سوق الكاسيت في القدس: أحدث الأغاني حسب المزاج والمناسبة

اذا أردت أن تشعر بالمناسبة أو أن تعرف ما الجديد في سوق الأغاني، فما عليك الا ان تتجه الى البلدة القديمة وتتمشى بأزقتها، وستجد الجواب الشافي

صباح جميل يشرق على القدس العربية، يفتتح محمد محله الصغير (ميوزك بوكس) في شارع صلاح الدين، على صوت القرآن الكريم ثم ينتقل الى فيروزيات " فهل هناك أجمل من صوت فيروز على الصباح " يقول محمد ويضيف:" الان فترة أعياد وهناك أغان خاصة للأعياد ولكل المناسبات، حيث اننا ننقل للجمهور متطلبات السوق ونسمعهم آخر مستجدات الاغاني".

حسب السوق والمناسبة والمزاج

محمد بمحله ليس وحده بل هناك محلات عديدة بالبلدة القديمة تنتهج نفس النهج، اذا ما كنت مارا فقد تسمع الأغاني الجديدة وبالكاد قد تصادف مقدسيا لا يعرف ما الجديد في عالم الموسيقى، حتى الزوار يستشفون المناسبة منهم، فبالعيد تسمع أغاني العيد مهللة او مكبرة كحال عيد الأضحى، او تراتيل الميلاد عند حلول عيد الميلاد المجيد، حتى المناسبات الوطنية لها مكان في المحلات الموسيقية كالأغاني الشعبية والتراثية وحتى ساعة الحداد او الإضراب او الغضب السياسي.

حتى هنا يتدخل الاحتلال

فمثلاً ذكر لنا بعض أصحاب المحال الموسيقية أن أيام حرب تموز (الحرب على لبنان) صادرت السلطات الإسرائيلية الاغاني الموسيقية الوطنية خاصة أغنية" صقر لبنان" التي مجدت السيد حسن نصر الله، حيث أجرت السلطات الاحتلالية مصادرة كاملة للأشرطة ومنعت أصحاب المحال من رفع صوت الموسيقى بأية أغان كانت.

" حتى اليوم يقومون بمنعنا من رفع صوت المسجلات بالأغاني "كما يقول لنا رضا صاحب محل نيوساوند الصامد في مدخل باب العامود" يدعون أن هذا هو القانون، ممنوع رفع الموسيقى بشكل عال هكذا يقولون.

النكهة الخاصة

وبالرغم من أن الإقبال على شراء الإسطوانات قل بسبب امكانية الحصول على الأغاني من الشبكة العنكبوتية في وقت أقصر وأرخص، فإن الباعة لا زالوا يصرون على ابقاء الجو المميز الذي يضيفونه على القدس العربية. وهكذا تنتقل بين أسواق القدس من صلاح الدين الى باب العامود الى سوق باب خان زيت، وصولا للعطارين ومحال الموسيقى التي تنقل الزائر والمقدسي إلى جو المناسبة وجو أحدث الأغاني فالصغير والكبير يعلم ما يجري ويعلم بأسماء المغنين والأغاني ويتمشى حسب مزاجه بالسوق العربية الفلسطينية المقدسية.