| حكاية مُهرة | |
|
+3il LeeNa li صــــــادق Queen 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: حكاية مُهرة الإثنين نوفمبر 17, 2008 8:33 pm | |
| أوقعتني مهرتي عن صهوتها فانكسر خاطري، لا تضحكوا أيها القراء، هذا ليس زمن الضحك، انتظروا قليلا، فأنا أكتب لكم قصة من هذا الزمن، فعلا أنا أكتب قصة، ولا أنقل خبرا، ألم أقل لكم، إن خاطري انكسر بعد إسقاط مهرتي لي عن صهوتها؟ لو نقلت لكم نبأ إسقاطها لي لكان هذا خبرًا، اسألوا فورستر، أما إذا ألحقت بالخبر شرحا، فإن النبأ يضحي حدثا. الحدث يتكوَّن من سبب ومُسبِّب، هكذا تكون القصص.تتساءلون بماذا يهذي هذا الرجل؟ الحق معكم، قد أكون أهذي، نعم قد أكون كذلك، ألم تعلموا أن هذا زمن الهذيان أيضا؟ ثم ماذا تتوقعون من رجل أسقطته مهرته عن ظهرها أن يقول لكم؟ أن يأخذ في الضحك، على ما جرى له؟ لا لست أنا من يَضحك، ربما كنت أنا من يُضحك أما أن يَضحك، فإن هذا لن يكون، في بلدتنا لا أحد يضحك لنكتة أطلقها إلاّ إذا كان أهبلَ، وأنا لست كذلك، ألست كاتبَ قصص، كما ترون؟كنتُ اعتقد أنني أنا من يمسك بشعرة معاوية، منذ التقيتُ بها حتى إسقاطها لي عن متنها، وأنا أُمسك بالشعرة، فإذا شدَّت أرخيت، فوقعت وآلمها كفلها، وإذا أرخَت، شدَدْتُ جاذبا إياها إلي، حادبا حانيا، في كلتا الحالتين كنا، أنا وهي، متفقَين، إما أن تشد فتؤلمها قفاها، وإما أن ترخي فتكون في أحضان الحبايب، ليس حبايب عبد الحليم حافظ، وإنما في أحضان حبايب ملموسين وتطالهم اليد، فتسري سرى نسيم الناصرة.هكذا كنت أعتقد، إلا أن الأمر اختلف، اختلف اختلف، فعلا الأمرُ اختلف. شعرة معاوية لم تكُنْ بيدي أنا فحسب، وإنما هي كانت في يدها أيضا، هذا ما تبيَّن فيما بعد. تسألون كيف، انتظروا قليلا، سأخبركم بكل ما حصل. أَلَم نتَّفق أن القصص تحتاج إلى صبر حتى تأتي مقنعةً وحتى يقبلها القلب والعقل؟ هل أقول إن لكل منا، أنا ومهرتي، شعرته الخاصة به؟ ربما، ولمَ لا يكون الأمر كذلك؟ تسألون كيف؟ أجيبكم، فظاعة كم أنتم مستعجلون، أتكون إسرائيل أثرت عليكم إلى هذا الحد، فزرعَت فيكم حب الوصول إلى النهاية بسرعة؟ طوّلوا روحكم، نحن نروي قصة، ونقتفي الأثر رويدًا رويدا، طوّلوا روحكم، اقتفاءُ الأثر لا يتم بسهولة، وإنما يحتاج إلى تأنٍّ وصبر، قصَّاص الأثر يبحث عن أيةِ شعرة، على ذكر شعرة معاوية، أو عقب سيجارة، أو سيجار، كلينتون ومونيكا.في السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة، منذ انتقلت للإقامة، في الحي اليهودي، في نتسيرت عيليت، ابتدأت مهرتي، في إظهار شعرة معاوية، هي أيضا ابتدأَت ترخي حينما أشد، وما أكثر المرّات التي أوقعتني فيها، أخت الشليتي، فآلمتني عجيزتي. تضحكون؟ اضحكوا بلا أسنان، شو بضحِّك في هذا؟ إنسان يقع على قفاه، هذا بضحِّك، اضحكوا، جعله لا حدا ضحك! أما حينما كنت أرخي، فقد كانت تجعلني أتراخى، فأصبح مثل شريطة، لا تجد من يمسح بها بقايا ليلة حمراء.بين الوقوع على القفا وبين التراخي، حتى عملها في الكلسون، قضيت وقتا طويلاً، وما زلت أقضي، ليس هذا المهم، المهم هو أننا، أنا ومهرتي، كنا بحاجة إلى ميثاق شرف نمهره بتوقيعنا، كي نتمكَّن من مواصلة التنـزه، في سهول المدن العربية، وعلى هضاب المدن اليهودية وجبالها الصعبة. ميثاق الشرف ليس ذاك العربي، الذي وقعناه، في أزمان غابرة، وإنما هو ميثاق جديد "خلنج"، له لمعة خاصة، تنبعث من عين مهرة بارحة.لعبة الشدِّ من ناحيتي وبعد ذلك من ناحيتها، باتت مكشوفة، وأصبحَت مع مضيِّ الوقت لعبةً مكشوفة، أقصد أنها فقدت نكهتها. وللتوضيحِ أقول لكم: هل رأيتم من يلعب الشَّدَّة، بورق مكشوف؟ هه، والله أريد أن أضحك أنا هذه المرة، فأي لعبة يمكن أن تكون بورق مكشوف؟ لن تكون بالطبع. لماذا؟ لأن أحدًا لن يلقي أوراقه، وسوف يحسب حسابا لكل طارئ، هذا في أفضل الحالات، أما في أسوئها، ونحن فيه، فإن الاثنين سيتوقفان عن اللعب، وسوف ينظر كل منهما إلى الآخر دون أن يقذف ورقة قائلا: صُلد. لا صُلد ولا بطيخ، ما سيكون هو أننا كنا بحاجة إلى ميثاق آخر جديد، غير ذاك الأول، الذي وقَّعناه يوم التقينا، في المرَّة الأولى.هكذا ابتدأت بيننا، أنا ومهرتي، لن أردِّد هذه الجملة الجاهزة، مرَّة أخرى، أحفظوها أنتم، عندما أقول، نحن، فأنا أعني أنا ومهرتي، أحفظوها، لن أشرح مرة أخرى، ثم إنكم تعرفون أن الشرح يقتل الفن. دعونا يا إخوان نمارس الفن، بلا شرح ولا بلوط. أقول، وهل أنسى؟ هكذا ابتدأَت بيننا فترة جديدة،. لا أحد منا فيها يمارس لعبة الشدِّ وما تؤدّي إليه من وقوع على الأقفية، فلا أنا أفتعل الابتسامة في أعقاب الوقوع المدوّي، وأدَّعي أنني أنفضُ الغبار عن قفاي، حتى لا أشمتها بي، ولا هي تأخذ في التمسيد على كفلها، إثر وقوعها الفاضح، مدَّعية أنه لا يوجد هناك مهر يستحقه في العالم.كان السؤال المطروح ضمنًا: هو ماذا علينا أن نفعل كي نحفظ أقفيتنا، وحتى لا يقع أي منا، فيمارس تلك اللعبة، لعبة الألم والادّعاء بعكسه؟ وكان كل منا يطرح على نفسه السؤال تلو السؤال، دون أن يعثر على إجابة له. على هذا النحو، مضت الليالي، كلٌّ منّا يقف، ولا يتقدم، كلٌّ منا ينظر إلى ورق الشدة في يد الآخر، ولا يضرب ضربته القاضية.. صُلد.مضت الليالي، وأصبح كلٌّ منا حلمًا، بالنسبة للآخر، أنا أحلم بها.. تنظر إلى البعيد، تاركة شعرها الأسود، يتطاير، في مداه، وأركض محاولا أن أركض كي أصل إليها، دون أن يكون لي، دون أن أصل، وتبيَّن فيما بعد، أنها هي كانت تراني في حلمها، في صورة قريبةلهذه، مهر شرقي القسمات، ذي شعر أسود يتطاير في مداه. هكذا عبث بنا الحلم حتى أغرانا، إلا أن أحدًا منا لم يتقدَّم، ربما خشية من سقطة أخرى تؤلم القفا، وقد تكسر القحقوح، هذه المرَّة لشدة ما رافقها من معرفة.بقي كلٌّ منا يفكِّر في قحقوحه، إلى أن كفَّ عن التفكير، وشو هالحياة اللي بدُّه الواحد يظل يفكِّر فيها بعضو واحد من أعضاء جسمه؟ شو هالحياه، اللي بدُّه الواحد يظل يفكر فيها بقحقوحه، وهل انتهت الدنيا، ابتدأت وتوقفت على تلك العظمة في أسفل العمود الفقري؟ ولماذا لا تتجاوزها إلى عضو آخر، تكمن فيه نار الحياة؟ لماذا لا تنتقل إلى... وإلا بلاش، لماذا لا تنتقل إلى الرأس، حيث يقبع شرف المهر والمهرة؟ وغيرهما من الكائنات الثديية على الأقل؟ أحيانا تنقلنا أفكارنا بصورة هلامية، إلى حيث هي، فما أن نفكِّر في أمر ونتعمَّق فيه، نخلص له تمام الإخلاص، نصير هو ويصير نحن، حتى يتحوَّل إلى حقيقة قائمة وموجودة، وهذا ما حصل لنا؛ فما أن توصلت، أو توصلنا، إلى فكرة أن نفكِّر برؤوسنا، حتى ابتدأ كل منا يتحرَّك باتجاه الآخر. الحياة ابتدأت تبتسم، الماضي، قبل الإقامة في الحي اليهودي ابتدأت باجتياح أطرافنا، الشعر في الحلم ابتدأ يستقبل الحياة المفقودة، الحلم ابتدأ يعود ليكون واحدًا. اختفت شعرة معاوية، لم يعُدْ أحد يفكِّر في أي عضوٍ آخر من أعضاءِ جسمه. بات الجسم كلاًّ واحدًا موحَّدًا، بل إنني ادَّعي أن المسافة بين جسمي وجسمها، جسم مهرتي، تقلَّصت، بعد تأثير الحلم المشترك، وعودته.