الأبرياء يقتلون أيضا

الأبرياء يقتلون : أيضا
الإهداء: الى كل الذين آذاهم الإرهاب ..صبرا فإن موعدكم الجنة..
كانت الدموع وكثير من الشهيق تعلن عن وفاة الصغير ، وُضعت شمعتان تصارعان ظلاما يملأ الدهليز من أوله حتى هنا ، وضعت واحدة عند رأسه والأخرى عند قدميه .. كان عاريا إلا من أسمال هي كل ما لبس حيا .

أمه لم تشأ أن تعلن للناس عن وفاته "إنهم يعلمون أننا أموات منذ مدة ، يعلمون أن دهليزا مظلما لا يسكنه الأحياء ، تتقاذف جنباته رياح باردة .. ربما أخبرتُ الخالة فاطمة.. فهي الوحيدة التي تزورني من حين لآخر .. وتعطف علينا بما تقدر من خبز أو لباس .."

الهموم وأوجاع الفراق تتقاذفها .. تجاذبتها أشياء الموت أكثر من أشياء الحياة .. " من أين لي بثمن الكفن .؟؟" وأضافت بين تنهيدتين : " وهل الدفن ضروري لأمثالنا .. وهل نحن حقا على وجه الأرض ؟؟ .. ربما كان دفنه في الدهليز أفضل .."
كانت الدموع تنهمر كأن لاانقطاع لها .. وتجري إلى اللا مستقر..

* * *
امرأة في العقد الثالث من العمر .. ذهب زوجها ، وترك لها طفلا صغيرا يشدها إلى الحياة ، ويعوضها عن زوج ذهب ولم يرجع ، قيل لها مرة إنه اختطف ،ووجد بعد ذلك مقتولا ، وقيل لها إنه دفن حيا بعد أن وجدت معه وثائق غير مرغوب فيها .. وقيل لها غير ذلك كثير .. لم تر جثته ، ولم تعلم بمكان دفنه ، جاءتها شهادة وفاة شفوية.. تُمنّي النفس بأنه سيعود ذات يوم .. وسيقول لها الحقيقة كاملة غير منقوصة..
سيدة تعاني الوحدة والفقر .. والحرمان من كل شيء ..
كانت الحياة وأشياء الحياة تموت فيها شيئا فشيئا .. .. لم تستسلم كغيرها .. تحملت كل شيء .. كان شعورها يغالب كل هذه الأقاويل ، لولا أملها في عودة من أُذهب وقيل لها إنه مات .
خرجت من بيتها تهيم على وجهها ، لاتعرف وجهة تقصدها ، ولا أهلا تحتمي بهم .. تحمل نصيحة ، همس بها أحدهم تقول :
"اخرجي من المدينة ربما كنت عرضة للاختطاف ، وقد يكون ابنك هدفا لرصاصة سيكتبون في محاضرهم بأنها طائشة ، أو كنتما معا من ضحايا سكين يسن عند حداد وراء التل .. بقاؤك خطر عليك وعليه .."
لم يكن لديها من الوقت ما يكفي لتحمل بعض الثياب لها وله،كان الصيف يودع ما تبقى من الأحياء ، لذلك لم تشعر ببرد يدعوها لحمل ثياب تحارب بها قر الشتاء إذا أدركهما.. ركبت أول سيارة وجدتها في المحطة متجهة إلى الجنوب .. وعند الوصول دفعت خاتما للسائق . هو كل ما تملك.
قال لها :
- ولكن هذا أكثر من الأجرة ، يا سيدة
-خذه وارجع لي الباقي ..
دس في يدها بعض النقود ثم أضاف :
- أين تريدين أن تنزلي ؟؟ ..أجابته وعيناها تمسحان أمكنة بعيدة كمن يفتش عن شيء
- لا أعرف بالضبط ..
جاءها صوت من أعماق غرائز الرجل يقول :
- سأوصلك إلى البيت ، وستبقين مع زوجتي والأولاد هذه الليلة ،
- شكرا يا سيدي ..
شكرته بكل ما تملك من براءة .. وانطلقت السيارة ، وأسرت في نفسها " مهما صار فإن أهل الخير مازالوا موجودين.. "
وتوقفت السيارة أمام بيت يمارس فيه السائق رجولته مع بعضهن وكان يظنها من هن
أدخلها.. تجولت ببصرها، لعلها تجد امرأة أو أولادا، ولكن لا يبدو أن في البيت إنسي .. عندما أرادت أن تسأل .. جاءها الرجل شاهرا حيوانيته وقد أرغمها على ما يريد ، وصغيرها يبكي ، لا يعلم شيئا من تفا هات الكبار .. أعطاها ورقة مالية ، لكنها رمتها في وجهه ثم خرجت دون وجهة .. تحمل صغيرا بين يديها ومشروع جنين في أحشائها .. صادفتها عجوز تدفع رجليها في السير دفعا، تحمل بعض الأغراض وقد أثقلتها .. ساعدتها على حملها .. وقرأت العجوز مأساتها .. ولم يكن بيدها أي شيء تواسيها به .. أوصلتها إلى دهليز في نهاية بستان مهجور منذ زمن بعيد..
العجوز ـ كما أخبرتها ـ تقيم مع ابنتها الوحيدة المطلقة وأربعة من الأطفال في غرفة واحدة تصلح لكل شيء إلا للسكن الآدمي .. اعتذرت العجوز كثيرا .. وأشفقت لحالتها.. وقبلت بالدهليز مأواها ومأواه .. علها تجد الأفضل لهما عند عائلة ما ذات يوم .. وتمر الأيام ، ولا شيء في الأفق .. كانت الخالة فاطمة الوحيدة التي تأتيها بما تقدر من حين لآخر بالأكل أو اللباس إذا تيسر لها ذلك

