[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كتب الأستاذ يسرى الفخرانى منذ فترة بجريدة عين ساخرا من الدعاية المفرطة لفيلم ليلة البيبى دول أنه يخاف على كل فيلم يفرط صناعة في الدعاية له ويشعر أن النتيجة لن تكون في صالحهم .. وفيما بدا منه قراءة للطالع تحققت نبؤة الفخرانى فجاء فيلم ليلة البيبى دول فيلما هزيلاً بسيناريو ضعيف ومفكك ومشاهد غير مترابطة لا مبرر لها وحوارات طويلة جداً بأكثر من اللازم وبشكل بدا اقرب للتقارير الإخبارية وبإسراف في لقطات الفلاش باك بأكثر مما تحتمله أحداث الفيلم بالإضافة لعدد من الأفيهات الجنسية السيئة جداً .. والتي مللنا الحديث عن رفضها من قبل ..
ومع احترامنا لاسم الراحل عبد الحي أديب والذي يعد فيلمه هذا أخر ما كتب وأول كتاباته في سياسية في مفارقة هي الأعجب لأنه مجال بعيد كل البعد عن مجاله المعتاد في كتابة الأفلام الاجتماعية .. إلا أنه جاء سيناريو ساذجا جداً أو يفترض في مشاهديه سذاجة أشد .. وسذاجة السيناريو تعددت في افتعال أحداث كثيرة غير منطقية ومشاهدة كثيرة غير مبررة كان أبرزها هو افتقاد شخصية حسام "محمود عبد العزيز" الخبير السياحي الذي جاء من أمريكا فجأة بعد غياب عام كامل في العمل وعلاج العقم لمكان يقضى فيه مع زوجته "سلاف فواخرجى" ليلة حب بعدما قامت ببيع شقتهم فجأة أيضاً .. وفي حين تكون أقصى أمنيه له هي قضاء ليلة مع زوجته يفشل في تحقيق هذا وكأن القاهرة بكل فنادقها قد ضاقت بهم وهم الأثرياء المالكين لرغد الحياة في الوقت الذي أصابتنا فيه سلاف بالملل طوال الفيلم من أن هرموناتها مضطربة..!!
وفى الوقت التي تستبدل فيه حقيبة حسام دون قصد مع حقيبة المجرم الإرهابي عوضين الأسيوطي "نور الشريف" لتشابههم داخل الفندق يفقد كل منهم مأربه في الحقيبة فيفقد حسام (البيبى دول) الذي أتى به هدية لزوجته ويفقد عوضين الريموت كنترول الذي يتحكم من خلاله في قنبلة زرعها في الفندق ليفجرها لوجود وفد أمريكي به فيه شخصية له معها ثأر شخصي قديم .. فيما لا نفهم كيف زرع القنبلة بالفندق أصلا ..!!
ثم يبدوا الإفراط في السذاجة حين يصور لنا الفلاش باك سبب عقدة عوضين الأسيوطي التي حولته إلى إرهابي دولي صاحب منظمة إرهابية عالمية تسعى أمريكا للقضاء عليها وترصد مكافأة كبيرة لمن يدل على زعيمها ..!!
وهو أن عوضين الصحفي سابقا قد سجن في سجن أبو غريب بالعراق وعذب بأقصى وسائل التعذيب ثم كانت المتمة في بتر عضوه الذكرى على يد مجندة أمريكية ورغم أن الجنرال الأمريكي الذي كان يشرف على معتقل أبو غريب "جميل راتب" قد جاءه في اللحظات الأخيرة ليمنع المزيد من تعذيبه بل ويفرج عنه إلا أن عوضين جعله هو المسئول الأول عن ما حدث له وجعل من هدف الثأر منه هدف منظمته الأول لنفهم بعدها أنه نفسه رجل الأعمال الأمريكي الذي جاء مع الوفد الأمريكي المسئول عنه حسام إلى الفندق فيما بدا أنه افتقاد لهدف سامي تقوم عليه المنظمة الإرهابية كتحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل مثلا .. وهو الإسقاط الذي قد يعنى أن المقاومة إرهاب بالفعل وأنها بلا عقل تزن به الأمور..!!
ومن المدهش أن نعلم من الفلاش باك أيضا بقصة حب قديمة وعجيبة لعوضين مع فتاة يهودية ذات أصول مصرية هي ليلى خور "غادة عبد الرازق" وقد فرقتهم الأيام واجتمعا في العراق وأثناء الغزو الأمريكي لها ثم يتفقا على الزواج لكن ليلى خور والتي بدت في المشهد ترتدي نجمة داوود أي أنها من أنصار المشروع الصهيوني تطلب من عوضين مهلة شهر لأنها ذاهبة إلى غزة للمشاركة مع الإسرائيليين في منع الفلسطينيين من إقامة دولتهم ..!!
