صلاة الفخراني وتحول غادة عادل ومشهد صامت لأحمد رزق.. أقوي ثلاثة مشاهد في مسلسلات رمضان حتي الآن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رغم كل العك الذي تحتوي عليه مسلسلات رمضان هذا العام، فإن أحداً لا يمكنه إنكار وجود محاولات عديدة ومستمرة من صناع هذه المسلسلات وأبطالها لتقديم أعمال متماسكة قد تدفع المشاهد أحياناً لأن يأخذ نفسا طويلا قائلا: «الله.. حلو قوي المشهد ده».. ثلاثة مشاهد فقط في ثلاثة مسلسلات مختلفة استطاع صناعها أن يصلوا بالمشاهدين لهذه المرحلة لتصبح هي المشاهد الأقوي في مسلسلات رمضان حتي الآن.. بل إن بعضها يعد من أقوي المشاهد في الدراما التليفزيونية بشكل عام.

المشهد الأول ليحيي الفخراني في مسلسل «شرف فتح الباب» وتحديدا ذلك المشهد الذي يحاول فيه أن يقيم الصلاة في منزله أكثر من مرة، لكنه يفشل في كل مرة بسبب انشغاله بالنظر للكراتين التي تحتوي علي «الفلوس الحرام»، فكلما قال: «الله أكبر»، وقعت عيناه علي الكراتين، فخرج من صلاته وغيّر مكانه، فتقع عيناه عليها مرة أخري، وفي كل مرة يحاول أن يرفع صوته أثناء التكبير لكي يندمج في الصلاة لكنه يفشل، ومن أجمل لقطات المشهد ذلك الذي ينشغل فيه الفخراني أثناء الصلاة بالتفكير -بصوت مسموع للمتفرج- في المبلغ. فقد أداه الفخراني بطبيعية تفوق الخيال. كذلك قدمت غادة عادل واحداً من أجمل مشاهد مسلسل «قلب ميت» حتي الآن، فقد استطاعت من خلاله أن تتحول من الانكسار للقوة في غمضة عين بشكل مفاجيء وطبيعي في الوقت نفسه، فأثناء وقوفها أمام المقاول وهي منكسرة في محاولة للعودة لعملها مرة أخري، اعترض أحد العمال في الموقع علي تصرفاتها محاولاً إقناع المقاول بألا يعطيها فرصة جديدة، بينما تقف هي صامتة تبدو نظرة المذلة واضحة في عينيها، حتي وصل العامل لجملة: «دي حتي سمعتها..» فلم تتركه بسمة «غادة عادل» أن يكمل جملته وانقضت عليه وهي تصيح بعد أن خلعت حذاءها لتضربه بها: «مالها سمعتي يا أبو لسان عايز قطعه من جدوره وحياة أهلي مانا سايباك»، فتحولت فجأة من فتاة منكسرة أمام لقمة العيش إلي وحش مفترس لمجرد أن الراجل جاب سيرة سمعتها.. فهي لا تملك سواها. «مسلسل هيما» أيضا كان من نصيبه واحد من أجمل مشاهد الدراما التليفزيونية، وهو مشهد صامت تماما استغرق علي الشاشة حوالي نصف دقيقة، المشهد يبدأ بأحمد رزق وهو يسير في الشارع ممسكًا في يده بشهادته الجامعية التي تسلمها لتوه من الكلية، فإذا بها تطير وتسقط علي الأرض وتتناقلها عجلات السيارات فتلقيها أمام الزبال الذي يكنسها مع القمامة فيأخذها طفل يلعب في الشارع ويطبقها بيده بشكل عشوائي ويلقيها في «صفيحة الزبالة».. كل هذا و«هيما» يتابع بعينيه مصير شهادته الجامعية و15 سنة كاملة قضاها في التعليم بعيون دامعة، وفي نهاية المشهد نجده يمد يده في الزبالة ليستردها مرة أخري في لقطة مأساوية تعبر عن أحلام الشباب الوردية وشهاداتهم الجامعية التي يتعبون للحصول عليها، والتي غالبا ما يكون مصيرها «صفيحة الزبالة»، وهو ما عبرت عنه الأغنية التي صاحبت المشهد والتي تقول كلماتها: عمرك يا هيما ضاع قصاد عينك.. ارمي حمولك علي الله وربنا يعينك».