[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]استنفار في السعودية وفتاوى في الإمارات ومنشورات في الأردن وبرامج تليفزيونية في مصر ومحظور.. احترس.. تجنب التعامل مع البوكيمون، وأضف لهذا مقالات عديدة في الغرب تحذر من خطورة هذه الوحوش اليابانية التي اكتسحت كما تعبر هذه المقالات عقول وحياة الأطفال في العالم كله. منذ نهاية شهر مارس 2001 والبوكيمون يعاني من ضربات متتالية؛ فالسعودية والإمارات يصدران فتاوى شرعية بتحريم لعبة البوكيمون، ومن ثم بدأت الإدارات السعودية (وبدرجة أقل من الإمارات)، سواء في الجمارك والتعليم والتجارة والإعلام تحشد طاقاتها بوقف كافة التعامل مع هذه اللعبة في كافة صورها، سواء الألعاب أو الصورة والأفلام وبرامج الكمبيوتر والإعلانات وأشكال اللعبة في الأدوات المدرسية، فضلا عن وقف أي شحنات قادمة. ولكن تُرى كيف سيتم التعامل مع المحطات الفضائية وشبكة الإنترنت التي يوجد عليها مئات المواقع وما يزيد على 9000 آلاف لعبة؟. أما الأردن، فقد تم توزيع منشورات على آباء الأطفال والشباب تفيد أن هذه اللعبة تروج معاني وكلمات تدعو إلى اليهودية، فزعم المنشور أن كلمة "البوكيمون" تعني: "أنا يهودي"، واسم أحد أشكال اللعبة وهو "بيكاتشو" يعني: "كن يهوديًا"، وأن بعض الأسماء الأخرى تعني سبا للذات الإلهية. وأنها جميعا باللغة السريانية وعند سؤال المتخصصين أكد الجميع أنه لا توجد صلة بين هذه الكلمات واللغة السريانية، كما نفى أبناء الطائفة المسيحية السريانية أي صلة بين لغتهم ومذهبهم وهذه اللعبة، ولكن هذا لم يوقف رد فعل الشباب الذي قام بجمع مجموعات من صور وأشكال هذه اللعبة وقاموا بإحراقها. ومن جانب آخر اعترض بعض المفكرين والحركيين الإسلاميين على انتشار هذه اللعبة؛ وذلك –في رأيهم- يعيد إلى الأذهان نظرية داروين البائدة (وهي التي تقول بتطور المخلوقات)، كما أنها تحمل بعض العلامات المتعلقة بأديان أخرى. وفي مصر تناولت برامج تليفزيونية الآثار السلبية والنفسية والسلوكية لهذه اللعبة على الأطفال، وعلى شبكة الإنترنت ظهرت مقالات غريبة تحذر من التأثير السيئ لهذه الوحوش والأساطير التي لا تنتمي إلى الثقافة أو الدين في المجتمع العربي. بداية عسيرة ثم انطلاقة اللعبة جملة وتفصيلا يابانية، بدأت على يد شاب ياباني يدعي "ساتوشي تاجيري"، وقد ظل متفرغًا لإبداع أشكال اللعبة وقدرات اللاعبين ست سنوات كاملة أفلست جريدته "غايم فريك" خلالها، وأفلس هو شخصيا حتى عاش على معونة من والده البائع في شركة "نيسان"، وقد أتى بأشكال الحشرات والمخلوقات التي تعيش في الغابات والبحيرات اليابانية، وهي إحدى هوايات مبدع اللعبة (جمع هذه الحشرات). وقد نقلت وكالة الأنباء الأردنية عن سكرتير السفارة اليابانية أن اللعبة في اسمها تعني "بوكيت مونستر"، وهي ليست ترجمة للكلمة في اليابانية، ولكنها تعني تقريبا "مخلوق خيالي صغير جدا"، وأن كملة "بيكاتشو" عبارة عن كلمتين "بيكا" وهي تعني الإضاءة أو الوهج وكلمة "تشو" وهي أصوات الفئران، وبالتالي فالمعني "الفأر ذو الوهج "أو ذو السلاح الكهربائي". وكذلك بالنسبة لشخصية "تشار مندر" هي كلمتان الأولى "تشار" وتعني النار المشتعلة، والثانية "أماندر"، وهي تشير إلى "السملندر" أي السحلية. واستكمالا لقصة ظهور اللعبة، فإن صاحبها قام بعرضها على مجموعة كبيرة من الشركات والمحلات، ولم تلق أي قبول، ولكن في اللحظات الأخيرة قبلتها شركة "ننتندو" اليابانية. ومع انتشار الألعاب، قامت الشركة بإنتاج أفلام حولها، ثم أسست مواقع على شبكة الإنترنت، وقد قامت إحدى الفضائيات العربية بإذاعة بعض حلقات من اللعبة وقلدتها- كعادتنا- سائر الفضائيات، ثم تسللت الألعاب ومن بعدها الصور، ثم إلى الأدوات المدرسية، وهكذا تسلل فيروس البوكيمون إلى حياتنا، ثم إلى عقول أطفالنا وإلى كافة الأطفال في أنحاء العالم، ومن ثم بدأ الغرب صاحب العولمة يعاني من آثار العولمة التي ابتدعها. الاستفادة والتعليم يجب أن نتعلم من درس البوكيمون، والدرس هو أن العولمة يمكن استثمارها بشكل فعال وقوي ومؤثر من جانب أي جهة تتقن آلياتها ولديها ما تقدمه للعالم وبالتالي، فالأمر يحتاج إلى مراجعة صادقة لذاتنا وقدراتنا؛ فهذا الشاب استطاع أن يقدم ثقافته في إطار جذاب واستطاع أن يخترق كافة الثقافات، وأن يكتسح كافة الأشكال المعروضة والمستقرة سواء في الشرق أو الغرب. ثانيا- هل الموقف من البوكيمون خاصة في الغرب بريء، بمعنى لماذا لم تكن هذه الحرب معلنة عندنا على الأشكال الأخرى؟!! خاصة أن بعضها كان يتعرض للعرب بشكل مهين، بالإضافة لتنمية التعاطف مع البيئات القذرة البالوعات والمجاري ثالثا- إن مثل هذا الانتشار بين أطفالنا قد لا يكون مرجعه جاذبية هذه الألعاب، بقدر ما هو فراغ ساحة الأطفال من الألعاب والأفلام الجذابة والتي تمثل ثقافاتنا ومبادئنا. إن خطورة هذه اللعبة، وبصورة خاصة على أطفالنا أنها تخرج بعقلية الطفل من نطاق ثقافته ومجتمعه، ومن جانب آخر تخرج بذهن ووجدان الطفل من إطار الواقع بأكمله، فإن القط والفأر والسلاحف والأرانب وحتى الخنازير- رغم اعتراضنا- عليها تمثل واقعا موجودا في مكان ما حولنا، أما هذه اللعبة فإنها تكسر حاجز الواقع تماما وتجعل الطفل يعيش في خيال ليس له أي جذور في واقعه، وبالتالي تماثل حالة الإدمان وهي التي يهرب بها المدمن من واقعه إلى خيال لا يرتبط بالواقع من قريب أو بعيد. ولكن العلاج- خاصة مع الأطفال- يجب أن يكون بأسلوب البدائل، وبالتالي يجب على وسائل الإعلام العربية تنشيط القدرات العربية في مجال الطفل ألعابا وأفلاما وقصصا، ومن جانب آخر أن تهتم الأسرة- خاصة الأم- بأفكار وخيالات طفلها، وليتنا نعود إلى أسلوب "حدوتة قبل النوم" التي تحكيها الأم وترسخ بها القيم ولا تترك مثل هذه الأفلام والألعاب تصنع لهم خيالهم وأفكارهم وقيمهم. عماد حسين - باحث مصري |