كيف تتعامل الشعوب مع حكامها

لإننا نعيش الآن فى عالم يحكمه بلطجية ولصوص ، فقد بدأت الشعوب فى اللجؤ إلى طرق أخرى للتعامل مع حكوماتهم.
فعندما يريد مزارعوا فرنسا فرض إرادتهم على الحكومة الفرنسية ياخذوا جراراتهم إلى باريس ويغلقوا أكبر ميادينها وشوارعها بما فيها موقع قصر الأليزيه الرئاسى.
وعندما يريد العراقيون وقف سرقة نفطهم بواسطة الأمريكان تخرج جماعة من شباب المقاومة و يفجرون أنابيب البترول التى توصل النفط إلى الناقلات فى شط العرب.
و عندما يستاء الصوماليون من أفعال البلطجية الذين يحكمون العالم يختطفون أكبر ناقلة بترول فى العالم وعليها 100 مليون دولار نفط ويجبرون أكبر رؤوس العالم على التفوض معهم ودفع 10 مليون دولار فدية ليمولوا بها كفاحهم ضد الظلم.
لكن عندما يحاول المصريون أن يظهروا استياءهم من خيانة وقهر حكومتهم ونهبها لثروات البلد يذهب عشرة منهم للدردشة قليلا على أحد البوابات الحكومية مع رفع علم صغير لا يمكن أن يراه أحد على بعد مترين - ويقولون أن هذا إحتجاج.
ورغم أن النظام مازال يرسل بلطجية "الأمن المركزى" لتحيط بهؤلاء العشرة ، لكن ذلك لمجرد الإحتياط فقط حيث أن النظام يعلم جيدا أن ذلك "الإحتجاج" لا ينش ولا يهش.

العجيب فى الأمر أنك ترى الألاف من المارة يمشون فى طريقهم وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال فى عيونهم . وإذا سألت أحدهم إيه اللى بيحصل يقول لك "وانا مالى" ده انا باجرى على خمس عيال وامهم- وربما انه لا متجوز ولا دياولو

مازلت اتذكر مسرحية لعادل إمام كان أبرز مافيها قوله "ده انا غلبااااااان" وتكراره لذلك على مدى ساعتين كاملتين. ويبدو أن تلك العبارة قد رسخت فى عقول المصريين لدرجة أنهم صدقوا أنهم غلابة فعلا و أصبحوا لا يجدون أى غضاضة فى أن يعيشوا غلابة ويضربوا على قفاهم ، وربما أصبحوا يتلذذون بذلك.

أشعر بالحزن والخجل عندما أرى تلاميذ المدارس فى بريطانيا ينادون مدرسيهم بل ونظارهم بأسمائهم مجردة من أى ألقاب بينما يخاطب المصريين "بعض المصريين " قائلين "معالى "فلان و "حضرتك" و"ياباشا". هل ذلك أدب الحديث أم إحترام مزيف باطنه ضعف وخنوع؟

لا أدرى لماذا نخشى السلطة وكل ما يتصل بها ومن حولها حتى كلابها بينما فى داخلنا اذدراء شديد لها؟. لماذا لا يقل كل منا ما فى قرارة نفسه؟.
لقد وصلت إلى قناعة أنه لو استطاع كلب أن يصل إلى منصب رئيس مصر فسوف ينبح شعب مصر تحية وولاء للريس الكلب وسينادوا بإقامة تمثال للريس الكلب فى ميدان التحرير وطبع صورة الكلب على الجنيه المصرى واستبدال شتمة "إبن الكلب" ب "إبن الريس"

نحن نريد تغيير النظام الفاسد وهذا حقنا ، لكن كيف يغير الفاسدون فاسدين آخرين؟

لا شك فى أن الشخصية المصرية فى حاجة إلى إصلاح شامل يعيد للإنسان المصرى كرامته وجديته وشجاعته وإنسانيته وانتمائه لمجتمعه وبلده- بعد ذلك يمكن التغيير.