إلى الجنة يا ولدي..فقال بوجه عابس، وهويهم بالذهاب:ـ قولي له: أن يعود أو اشتري لي أباً آخر..!يسكنني الفزع، والقلق يستلب طمأنينة أحتاجها لأعيش، فالطفل لن يبقى طفلاً، والطريق صعب وطويل، والثأر كلمة بشعة أرددها بخوف ويقين، فمن يحيا في عتمة الحقد، وعبودية عادات قاتلة لن يثوب، وأنا ولجت الدوامة الحارقة بزوجي وولدي يوم تحديتهم. لقد تحديت قدري..أهاب زمني المصفد بالغموض، وأرجوه علهم ينسون.. لأجله ينسون... | |
|
صــــــادق .
عدد المشاركات : 11958 العـــــــمر : 114 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 82 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: قد تصفو السماء غداً الإثنين نوفمبر 03, 2008 12:30 pm | |
| | |
|
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: قد تصفو السماء غداً الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:13 pm | |
| | |
|
فـلـسـطـيــن .
عدد المشاركات : 440 العـــــــمر : 36 الدولـــــة : نقـــــــاط : 27 تاريخ التسجـيل : 13/10/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: قد تصفو السماء غداً الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 3:37 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة قصة رائعه اختكم فلسطين من فلسطين المحتلة | |
|
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: قد تصفو السماء غداً الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 7:38 pm | |
| | |
|
مجلة العرب الثقافية .
عدد المشاركات : 24244 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 163 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: قد تصفو السماء غداً السبت نوفمبر 08, 2008 3:50 pm | |
| | |
|
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: قد تصفو السماء غداً الأحد نوفمبر 09, 2008 6:38 pm | |
| | |
|