* * * *
ربما بقيت وصغيرها دون أكل ، مدة من الزمن قد تطول ، لا تتضوع ، ولكنه لا يحتمل ، تذرع الشوارع ، تبحث أمام مطاعمها عن لقمة يسدي بها أحد الرواد .. ولم تكن في أكثر الأحيان لترجع بشيء إلا من هموم أو أسى تقرأه في عيون الفقراء ، وملامح المهملين على جنبات الشوارع ، وفوق الأرصفة الترابية ، نظل تنظر في الوجوه لعلها تلمح شيئا يشبه ما تبقى مرسوما في ذاكرتها .. أو ظلا يلاحق رجلا كظله .. أو ترى ما يذكرها به ، ولا ترى غير وجوه شاحبة .. وعيون انطفأ بريقها .. وخطوات بدون اتجاه ، وشمس ،لا يشعرون بحرها ، قد فقدت الضوء ..
تعود إلى الدهليز ، تجر الخيبة والجوع .. تفترش الأرض وبعض ما يلي الثياب .. تهدهد صغيرها حتى ينام ، أو هكذا يخيل إليها ..
كان الليل هو الصديق والمفر ..
* * * *
دخلت العجوز دون استئذان .. وقبل أن تتكلم أجابتها الدموع والشمعتان والجثة الهامدة .. احتضنتها الأم المفجعة .. واسَتْها بما تستطيع من كلمات .. ضاع أكثرها ..
هل بقي لي ما يشدني إلى الحياة يا خالة فاطمة .. ؟؟ سألت وسط شهيق يخنقها
- لا تقولي هذا ياابنتي .. فأنت مؤمنة بقضاء الله وقدره ..
كانت العجوز تعتقد أن كلماتها ستجد صداها في نفس الأم المفجعة ..
في الصباح سمعت أن امرأة مجهولة الهوية ، قد وجدت جثة هامدة قرب بستان مهجور في آخر المدينة ..

يسلمو صادق الأبرياء يقتلون أيضا 558302

منوّر سكـــــــــــــــاد

very painful story and I think we must always thank God that we are living a lot better than others

thanks sadek that was good story full of points

thnx god always

qissa jidan mo2athira w hakaza al faqr yowaled al irhab w l mowt

allah yr7amna b 7anano w 3atfo da2iman

dmoo3 al qodss shaker laki tafa3olaki w 7odorek ta7iye ilik الأبرياء يقتلون أيضا 558302

يعطيك العافيه صادق الأبرياء يقتلون أيضا 558302

ya hala fadosuhhhh

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

moudira nawwarty

moudira nawwarty

» وقالوا أيضا في الحب
» والفيلة أيضا.. ترسم