بعد وصف رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أحداث غزة بكونها "انتصاراً إلهياً وإنسانياً"، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس عن "استشهاد 48 مجاهدا من أبطال كتائب الشهيد عز الدين القسام في المعارك البطولية" مقابل "ما لا يقل عن 80 جنديا إسرائيليا".
وأوضح الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، خلال مؤتمر صحافي بغزة، الاثنين 19-1-2009، أن "الصهاينة باعترافهم نفذوا 2500 غارة جوية، واستخدموا كل قواتهم الغاشمة ضد هذا القطاع الصغير في المساحة والمحاصر من كل مكان، وأعلنوا أنهم استنفدوا 50% من ذخيرة سلاح الجو، ولكنهم وجدوا من أسيادهم ومعلميهم من الأمريكان قتلة أطفال العراق وأفغانستان مددا بالسلاح أثناء الحرب".
وحول حجم خسائر العملية التي أطلقت عليها الكتائب "عملية الفرقان"، أوضح البيان "نزفّ إلى أبناء شعبنا وأمتنا استشهاد 48 مجاهداً من أبطال كتائب الشهيد عز الدين القسام، في المعارك البطولية الرائعة وغير المتكافئة التي خاضها أبطالنا ضد الجيش الهمجي الهزيل الذي حاول التغطية على فشله وهزيمته بارتكاب مجازر ضد المدنيين الأبرياء والعزل، ققصف من الجو بطائرات لا تستخدم إلا في الحروب بين الدول العظمى".
وأضاف: "رصدنا، وبكل دقة عمليات قتل 49 جنديا صهيونيا بشكل مباشر، وجرح المئات، فضلا عن العمليات التي لم تتم فيها مشاهدة القتلى بشكل مباشر، مثل عمليات قصف أماكن تجمع الجنود الصهاينة وعمليات قصفهم بالقذائف واستهداف الدبابات وقنص الجنود وغير ذلك.. وبالتالي فإن تقديراتنا أن عدد قتلى العدو لا يقل عن 80 جنديا في أرض المعركة".
وكانت إسرائيل ذكرت أنها قتلت 500 من مقاتلي الجناح السعكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال هجومها الذي بدأ في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
نصر إلهي
وسابقاً، وصف القيادي في حماس إسماعيل هنية ما شهدته غزة بأنه كان "انتصارا إلهيا وإنسانيا" وأنه "ليس انتصارا لفصيل" فلسطيني بعينه.
وأكد هنية في كلمة بثها تلفزيون (الأقصى) التابع لحماس، مساء أمس الأحد، في ثاني ظهور له منذ انطلاق العمليات الإسرائيلية بقطاع غزة قبل أكثر من 3 أسابيع، أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لم تحقق أهدافها وباءت بالفشل. وقال إن الفلسطينيين نجحوا في "وقف العدوان. والعدو فشل في تحقيق أي من أهدافه".
وقال "إننا في لحظة انتصار استراتيجي لنواصل الطريق لتحرير الأقصى والقدس".
هنية خلال خطابه التلفزيوني
وأدى الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما إلى مقتل 1300 فلسطيني على الأقل. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت السبت أن إسرائيل حققت أهدافها "بشكل كامل وأكثر من ذلك".
وأكد هنية تقديم مساعدات إغاثة عاجلة للمتضررين، مشيرا إلى أن "الحكومة (المقالة) ستقدم معونات عاجلة لكل الأسر الفلسطينية التي تهدمت منازلها". كما دعا إلى إرسال لجان تحقيق دولية إلى غزة للكشف عن "الجرائم الإسرائيلية" وتقديم قادة "الاحتلال" الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال إن "المقاومة قررت وقف إطلاق النار في غزة حتى ينسحب العدو بشكل كامل"، معتبراً أن "القرار يبرهن على أن المقاومة حكيمة ومسؤولة وتعمل من أجل مصلحة شعبنا".
كما دعا إلى إطلاق حوار داخلي يصل إلى "مصالحة وطنية، ويطوي صفحة الخلاف الداخلي". ووجه هنية التحية "للشهداء" والجرحى والمعتقلين.