صائد الفراشات

موضوع: صائد الفراشات الأحد ديسمبر 07, 2008 12:53 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هناك .. هناك تترقب .. تتلاحق أنفاسك منفعلة .. ترمقها بكل إجلال .. تحلم أن تضمها بين يديك .. تعبر عيناك كل الفراشات المحلقة ، وهي ترفرف بأجنحتها الخلابة .. فقط تشدك هذه مع أنها ليست أجملهن !!
هفت إليها نفسك .. خفق قلبك عشقا ، وهي تدفع بجناحيها الرقيقين الهواء .
انجذبت إليها ، وكادت الدموع تطفر من عينيك ، وأنت تحدجها بنظراتك النهمة .. استكانت في مكانها على غصن يابس متكسر ، ترنو إليك مشفقة .. لامست أوتار قلبك ، بحسها المرهف .. اهتز جناحاها انفعالا .. أصاخت سمعها فتطرق إليها معزوفتك الرائعة .. كان وجيب قلبك يتدفق ألحانا عذبة .
سحرتها عيناك ، كان لهيبهما يستعر مع كل لحظة .. أصبحت نارا متأججة .. تشعر بحرارة تتسرب إلى جسمها الغض .. تتحرك من مكانها ، علي غصن آخر يانع .
أطربك قربها .. تأملتها بشغف كانت ألوانها رائعة .. انتشيت بعطرها ، على الرغم من معرفتك الأكيدة أنها عديمة الرائحة .. متيقن أن لحمها غير مستساغ .. لكنك اشتهيتها وتمنيت ، وقد جرفك حبك لها أن تلتهمها .
اقتربت أكثر .. وقفت علي قمة زهرة فواحة .. اكتملت الصورة .. تصورتها ملكة جالسة علي عرشها ، وقد حامت حولها وصيفاتها .
هي من تحجرت عليها عيناك .. أزحت الفراشات بعيدا ، فقد تأكدت أنها الأجمل ، وظنت أنك حاميها وأنت تطرد المتربصين بها ، وهم يرمقونها بأعينهم طمعا فيها .
امتدت يدك وداعبتها .. لامست أجنحتها برقة .. ترمقك بعينيها في وجل .. يجذبها لهب عينيك .. فترفرف حولهما .. تفرد راحتيك لها .. فتحط عليهما في سعادة .. تضمهما حولها في حنان .. تصيح فى صوت يشبه العويل :
ـ أنت في أعماق قلبي .. حبيبتي .
تأخذها متعة اللحظة .. أناملك تلهب مشاعرها .. صوتك العذب يشجيها .. أنينك المتألم يأسرها .
تداعبك وهى تتمسح بك مشتاقة .. يطربك عشقها .. ترتفع ضحكاتك عالية .. تتواثب والفرحة تعلق بصوتك :
ـ مليكتى .. سأجعلك تاجا لرأسي طوال العمر .
تزيد من التصاقها بك .. فأنت أصبحت حبيبها ومالك قلبها .. تضم يديك أكثر .. تكاد تطبق عليها .. تضيق أنفاسها .. تحاول أن تنفلت من قسوتهما .. تسمع صياحك الهادر :
ـ مقاومتك هذه تهدر كرامتي .
يتسرب إليها الجزع .. فغضبك رغم قسوتك عليها يشقيها .. فتستكين لحظات .. لكنك سرعان ما تضم قبضتيك أكثر .. تعتصرها بين يديك .. فترفرف بكل ما أوتيت من قوة ، لتفك عنها القيد .. فينطلق صراخك الغاضب :
ـ لقد مللت أفعالك .
تطبق عليها بكل قوتك .. تهصرها بين يديك .. ينكسر جناحاها .. تضيق أنفاسها شيئا فشيئا .. تستكين إلي الأبد .. تنظر إليها آسفا :
ـ هي التي فعلت هذا بنفسها !!!!