ثم نراها بعد ذلك وقد انقلبت وجهة نظرها 180 درجة لنجدها تقف في غزة تدافع عن الفلسطينيين وحول رقبتها الشال الفلسطيني حتى تقتل على يد الإسرائيليين تحت عجلات إحدى الدبابات ..
وبينما تترأس سارة شرودر " ليلى علوي " مؤتمرا للسلام والحوار بين الشعوب في القاهرة ويتم إحراجها فيه وإلقاء تهم الدنيا كلها على الرئيس بوش وحده نجدها في مشهد آخر في حوار بيزنس يجمعها مع رجل الأعمال المصري وعضو مجلس الشعب "عزت أبو عوف" ومع زميله حسام أمام الجنرال المتقاعد جميل راتب ثم تدور حوارات مطولة عن الصراع العربي الإسرائيلي يعقبها حوار يجمعها مع محمود عبد العزيز يتخلله مشهد فلاش باك يأصل لفكرة الهولوكست ضد اليهود ورغم أن المشهد كتب في نهايته أن محارق الهولوكست حرق فيه خمسة ملايين شخص من المسيحيين واليهود ومن ديانات أخرى إلا أن المشهد لم يصور لنا إلا أشخاص يتردون بيجامات عليها نجمة داوود وبينهم نساء وأطفال وكأنه تأكيد على حرق اليهود في محارق الهولوكست بشكل عام وليس حرق الطابور الخامس من العملاء والجواسيس كما يقول المؤرخون ..!!
وتأتى نهاية الفيلم بأسلوب ركيك خالي من المنطقية يُظهر "محمود حميدة" كضابط يقاتل بشراسة ضد الإرهاب رغم كبر سنه فيطارد عوضين الإرهابي في مشهد ساذج داخل الفندق ثم يفر منه ليرشدهم عليه السائق الذي كان برفقته طوال الوقت داخل التاكسي الخاص به والذي يلعب دوره أحمد مكي (في دور مميز له) ليجدوه بعد ذلك في فندق بحي الحسين يقطن فيه رفيق عمر عوضين "جمال سليمان" سائق تاكسي العاصمة والذي يقتله عوضين لأنه كشف سره وجرد الريموت كنترول المتحكم في القنبلة من بطارياته حتى ينتهي الفيلم بمشهد يأسر فيه عوضين حسام مطالبا برأس الجنرال الأمريكي ليطلق سراحه لكن تسبقه قدرة حميدة على النيشان فيقتله بعدة رصاصات متتالية تخترق رأسه وقلبه ..
ورغم أن حدوته الفيلم كان يمكن أن تقدم قصة بوليسية جيدة إلا أن صناع الفيلم فشلوا في هذا لإفراطهم في الحوارات الجانبية التي جاء أغلبها داخل السيارات وكذلك الإفراط في مشاهد الفلاش باك والتي جاءت بعضها دون سابق إنذار لنفقد القدرة على تحديد من الذي يتذكر ..
ولعل كل الأبطال قد لعبوا أدوارهم بشكل نمطي لم يضيف لهم جديد باستثناء محمود عبد العزيز الذي قدم حالة كوميدية مميزة وإن أفرط أيضا في الايفهات الجنسية التي لا مبرر لها أو يمكن الاستعاضة عنها بكلمات أكثر حياءً
ومن عجائب الفيلم أيضا هو تبادل الأدوار الواقعية ليعلب جمال سليمان السوري دور سائق تاكسي مصري في حين يلعب محمود الجندي دور سائق سيارة نقل عراقي مع الإفراط في الحديث عن وحده العراق وفضل صدام عليهم وتمنى عودة أيامه التي رغم هوانها إلا أنها أفضل بالنسبة له من الاحتلال الأمريكي ..!!
وبشكل عام فقد الفيلم القدرة على ربط الأحداث ببعضها بشكل جيد فإذا كانت الأحداث كلها تدور في ليلة واحدة فنحن لم نشعر بهذا كما أن تسمية الفيلم رغم أنها عبرت عن أحد أبطال الفيلم ورغبته في قضاء ليلة مع زوجته إلا أنها تسمية بعيدة كل البعد عن ما زخرت به أحداث الفيلم ولا تليق للتعبير عن القضايا المفترض فيه تبنيه لها ..!!
موضوع: ليلة سيئة في ليلة البيبى دول ..!!0 
الجمعة أغسطس 22, 2008 7:04 am
كويــــــــــــــــن
