الحلقات الأولي من المسلسلات تحولت إلي سرادقات عزاء وتنافس علي الصراخ والعويل والبكاء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الملاحظة التي تجمع بين أغلب المسلسلات الرمضانية خاصة في حلقاتها الأولي حتي الآن هي ذلك التنافس علي النكد والبكاء والصراخ والعويل، وهذه الحالة لا تتوقف عند مشهد أو اثنين لهما ضرورة درامية، بل هي حالة عامة في الحلقات تدعمها الموسيقي التصويرية الحزينة في خلفية الأحداث، وبالإضافة إلي حالات الوفاة والحداد التي تحفل بها هذه المسلسلات، يغلب علي كثير من أداء الممثلين حالة التمثيل ونطق الحوار والبكاء والنحيب في ذات الوقت،

وربما يكون مسلسل «قصة الأمس» من أكثر المسلسلات التي تحفل بمباريات في البكاء بين «الهام شاهين» و«ميرنا وليد» وأحيانا «مصطفي فهمي» أيضاً.. الأولي ابنها مصاب في حادث سيارة خطير والثانية مات زوجها، ويمارس «سعد الدالي» انتقامه علي خلفية من النكد والحزن علي ابنه القتيل وابنته وزوجة ابنته المريضتين، بالاضافة إلي الإلحاح الدائم بمشهد قتل الابن الذي شبع اعادة وفلاش باك في الجزء الأول، ويظل مسلسل «ناصر» ولأكثر من حلقة في حالة نكد غير عادية وهو يصف ميلاد الزعيم «جمال عبد الناصر» في حي باكوس بالإسكندرية وسط ظروف فقر والديه، والتي تتسبب في أن يترك الوالد ابنه لأخيه موظف الأوقاف الذي لا ينجب، وتظل أم الطفل «جمال عبد الناصر»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] التي تقوم بدورها الممثلة «وفاء عامر» في حالة حزن دائم، وبداية من تصوير المسلسل للحظات ألم الولادة إلي حزن الأم ونكدها الدائم وبكائها الدائم علي فراق ابنها، وانتهاءً بوفاتها بعد ولادة ابنها الرابع «شوقي»، ولكن النكد لم يكن في الحقيقة في شخصية السيدة «فهيمة» والدة الزعيم جمال عبد الناصر فقط، فقد اختير الطفل الذي قام بتجسيد شخصية الطفل «جمال عبد الناصر» جاد الملامح بصورة مبالغ فيها، وهي جدية لا تليق بطفل مهما كانت ظروفه، فالفتي لا يضحك أو يلعب مع أقرانه، وحتي الطفلة جارته التي قام بإهدائها بالون في يوم عيد، قامت سيارة عسكري إنجليزي مسرعة بدهسها أمامه، وبغض النظر عن صدق هذه الأحداث تاريخياً من عدمه، فان الحالة النكدية الدرامية ظللت أحداث الحلقات الأولي من المسلسل بصورة جعلت نشأة الزعيم تبدأ درامياً بصورة كئيبة للغاية.

مسلسل «في أيد أمينة» لا يخيب ظن المشاهدين في تقديم قدر لا بأس به من النكد التليفزيوني، فبالإضافة إلي شخصية «نوال» التي تقوم بها نشوي مصطفي وهي أم خطف ابنها الصغير وتبحث عنه في الشوارع بصورة مثيرة للمشاعر، يقوم المسلسل منذ مشاهده الأولي بتعريض البطلة وهي صحفية جريئة إلي الخطف من قبل رجل أعمال فاسد وإلي التعرض إلي وابل من الرصاص في المكان الذي خطفت فيه من قبل أفراد عصابة تعادي رجل الأعمال، وينتهي بها الأمر في المستشفي مصابة، ثم تعاجلها الأقدار بعد ذلك بدخولها غرفة نومها لتجد زوجها يخونها مع عشيقته، ويحدث كل هذا النكد في أول حلقتين فقط من المسلسل.. ربنا يستر علي الباقي!