قصتنا - الدرع المسروقة - تتحدث عن اسم الله الرقيب وفيها نزل جبريل بالوحي،..
لكن كم من القضايا الآن في المحاكم لن ينزل جبريل فيها بالوحي؟
انا اهدى هذه القصه لكل قاضى مرتشى.ولكل شاهد زور..ولكل محامى يدافع عن قضيه وهو يعلم ان صاحبها مذنب.
حدثت هذه القصه بعد الهجره بسنتين او ثلاثه ونزل فيها قران :
{ إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }. النساء 105
ونحن نعلم ان النبى مكث فى مكه مضطهد لمده 13 سنه يبحث عن مكان يؤيه الى ان وجد اهل المدينه يرحبون به..
ولكن من يسكن المدينه الان...؟
كانوا اما من الاوس او من الخزرج وهم اعداء وكانت بينهم حروب مستمره..
والمفروض بعد ذلك ان يصلح النبى بينهم حتى تهدأ الامور فى المدينه ..
فيها كفار لم يسلموا بعد.. وكمان فيها يهود ...وفيها منافقين...
يعنى الله يكون فى عونك يا رسول الله الوضع متكهرب هناك ومش ناقص اى فتنه صغيره تشعل الموقف ..
المهم كل ذلك مقدمه لقصتنا...
الصحابه كانوا فقراء جدا وربطوا على بطونهم احجار من شده الجوع بمعنى ان لو امتلك احدهم درعا يكون غنى جدا ..
والواقعة التي حدثت هي:
كان يوجد صحابى اسمه قتاده بن النعمان..وهو من الاوس كان اعطاه الرسول درعا من غنائم احدى الغزوات وكان فرحان به جدا
وبعد يومين سرق الدرع ومين المتهم فيه واحد من الخزرج اسمه طعمه وراه قتاده وهو يسرق الدرع ..
فذهب للرسول وابلغه فاغتم الرسول وحزن .لما علم ان السارق مسلم.وكمان من الخزرج..
لان التوقيت غير مناسب الان ان يكون المسروق من الاوس والسارق من الخزرج
وخاف " طعمة " أن يحتفظ بالدرع في بيته فيعرف الناس أنه سرق الدرع. وكان " طعمة " فيما يبدو مشهوراً بأنه لص،
فذهب إلى يهودي وأودع عنده الدرع، وكان الدرع في جراب دقيق. وحينما خرج به " طعمة " وحمله صار الدقيق ينتثر من خرق في الجراب وتَكوَنّ من الدقيق أثراً في الأرض إلى بيت اليهودي وكان اسمه " زيد بن السمين "
وعندما تتبعوا أثر الدقيق وجدوه إلى بيت طعمة، ولكنه حلف ما أخذها وما له بها علم فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها وقالوا: " لقد سرق ابن السمين ".
وهنا قال ابن السمين: " أنا لم أسرق الدرع ولكن أودعه عندي " طعمة بن أبيرق ".
وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه ان يصعد المنبر ويبرئ طعمه ..
وفعلا يبرئ الرسول طعمه ويعتب على قتاده اتهامه لطعمه .
وينتهى الموقف وتهدأ المدينه ويناموا والحمد لله ان المتهم يهودى وليس خزرجى ولكن .
قبل الفجر ينزل جبريل من السماء بعداله السماء ويقول يا رسول الله اليهودى برئ وطعمه هو السارق.
طب ايه اللى حصل ....
اللى حصل ان قتاده فعلا راى طعمه وهو يسرق الدرع ولما علم طعمه فكر كيف يتخلص من الدرع واحضر ثلاثه من عائلته واخبرهم بما حدث وان العارسوف يكون للعائله عند الرسول لو علم ان طعمه هو السارق ..
