نطالب بالتغير ..... ونحن لا نتغير....

نشكو من الواسطة، ونحن أول من يبحث عنها

نشكو من عدم نظافة المدن، ونحن الذين نحولها إلى سلة مهملات

نشكو من أخلاق الشباب المراهق، وننسى أنهم "تربيتنا".. وقبلها ننسى مراهقتنا.

كل ما حولنا لم يأت من الفضاء الخارجي.. نحن الذين قمنا بتشكيله بهذا الشكل.

نعاتب "النظام" على بعض ما يحدث...

وننسى أننا نحن "المواطنين" جزء من هذه الأحداث، وشركاء فيها.

نعم انه التغيير هذه مشكلتنا جميعا ..لا نستطيع ان نتغير بهذه البساطة ..نحتاج الى الصبر و المتابعة و الايمان و باهمية هذا التغيير وضرورته والمثابرة بل وقناعتنا بذلك قد نظن انفسنا قد تغييرنا وبمجرد مرور موقف صغير نرى اننا تصرفنا كما كنا سابقا نحن ربما نعاقب انفسنا ..او نستطيع التحكم بالاشياء التي حولنا , نطلب من الاخرين التغير وننصحهم, نتغير خارجيا , ظنا منا اننا بذلك احدثنا التغيير في شخصياتنا ..لكن لا ان التغيير يحتاج منا لقناعة بان ما نحن عليه الان يتطلب منا ان نتغير لنعيش حياة افضل .. لماجاراة تفاصيل الحياة بوعي اكبر
إن التغيير لا يكون بتغيير الثوابت والمبادىء بل بتغيير السلبيات وكيفية معالجة

قد نتذمر من تصرف هذا ونغضب من ذاك ..ننزعج ونطلب منه التغيير !!
كيف نطالب بالتغيير ونحن لا نملك القدرة في السيطرة على انفسنا لا بل نحاول ان نغير
مفهوم التغيير لنتعايش بغباء مع ذلك إرضاء لأنفسنا.

نشكو من الواسطة، ونحن أول من يبحث عنها
نلوم بعضنا عندما يتقدم أبن لنا حاز على درجات عالية في دراسته و تقدم لوظيفة
و بعد الترشيح نصدم بأن أول المرشحين هو أبن للمدير العام
فـ يكون لنا أبن أخر لظروف لم يكن معدله جيد .. فنبحث له عن واسطة و يكون
من أول المرشحين .. بينما الأفضل يتلقى خطاب شكر فقط و اعتذار

نشكو من عدم نظافة المدن، ونحن الذين نحولها إلى سلة مهملات
شعارنا .. النظافة من الأيمان و نقوم بزيارة أناس قريبين لنا و نلاحظ أمور لا تدل على
الإهمال و ننسبها لعدم النظافة
و فجأة نرتشف أخر قطرات من عصيرنا و نقذفه من خارج النافذة بدون مبالاة .. ليس
لشئ و أنما لأن الطريق ليس بيتنا

نشكو من أخلاق الشباب المراهق، وننسى أنهم تربيتنا.. وقبلها ننسى مراهقتنا..
كل ما حولنا لم يأت من الفضاء الخارجي.. نحن الذين قمنا بتشكيله بهذا الشكل.
نعاتب النظام على بعض ما يحدث..
وننسى أننا نحن المواطنين جزء من هذه الأحداث، وشركاء فيها..

كل يوم نردد لا فرق بين عربي وأعجمي..
وكل يوم - على النقيض - نسأل عن "فلان: ما أصله؟

***********

لو ذهبت يا عزيزي إلى عالمـٍ مُصغر والمتثمل بصالة المغادرة في المطار
حيث يجتمع في لحظةٍ واحدة المسافرين من كل القوميات والأعراق والأجناس
والقيت نظرة على أحد الكاونترات للرحلة المتجهة إلى دولةٍ ما .. لتشاهد الفوضى والعشوائية الكارثية والتي يسببها ركاب تلك الرحلة
وفي المقابل ستجد درجة عالية من النظام والإلتزام والسلاسة على كاونتر آخر لرحلةٍ آخرى متجهه لدولة آخرى
وستجد النظام قد وصل ذروته في الكاونتر الثالث التابع لخطوط طيران مختلفه عن الأثنان السابقان ووجتها مختلفة أيضاً

جميعهم سينطلقون من محطة واحده .. بينما يُمثل كل منهم نفسه ووجهته .!