لن يَبكي العَالم ضَحَايا الهُلُوكُوسْتْ بعد اليَوْم وَسَيَكون قَلبُ هِتلر أَرحم قَلب لِحَاكِم فِي تَارِيخ البَشَرِية وَسَتَكون مَجَازِر أوروبَا الشرْقِيَة مُنذ سبتمبر1939 وَإِلَى غَايَةِ هَزِيمَةِ الرَّايخْ الأَلمَانِي فِي مَعْرَكَة ستالينغراد .. َستكون تِلكَ المَجَازر الأَرْحَمَ فِي تَاريخِ البَشَرِية لأَنهَا لَمْ “تشوه” أَجْسَادَ الأَطْفَالِ الرُّضَع كَمَا تفعَلُ إسْرَائِيل بِأطفالِ إِخْوَتنا فِي غَزَّة.
سيكون هتلر المتهم بالنازية أكثر الحكام شجاعة في تاريخ الأمم لأنه رفض أن يهان أبناء جلدته من سكان إقليم السوديتن في بولونيا وفي أقاليم النمسا.
لماذا؟ … بكل بساطة لأن أبشع محرقة في تاريخ البشرية “محرقة غزة” تتواصل على مرأى ومسمع العالم الحر وبتواطئ من أصحاب الجلالة والسمو والفخامة في العالم العربي. ببساطة لأن العالم فقد أخلاقه أو هو يفقد أخلاقه وتركيزه عندما يتعلق الأمر بالشعوب العربية. ببساطة لأن همجية الكيان الصهيوني فاقت بشاعة مجازر النازية في حق البشرية وفاقت بشاعة ما اقترفه جنود “هولاكو” في بغداد بعد سقوط الدولة العباسية”. يحدث هذا بدعم من الأمم المتخاذلة في هيئة الأمم المتحدة .ويحدث هذا في ظل صمت قاتل مهين من لدن القيادات العربية من المحيط إلى الخليج.
لست أدري أي شجاعة هذه التي ستدفع بالحكومات العربية إلى مخاطبة شعوبها مستقبلا عن الكرامة العربية وعن الشجاعة وعن الأمن العربي والدفاع المشترك والمصير الواحد. لست أدري وأنا المواطنة العربية البسيطة لما يجتمع وزراء داخلية العرب وعدلها بين قوسين بسرعة البرق بينما يتأخر اجتماع وزراء الخارجية العرب. هل خطر بائس يائس من الحصول على درهم
أكبر من خطر محتل يقصف ديار أشقاءنا وإخوتنا بأحدث وأقسى القنابل الفتاكة ؟؟
ولماذا نسلم أمننا القومي لإسرائيل وأمريكا ونختص نحن في أمن القصور؟
محرقة القرن من نهاية العام الماضي إلى مطلع العام الجديد وكأن العالم لا قلب له ولا عواطف تحركه إتجاه الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ الذين تلهب القنابل أجسادهم .
أروبا التي تبكي حقوق الحيوانات كلما هدد الضغط الجوي بطارق المحيطات و”فُقَمُ” الشمال تلتزم صمتا مريبا إتجاه المجازر الإسرائيلية في غزة.
قبل سنتين صمت العالم إتجاه المجازر الإسرائيلية في حق اللبنانيين والقصف بالأسلحة المحرمة دوليا بما في ذلك القنابل العنقودية وبعد سنة من تلك الجريمة قامت أروبا بمكافئة إسرائيل عن طريق ضمها إلى الإتحاد الأروبي . ومن المفارقات أن العالم وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي صمت إزاء المجازر الإسرائيلية في لبنان لكنه اجتمع في ظرف قياسي بعد اغتيال الحريري بل وترك جلساته مفتوحة منذ ذلك الوقت على نفس الملف. فأين ضمير العالم وأخلاقه؟ بل هل للعالم أخلاق أصلا؟؟
إن غزة بحاجة إلى طائرات محملة بمشاعر الإيباء العربي والنخوة .. وهذا ما نفتقده مع الأسف بعدما فقدنا نحن العلم وأخلاقنا