| الصورة | |
|
+7الساحر @ العــــــنيــد @ مجلة العرب الثقافية سهران صــــــادق فدووش نعيمة شلبية كراغل 11 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نعيمة شلبية كراغل .
عدد المشاركات : 4 العـــــــمر : 67 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 02/01/2009
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: الصورة الثلاثاء يناير 06, 2009 9:17 am | |
| الصورة ( قصة قصيرة ) مَدّتْ سميحةُ يدها إلى الجيب العلوي، لصدرية زوجها لتتأكّد من خلو الجيوب قبل عملية الغسيل، ولكن يدها هذه المرّة لم تخرج فارغة؛ لقد أخرجتْ صورة لفتاةٍ آيةٍ في الجمال، تأملتها قليلا ثمّ نظرت في ظهر الصورة علّها تجد اسما لصاحبة الصورة، ولكنها لم تجد شيئا مكتوبا. أعادت النظر في الصورة مرّة أخرى، ولكن وفي هذه المرة، بدأت تتزاحم مجموعةٌ من الأسئلة في مخيلتها لِمنْ تكون هذه الصورة؟ ومتى تواجدتْ في هذا الجيب؟ لعلّ المدةَ قصيرةٌ ؟ وربما كانت طويلة، ومن يدري؟ لا أحد يعرف الإجابة إلاّ زوجُها صالح، لقد أجزمت بأن في الأمر سرّاً. ولا بدّ من معرفته. فثارت ثائرتها، وأنهضت الدنيا ولم تُقعدها. لقد اكتشفت الخيانة الكبرى، لقد اكتشفت بأنّ صالحا يخونُها، وأنّ له علاقةَ حبّ تربطه بهذه الفتاة، وطارت بأفكارها إلى عوالمَ لا يعرفها إلاّ الله. ثم أقسمت أن تعرف الحقيقة مهما كان الأمر. ثمّ أجهشت بالبكاء فبكت طويلا وكيف لا تبكي وقد رأت الصورة بعينيها، فنفسُها الضيقة لم تستطع أن تستوعب الأمر العظيم، الذي استُحدِث في مثل هذا الوقت من الزمن، لقد تعجبت، كيف يحصل لها هذا بعد عشرين عاما من الزواج؟ وبعد أن أنجبت أربعة من البنين والبنات؟.. كيف يحصل، وبناتُها وأبناؤها، على وشك الزواج.. حاولتْ أن تتحكم في أعصابها حينما دخل صالح، ولكنها لم تستطع. لقد حيّاها كما تعوّد أن يحييها، ولكنها لم تُجب. فسألها عن حالتها الصحية، قائلا: ما بك؟ إني أرى وجهَكِ متجهّما، ما ذا حدث؟ هل حصل شيء للأولاد؟ هل أصابكِ مكروه؟ أجيبي، لقد أفجعتني.. فأجابت بصوت ممزوج بالبكاء أنا التي حصل لها أمر عجيب وغريب.. توقفتْ عن الكلام قليلا، ثم قالت: أتخونني يا صالح بعد عمر طويل قضيتُه معك؟ وأنا المغفلة التي لا تعرف رأسها من رجليها، ظننتُ أنني سعيدةٌ معك، وظننتك سعيدا معي ولكن وفي نهاية المطاف اكتشفتُ حقيقتك، أيها الخائن.. اندهش صالح، وهو يسمع هذا الكلام الذي ما سمعه، ولا سمع شبيهاً له منذ زواجه منها. فردّ مستغربا ! ما هذا الذي أسمعه؟ هل أصابك مسٌّ من الجنّ؟ أم ماذا؟ ! . فقالت بعد أن أرته الصورة: وهذه، من تكون؟ وما علاقتها بك؟ لقد اكتشفتك، عن طريق الصدفة، وأنا الساذجة التي تصدّق كلَّ ما يُقال لها. كم قلتَ لي : لا أقبلُ عنكِ بديلا، ولا أرغب في امرأة أخرى سواك. هاهي حقيقتك قد انكشفت. قل لي من تكون؟ وأين تسكن؟ ومتى تعرّفتَ عليها؟ أو قل متى تزوجتها، أيها الخائن؟. نظرَ صالح إلى الصورة باستغراب، وبدهشة كبيرة، وهو مقطّب الجبين متسائلا : مَن تكون صاحبة هذه الصورة؟ ! ثم أجاب: إني لا أعرفها. والله لا أعرفها.. أين وجدتِها؟ أنتِ تُلفّقين لي تهمةً أنا بريء منها. ثم كيف تشُكِّين في إخلاصي لكِ، بعد العشرة الطويلة وبعد أن تقاسمنا الحلو والمرّ، وبعد أن أصبح أبناؤنا وبناتنا رجالا ونساء؟.. وألحّ صالح على معرفة سرّ هذه الصورة. قائلا: أخبريني، أين وجدتِها؟ فأخبرته بذلك. فتساءل في نفسه، هل وَضَعها أحدٌ يريد الشّرّ لهذه العائلة المثالية المنسجمة؟ أم ماذا ؟.. ثم تساءل في نفسه: مَنِ المستفيد مِن هذه الفتنة الكبرى؟ سؤال حيّر صالحا، كما حيّر زوجته سميحة. هذه الأخيرة التي طلبت الطلاق دفعة واحدة. مما جعل صالحا يُصدم بصدمة، هي أشبه بصدمة التيار الكهربائي العالي القوة. فاستغرب الطلب، كما استغرب التسرُّع في فقْد زوجته الثقةَ منه بهذه السرعة. إنه لأمرٌ يبعث عن الدهشة والاستغراب في آن واحد ! .. رجع صالح إلى نفسه فهدّا من روعها، كما حاول تهدئة زوجته طالبا منها، أن يبحثا عن الحقيقة سويّاً. ولكنها رفضتْ وطلبتْ منه ألاّ يكلّمها بعد اليوم، وأنها مصرّةٌ على الطلاق مهما يكن من أمر فالدليل بيدها كما تقول.. مرّ ثلاثة أشهر على الحادثة، وصالح وزوجته، يعيشان كالغريبين عن بعضهما، وكان صالح يحاول المرّة تِلو الأخرى إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه، لكنَّ تعنُّت سميحة حالَ دون تحقيق ذلك.. بينما كان صالح مستلقٍ على سريره يسبح بخياله في فضاء لا نهاية له، حيث استرجع تلك الأيام التي كان الحبور، فيها يغمر البيت، وأيام السعادة التي كانت تملأ فضاء المنزل المتواضع، الذي كان صالح وسميحة يريانه قصرا ليس له مثيل. ثم تساءل في نفسه: أين ذلك الدفء العائلي؟ وأين تلك المحبة المتبادلة بين جميع أفراد تلك الأسرة الصغيرة ؟.. تنهّد صالح لينفّس عن نفسه، من خلال تلك الزفرة الهائلة. وبينما هو كذلك، وإذا بجرس الباب يرنّ، نهض صالح متثاقلا، وفتح الباب بنوع من الكسل، وبلون من الملل. وإذا بجاره (عمّار) يسلّم ويدعوه إلى الخارج، ليطلب منه التوسط لدى ابن عمّ زوجته مراد أستاذ مادة الفيزياء؛ ليُقدّم لأبنته دروسَ دعمٍ، لأنها مرشحة للبكالوريا هذا العام. فوعده بذلك، ورجع إلى سريره من جديد.. لم تمض بضع دقائق حتى نهض بسرعة البرق، بعد أن ضرب كفّيه ببعضهما وقال: مراد أين أنت يا مراد؟. لبس حذاءه، بسرعة البرق، وخرج مسرعا في اتجاه بيت مراد فهو يريد أن يصل بسرعة، إنه يريد أن تُطبق الأرض ليصل إلى بيت مراد. لأن فانوس الأمل قد لاح بريقه.. دقّ الجرس، فُتح الباب... سلّم وطلب مرادا، فلم يجده بالبيت.. مراد في العمل بالثانوية... متى يرجع؟ سأعود حينما يكون موجودا، أخبروه بأني أُريده لضرورة قُصوى. وعاد مراد.. وعاود صالح الكرّة في المساء؛ فسلّم على مراد ودخل، ثم طلب من مراد الخروج، لأنه يريده في أمرِ مستعجل وخطير. فاندهش مراد، وسأل صالحا : ما الأمر؟ فلم يُجبه، واكتفى بقوله : سأخبرك خارج البيت... وفي المقهى المجاور جلسا معا، وإذا بصالح ينفجر بكاءً، وقال: يا أخي يا مراد، أنا في ورطة كبيرة جدا، ولا مُخلّص لي منها إلاّ أنت.. فازداد مراد حيرة، وطلب من صالح أن يكف عن البكاء ليفهم منه ما هي هذه الورطة؟ .. مسح صالح عينيه بمنديله، وراح يُحدّث مرادا: أتتذكّر ذلك اليوم الذي كنّا نسير فيه وسط المدينة، حينما مررنا بالقرب من ذلك المصور الفوتوغرافي؟.. وهل تتذكّر حينما انحنيتُ لألتقط تلك الصورة التي وضعتُها في الجيب العلويّ للصدرية؟ تلك الصورة لتلك الشابة الجميلة؟ وهل تتذكّر حينما قلتُ لك ساعتها: هذه الصورة، ربما سقطتْ من صاحبتها؛ وإذا قُدِّر وأنْ وجدها بعض الشباب الطائش، لاستخدمها استخداما سيئا في حقّها؟. أجاب مراد: نعم، إني أتذكّر ذلك جيدا. ولكن هذا الأمر قد مرّ عليه من الوقت ثلاثة شهور. فلماذا تُذكّرني به اليوم؟.. فأخبره صالح بالحقيقة المرّة، التي أفرزها تواجُد تلك الصورة المشؤومة في جيب صدريته؛ والتي نسيها هناك، ولم يقرأ حسابا لِما سيحدُث..عثرتْ عليها زوجتي وهي تهمّ بغسل الصدرية، فحدث ما حدث، ومنذ أن وجدتْها؛ ونحن نعيش أشبه بالمطلقيْن، وأنّ حياتَنا استحالت إلى جحيم، وكنتُ قد نسيتك يا أخي يا مراد تماما وما تذكّرتك إلاّ حين جاء جاري، يطلب مني التوسط لديك لتساعد ابنته بدروس دعم في مادة الفيزباء. ساعتها فقط تذكّرت بأنك كنتَ معي ولذا جئتك، لتكون معي شاهدا، لأن زوجتي تثق فيك ثقة عمياء وهي تحترمك كثيرا. فلنذهب إليها معا، لعلّها تُصدّقك وينتهي هذا الكابوس الذي كاد يؤدي بنا إلى الطلاق، وربما إلى خراب بيتنا ومن يدري؟. لمّا سمع مراد القصة، تعجّب كثيرا ! ثم وافق على مصاحبته، والإدلاء بشهادته، أمام ابنة عمّه. وبسرعة البرق توجها إلى بيت صالح.. دخلا فسلّما.. فاستغربت سميحة ابنة عمّ مراد هذه الزيارة، لأن مرادا لم يتعوّد زيارتها فطلب قهوة، وغَداءً. ففرحت بذلك أيّما فرح، وأجهدت نفسها فقدّمت كلّ ما تستطيع تقديمه، لهذا الضيف العزيز عليها، والذي لم يزرها منذ ما يزيد عن عشرين سنة.. انتهى الكلّ من الأكل، وانصرف الأولاد كلٌّ إلى وِجهته . وبقي الثلاثة. فتوجه مراد بسؤال لسميحة: هل علمتِ لماذا زرتكِ اليوم؟ فأجابت بالنفي. فقال لها لقد جئتُ من أجل تلك الصورة المشؤومة التي كادت تقضي على حياتكما الزوجية. وأظنك تثقين في، وإلاّ ما جئت إليك. قالت: نعم ، أثق فيك، وأنت تعلم ذلك. وساعتها قصّ عليها قصة الصورة. فضحكت سميحة ملء شدقيها، وكيف لا؟ وهي التي صامت نفسها عن الضحك لمدة طويلة، وضحك صالح ضحكة تنِمُ عن الفرحة العارمة.. وضحك مراد هو الآخر، وأردف قائلا: من حسن حظكما أني كنتُ صاحب ذاكرة قوية، وإلاّ حدث ما لم يكن في الحسبان. ثم وجّه كلامه لسميحة: لا تتسرعي في الأحكام يا سميحة، فالتسرّع يؤدي إلى نتائج عكسية، وغير منتظرة. ثم هنّأهما على عودة المودّة والمحبة، وتمنى لهما حياة سعيدة، وودعهما قافلا إلى بيته، ولذة النشوة بهذا الصنيع تملأ كيانه.. وانتهت المأساة وعاد كل شيء كما كان.. نعيمة شلبية كراغل | |
