«في أيد أمينة».. عمل غير أمين درامياً وموسيقاه التصويرية مسروقة من فيلم 300

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يروج صناع مسلسل «في ايد أمينة» إخراج «محمد عزيزية» لقضية المسلسل الهامة قبل بداية عرضه بكثير من الخطب والطنطنة الرنانة عن أهمية موضوعه، حيث يتناول قضية أطفال الشوارع التي قدمت في أكثر من عمل تليفزيوني وسينمائي سابق بفشل ذريع بسبب السرد الدرامي غير الدقيق، وعدم وجود شكل فني درامي يدعم ويحتوي القضية مما يحولها في النهاية إلي حكاية خبرية سطحية لا تدعمها الحقائق وتنقصها المشاعر الصادقة،

ويحاول المسلسل بشتي الطرق في حلقاته تناول القضية من عدة زاويا تتعلق بالتربية الملائمة للأطفال وعمالة الأطفال، وأيضاً خطف الأطفال وتجارة الأعضاء، وليس من المبكر الحكم علي دراما المسلسل بانها شديدة الاصطناع والسذاجة، وتفتقد للمصداقية، فشخصيات العمل الرئيسية مرسومة بصورة سطحية للغاية، حيث تظهر «أمينة» الصحفية بجريدة الأيام شخصية شديدة المثالية ثورية متمردة، وهي دائماً الشخص المدافع عن الحق ومن حولها ضعفاء أو خونة أو يعانون اللامبالاة، وفي أفضل الأحوال تابعين لها، وحتي الطفلة التي قدمها المسلسل علي انها خادمة ملامحها وهيئتها أقرب إلي بنت ناس ميسوري الحال تدعي أنها فقيرة!

رغم أن فكرة المسلسل حتي الآن لم تتطور مع كم الثرثرة التي يقوم بها المسلسل لزوم حشو ثلاثين حلقة، الا أن أكثر الأمور الملحوظة أن تنفيذ العمل لم يكن أميناً مثل المبدأ الذي يدعو اليه، فهناك حالة من الاستسهال في تنفيذ العمل وأيضاً المبالغة في بعض تفاصيل حبكة المسلسل، وأكثر الأمور الملفتة للنظر أن المسلسل المصنوع أساساً للوعظ والحض علي الأخلاق الحميدة قام بسرقة الموسيقي التصويرية لفيلم 300 وهي الموسيقي التي قام بتأليفها الموسيقار الأمريكي المعروف «تايلور بيتس» وحصل عنها علي جائزة BMI لأفضل موسيقي تصويرية، وهي من الأعمال التي حظيت بشهرة كبيرة، وقد تم استخدام المقطوعات الموسيقية المميزة للفيلم في المشاهد المثيرة بالمسلسل عن طريق نقلها كما هي من أسطوانة الفيلم، ومنها مشهد في الحلقة الأولي حيث تم اختطاف الصحفية «أمينة» إلي وكر رجل أعمال يقوم باستيراد القمح المسرطن، وكانت الموسيقي الأمريكية خلفية المشهد الذي انتهي بدخول مجموعة من المجرمين بمدافع رشاشة لقتل رجل الأعمال وجميع من معه لمنع وصول أسطوانة عليها حقيقة موقف رجل الأعمال للصحفية التي أصيبت أيضاً أثناء عملية اطلاق النار، وفي مشهد آخر بالحلقة الخامسة تتعرض الصحفية «أمينة» لمحاولة اغتيال أخري حينما يظهر أمام سيارتها فجأة لوري ضخم تصطدم به، والمشهد كله يتم تصويره علي خلفية الموسيقي المميزة أيضاً من فيلم 300، وتحديداً المقطوعة التي تحمل عنوان No Mercy من الفيلم، ولم يتم اقتباس نوتة الفيلم وضمها ضمن موسيقي المسلسل، بل تمت سرقة المقطوعة الموسيقية من الفيلم الأمريكي كما هي رغم أن للمسلسل مؤلف للموسيقي التصويرية هو «محمد رحيم»! الذي قدم موسيقي تصويرية متواضعة للغاية تفتقد للتعبير العميق عن الأحداث وتعتمد علي عدد من التيمات الحزينة الكئيبة التي تعتمد علي دغدغة المشاعر.

وبخلاف ذلك يحفل المسلسل بالعديد من الاخطاء التي لا تعبر عن اي تدقيق أو مراعاة لعقلية المشاهدين، فالصحفية «أمينة» تتلقي ايميل به ملف فيديو يصور حادث السيارة الذي وقع لها، ومكتوب علي الملف الذي كانت تشاهده جملة تقول: «مش كل مرة.. تسلم الجرة.. لينا معاكي ميعاد تاني.. يا امينة درويش» ونفهم أن من دبروا الحادث قاموا بتصويره وأرسلوه لها علي الايميل لتهديدها، ومثل هذا الكليب المفترض انه مصور بكاميرا مخبئة وفي ظلام دامس في طريق مهجور، ولكنه كما ظهر علي شاشة اللاب توب تم تصويره بعدد من الكاميرات المختلفة من جميع الزوايا من بينها زاوية تصوير من أسفل سيارة النقل ومن خلفها وكانت الإضاءة واضحة تماماً والكلوزات وحركة الكاميرا متقنة بصورة بعيدة عن أي ارتجال أو اهتزاز أثناء التصوير الغير محترف، وكأن القاتل الذي دبر حادث الاصطدام أخذ معه فريقاً تليفزيونياً محترف في التصوير والاضاءة لمجرد تصوير الحادث، ثم قام بعملية مونتاج فنية متقنة للشريط الذي قام بتصويره لاخراج هذا الكليب الذي استخدمه في تهديد الصحفية، وهو أمر مستحيل ومضحك، ولا يدل سوي علي أن المخرج نقل مشهد الحادث كما قدمه فنياً علي شريط الحلقة واستخدمه ليبدو كما لو كان كليب تهديد تم تصويره علي عجل.

المسلسل شهد أداءا ضعيفا من الممثلين خاصة فريق الصحفيين الذين يلتفون دائماً حول «أمينة» دائماً بمبرر ودون مبرر، وهم دائماً ينقصهم الثقة بالنفس، ويتزعم هؤلاء الصحفيين المصور الصحفي «أشرف مصيلحي» الذي يقوم بدور كوميديان الجريدة، والذي يردد ايفيه «ازيك يا برنس» بصورة دائمة ومتكررة وسمجة، وهو ايفيه يردده بطريقة لا تقل سوءًا وسخفا عن ترديده ايفيه «علي راسي يا باشا» الذي ظل يردده إلي درجة الملل العام الماضي في مسلسل «قضية رأي مهم »، وهو رغم استظرافه الدائم المفروض انه مصور هام، ولكنه لا يقوم أبداً باستعمال الكاميرا بصورة صحيحة علي الاطلاق، وهي كلها أمور وأخطاء تؤكد أن الدراما لم تعد في ايد أمينة علي الاطلاق!