وذهب الثلاثه للرسول وصدقهم صلى الله عليه وسلم ودافع عن طعمه على المنبر
ولكن الرقيب موجود فانزل جبريل الى الرسول قبل الفجر واخبره بما حدث من طعمه وان اليهودى برئ
والسؤال هنا فلماذا التبرأه قبل الفجر ..؟
عشان تعلن البراءه فى صلاه الفجر ..واصل تاخير العدل ظلم ..
يا قضاه المسلمين القضايا عندكم ممكن تمكث اكثر من خمس سنوات ولم يبت فيها .لا تؤخروا قضاياكم
وينزل جبريل بالايات 105و 106 و107 من النساء ويصعد الرسول على المنبر واعلن ان زيد برئ والسارق هو طعمه...العدل فوق كل شئ
{ إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }. النساء 105
كلمة لكل خائن للعدل:
أقول لكل خائن للعدل في بلادنا قول الله تبارك وتعالى :
{... إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً } النساء107،
لكل خائن للعدل يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله وهو معهم أقول له الظلم ظلمات يوم القيامة، يقول تعالى :
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.
إلى كل خائن للعدل رد الحقوق إلى أصحابها ثم تب فباب التوبة مفتوح.
الرقيب سبحانه وتعالى:
قصتنا - الدرع المسروقة - تتحدث عن اسم الله الرقيب وفيها نزل جبريل بالوحي، لكن كم من القضايا الآن في المحاكم لن ينزل جبريل فيها بالوحي؟
وهنا أنت وضميرك فالله يراك { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ... }،
فإن كنت خادعاً لزوجتك..
وإن تبسمت في وجه من تكره..
فكن على ثقة بأن سرك وعلانيتك مكشوفان أمام الله تعالى الرقيب، سأعلمك دعاء تقوله قبل أن تنام كل ليلة، قل:
الله شاهدي، الله ناظري، الله رقيب علىَّ.
هذا الدعاء سيقوم بإيقاظ جهاز الإنذار بداخلك إن كان جهازك وضميرك تعطلا
يا من ظلمتم الناس وأخذتم حقوقهم، يا من غششتم في البضائع، يا من أدخلتم آخرين السجن ظلماً،
يا من زورتم، يا من ظلمتم زوجاتكم .. العدل يبدأ من البيوت.
الجميل في الأمر أن هذه القصة جاءت في سورة النساء بعد سورتي البقرة وآل عمران،
والفكرة أن سورة البقرة تتكلم عن مسؤولية المسلمين عن الأرض،
وسورة آل عمران تتحدث عن نموذج لعائلة كانت مسؤولة عن الأرض – مريم وزكريا ويحيي-
، وسورة النساء تتحدث عن الضوابط التي من شأنها الحفاظ على أن نكون مسؤولين عن الأرض
ولهذا فسورة النساء تتحدث عن كل أنواع العدل، مع الأيتام ومع المستضعفين،
وسميت بسورة النساء؛ لأننا إن عدلنا مع زوجاتنا نستطيع أن نعدل مع الباقين على الأرض،
كأن رمز العدل مع النساء وأن علينا البدء ببيوتنا
أهداف قصة اليوم:
1- العدل .. ابدأ بنفسك وبأهلك.
2- اسم الله الرقيب.
3- التوبة ورد الحقوق إلى أصحابها.
4- تحقيق العدل في أنفسنا وبيوتنا يؤدي إلى رؤيته في بلادنا..
وسبحانه وتعالى يعطي هذه القضية لواقعة حدثت معاصرة لرسول الله. والوقائع التي حدثت معاصرة لرسول الله بمثابة إستدرار السماء للأحكام،
فالقضية تحدث وينزل فيها الحكم، ولو جاءت الأحكام مبوبة وسقطت ونزلت مرة واحدة، فقد تحدث الحادثة ويكون لدى المؤمنين الحكم ويحاولون البحث عنه في الكتاب.
لكن إذا ما جاء الحكم ساعة وقوع الحادثة فهو ينصب عليها، ويكون الأمر أدعى للإذعان له؛ لأنه ثبت وأُيِّد ووثِّق بواقعة تطبيقية.