|
| |
فدووش
مشرفة المجلة الفنية
عدد المشاركات : 5292 الدولـــــة : نقـــــــاط : 44 تاريخ التسجـيل : 06/05/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (1/1)
| موضوع: رد: الصورة الثلاثاء يناير 06, 2009 12:07 pm | |
| يعطيكي العافيه | |
|
| |
صــــــادق .
عدد المشاركات : 11958 العـــــــمر : 114 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 82 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الصورة الثلاثاء يناير 06, 2009 12:47 pm | |
| قصه رائعه اخت نعيمه يعطيك الف عافيه. وان كانت القصه من كتابتك الشخصيه الرجاء راسليني على بريدي واعلميني لانني رايت القصه مزيله بإمضائك الشخصي عندها سوف اضعها في خانة المواضيع الحصريه تحياتي | |
|
| |
سهران .
عدد المشاركات : 54 نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: الصورة الأربعاء يناير 07, 2009 11:01 pm | |
| قصة رائعه جدا | |
|
| |
مجلة العرب الثقافية .
عدد المشاركات : 24244 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 163 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الصورة الخميس يناير 08, 2009 12:35 am | |
| | |
|
| |
@ العــــــنيــد @ .
عدد المشاركات : 137 العـــــــمر : 47 الدولـــــة : نقـــــــاط : 4 تاريخ التسجـيل : 18/07/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الصورة الخميس يناير 08, 2009 12:53 pm | |
| قصه لطيفه | |
|
| |
الساحر .
عدد المشاركات : 315 نقـــــــاط : 83 تاريخ التسجـيل : 13/05/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الصورة الخميس يناير 29, 2009 12:02 pm | |
| رائعه | |
|
| |
السعودية .
عدد المشاركات : 245 العـــــــمر : 47 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 68 تاريخ التسجـيل : 08/11/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الصورة السبت يناير 31, 2009 12:44 pm | |
| | |
|
| |
zamba2a .
عدد المشاركات : 2405 العـــــــمر : 103 الدولـــــة : نقـــــــاط : 2371 تاريخ التسجـيل : 05/05/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (1/1)
| |
| |
الكاتبه .
عدد المشاركات : 389 العـــــــمر : 35 الدولـــــة : نقـــــــاط : 44 تاريخ التسجـيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: الصورة الثلاثاء مارس 03, 2009 10:47 pm | |
| | |
|
| |
il LeeNa li .
عدد المشاركات : 545 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 194 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: الصورة الإثنين مارس 30, 2009 5:23 am | |
| | |
|
| |
| الصورة | |
|