قرّب الحلم بيننا، وهكذا بات اللقاء مجددا، امرًا مفروضا ولا بدَّ منه، تدفَّقت الحياة بقوَّتها القديمة الماضية في جسدينا مرة أخرى. كانت تعرف طريقها، لهذا لم تتأنَّ، ولم تجمجم، وإنما اندفعت في طريق هي صنعته وهي من يعرفه، ومن مثلها يعرفه، واندفع كلٌّ منا اندفاعة مهر راغبٍ في الحياة، لا يرده رادٌّ عنها. هي اندفعَت وأنا اندفعتُ. اعتليت صهوتها، اعتليتها، وأنا أعرفُ أنني أعتليها، فانطلقت انطلاقة فرح مباغت مجنون، وكنت على صهوتها مثل فارس عربي ثكلته أمُّه، وعاد مجددا ليعتلي صهوة مهرته. انطلقَت بي مهرتي، جنَّ جنونها. وصلت إلى مناطق معتمة تجلت فيها ألوان الحياة كلها، حتى أنها راحت تصهل، وجنَّ جنون محسوبكم، فراح يشاركها الصهيل. أنا وهي رُحنا نصهل، كأنما نحن صوتان ينطلقان من حنجرةٍ واحدة، وحّدنا صوت طالما تاق إلى وليفه الصوتي. ابتسمت وردات الحلاج، اختلفت ألوانها، جنَّ جنون العصافير، فراحت تبتعد عن أشجارها، محلقة في فضاء سرمديّ بعيد. طارت روحانا أنا وهي إلى أجواء سحرية لا حدود لها، فبدت مثل جنات تجري من تحتها الأنهار، وبدَونا فيها، أنا وهي، خالدين أبدا.وفجأة فجأة فجأة، أسقطَتني مهرتي عن صهوتها فانكسر خاطري. تضحكون لهذا المقلب الذي نسجَتْه لي مهرتي ونفَّذته ببراعة؟ تضحكون لأنكم لستم أنتم من انكسر خاطره. طيب انتظروا، عيشوا لترَوا، عيشوا ليحصلَ لكم مثلما حصل لي، بعدها تعالَوا وحاسبوني، تعالَوا وسوف تجدونني بالانتظار. لن أكون وحيدًا، ستكون هذه القصة معي، كل ما أطلبه منكم حاليا هو أن تضعوني في ذاكرتكم، وألا تنسوني، يوم يصيبكم مثلما أصابني، ويوم تُسقطكم مهرتكم عن صهوتها فينكسر خاطركم، تذكروا هذا جيدًا.. لا تنسوه. | |
|
| |
صــــــادق .
عدد المشاركات : 11958 العـــــــمر : 114 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 82 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الثلاثاء نوفمبر 18, 2008 1:53 am | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الثلاثاء نوفمبر 18, 2008 6:16 am | |
| | |
|
| |
il LeeNa li .
عدد المشاركات : 545 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 194 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الأربعاء نوفمبر 19, 2008 6:28 pm | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الخميس نوفمبر 20, 2008 4:07 am | |
| | |
|
| |
كروانه .
عدد المشاركات : 212 العـــــــمر : 37 نقـــــــاط : 78 تاريخ التسجـيل : 04/07/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الخميس نوفمبر 20, 2008 4:21 pm | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الجمعة نوفمبر 21, 2008 2:52 am | |
| | |
|
| |
braa .
عدد المشاركات : 1621 العـــــــمر : 37 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 09/09/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الأحد نوفمبر 23, 2008 7:09 am | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الأحد نوفمبر 23, 2008 1:19 pm | |
| | |
|
| |
S K A D
مشرف مجلة التكنولوجيا
عدد المشاركات : 3053 العـــــــمر : 37 الدولـــــة : نقـــــــاط : 174 تاريخ التسجـيل : 23/11/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 2:45 am | |
| | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة السبت يناير 24, 2009 2:23 am | |
| | |
|
| |
فدووش
مشرفة المجلة الفنية
عدد المشاركات : 5292 الدولـــــة : نقـــــــاط : 44 تاريخ التسجـيل : 06/05/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (1/1)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الأحد يناير 25, 2009 12:12 am | |
| يعطيكي العافيه كوين | |
|
| |
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: حكاية مُهرة الأحد يناير 25, 2009 9:52 am | |
| | |
|
| |
| حكاية مُهرة | |
|