إياك أن تقول: إن هذا مسلم ولا يصح أن نلصق به الجريمة التي ارتكبها حتى لا تكون سُبة عليه،
وإياك أن تخشى ارتفاع رأس اليهودي؛ لأن هناك لصاً قد ظهر من بين المسلمين. ومن الشرف للإسلام أن يعاقب أي إنسان ارتكب خطأ لأنه مادام قد انتسب للإسلام فعليه أن يصون هذا الانتساب.
وعقاب المسلم على خطأ هو شهادة للإسلام على أنه لم يأت ليجامل مسلماً.
وعلى كل مسلم أن يعرف أنه دخل الإسلامَ بحق الإسلام.
لقد نظر بعض السطحيين إلى قوله الحق: { وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً } قائلين:
إن كان هناك لص أو خائن أو مستغل لقوته فاتركه ولا تنظر إليه ولا تلتفت حتى لا يسبب لك تعباً.
ولهؤلاء نقول: لا،
فسبحانه وتعالى يقول: { وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }
و " اللام " التي في أول " الخائنين " هي للملكية أي أن الحق يأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يقف موقفا لصالح الخائن، بل عليه أن يخاصم لمصلحة الحق.
ولذلك يقولون:
إذا عرفت في رجل سيئة انكشفت وصارت واضحة. فلتعلم أن لها أخوات؛ فالله لا يمكن أن يفضح أول سيئة؛ لأنه سبحانه يحب أن يستر عباده، لذلك يستر العبد مرة وثانية، ثم يستمر العبد في السيئة فيفضحها الله:
{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً } ، والإثم أفظع المعاصي.
والقوم الذين ذهبوا إلى رسول الله صلى الله علسه وسلم ليستشفعوا عنده لابن أبيرق لكي يحكم له الرسول ضد اليهودي، لماذا صنعوا ذلك؟.
لأنهم استفظعوا أن يفضح أمر مسلم ويبرأ يهودي، استحيوا أن يحدث هذا، وعالج القرآن هذه القضية وذلك ليأتي بالحيثية التي دعتهم إلى أن يفعلوا هذا ويقضي على مثل هذا الفعل من أساسه، فقال:
{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ.. }
إنهم يطلبون البراءة أمام الناس في أن " طعمة " لم يفعل السرقة، ولكن هل يملك الناس ما يملكه الله عنهم؟.
إنه سبحانه أحق بذلك من الناس.
فإذا كنتم تريدون التعمية في قضاء الأرض فلن تعموا على قضاء السماء.
وهذه القضية يجب أن تحكم حركة المؤمن، فإذا ما فكر إنسان منسوب إلى الإسلام أن يفعل شيئاً يغضب الله فعليه أن يفكر:
أنا لو فعلت ذلك لفضحت نفسي أو فضحت ولدي أو فضحت أسرتي أو فضحت المسلمين،
وعلى الإنسان المسلم ألا يخشى الناس إن فعل أخ له شيئاً يشين المسلمين، بل عليه أن يأخذ على يديه ويردُه عن فعله.
ونقول لمن يستتر عن الناس: أنت استخفيت من الناس، ولم تستخف من الله؛ لذلك فأنت غير مأمون على ولاية.
{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ }
و " يبيت " أي أنه يفعل أمره في الليل؛ لأن الناس كانت تلجأ إلى بيوتهم في الليل،
ومعنى " يبيت " أن يصنع مكيدة في البيت ليلا، وكل تدبير بخفاء اسمه " تبييت " حتى ولو كان في وضح النهار،
ولا يبيت إنسان في خفاء إلا رغبة منه في أن ينفض عنه عيون الرائين.
فنقول له: أنت تنفض العيون التي مثلك، لكن العيون الأزلية وهي عيون الحق فلن تقدر عليها.
والى لقاء مع فضفضه قرانيه اخرى وتابعونى باذن الله