أضواء على الإرشاد التربوي

_______هذه الرسالة ارسلة عبر بريد المجلة من الزائر المرشد التربوي سميح سلمان _______
أضواء على الإرشاد التربوي محتوى الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم أضواء على الإرشاد التربوي كثيراً ما يتساءل البعض عن طبيعة عمل المرشد التربوي داخل المدرسة، وكثيراً منهم قام بالاجتهاد في أفكاره دون محاولة منه لتوجيه سؤاله لذوي الاختصاص، مما جعل من تفسيراتهم فهم خاطئ لمهام المرشد التربوي في المدرسة، فقد فسر بعضهم عمل المرشد التربوي على أنه مقصور على التعامل مع الطلبة ذوي المشاكل المعقدة، ومنهم من فسره على أنه يتعامل مع مشاكل الطلبة العاطفية فقط، ومنهم من تمنى أن يكون مرشدا لأنه أكثرهم راحة حيث لا يوجد عليه عبء العمل الملقى على كاهل المعلم. لذا أصبح ضرورياً لكل العاملين في سلك التربية والتعليم والمهتمين أن يلموا بأهداف وجود المرشد التربوي في المدرسة، وبطبيعة القضايا التي يتعامل معها المرشد التربوي، حيث أن الهدف الرئيسي من إدخال عملية الإرشاد التربوي في المدارس هو المساعدة في تحقيق أفضل عائد تربوي ممكن، وذلك بالعمل على تحسين مستوى التحصيل الأكاديمي لدى الطالب من خلال مساعدته على إيجاد حلول للأمور التي قد تؤثر على أدائه ومستواه المدرسي، وتزويده بالطرق والأساليب التي تزيد من كفاءته الدراسية مثل : 1 – تزويده بالعادات الدراسية السليمة. 2 – زيادة قدرته على الانتباه والتركيز ومقاومة النسيان. 3 - التخفيف من حدة قلق الامتحانات . 4 – زيادة قدرته على التخطيط والتنظيم واستغلال الوقت بشكل جيد. 5 – مساعدته على الدراسة المبنية على الفهم والاستيعاب. 6 – إيجاد جو من التقارب النفسي ما بين المعلم والطالب. 7 – الحد من المشكلات التربوية والسلوكية كالفوضى، الغياب المتكرر، العدوان .......... الخ. ويستطيع المرشد التربوي تحقيق هذه الأهداف التربوية بأساليب مختلفة منها: 1 – حصص التوجيه الجمعي التي تعطى لكل صف على حدة وحسب حاجات الطلبة، حيث تتناول الموضوعات التي يحتاج لها معظم الطلبة داخل الصف في آن واحد. 2 – النشرات الإرشادية الصادرة عن المرشد التربوي أو عن أحد زملاءه في مدارس أخرى. 3 – المقابلات الفردية والتي تستهدف بعض الطلبة الذين تمتاز مشكلاتهم بالخصوصية، حيث يصبح من الضروري أن يستخدم المرشد التربوي اللقاءات الفردية للطالب حتى يستطيع التعرف على أسباب نشوء المشكلة لديه وقد يجد أن أسبابها : • اجتماعية ( أسرية ) مثل: التفكك الأسري، أو استخدام الطرق الخاطئة في التدريب ( القسوة، الدلال الزائد ................ الخ. • انفعالية مثل: ( الغيرة، الخوف، الخجل...........الخ. • تكوينية: تدني قدرات الطالب من ناحية وراثية. • صحية: المرض الجسمي. • أسباب ذات طابع خاص: منها المشكلات العاطفية التي يمر بها الطالب والتي بدورها تؤثر على مستواه الدراسي، هنا يقوم المرشد التربوي بالتعامل مع مثل هذه المشكلات بهدف تحسين مستوى الطالب الدراسي وهو الهدف الرئيسي الذي يسعى جاهداً لتحقيقه عند تعامله مع غالبية مشاكل الطلبة، فالمشكلات العاطفية لها تأثيرها الواضح على أداء الطلبة وخاصة في المراحل الأساسية العليا والثانوية والتي تمثل مرحلة نمائية حرجة يمر بها الطلبة (المراهقة)، ويتعامل المرشد التربوي معها كما يتعامل مع بقية المشكلات، فالمشكلات العاطفية لا تمثل إلا جزأً بسيطاً من القضايا التي يتعامل معها المرشد التربوي، وبالتالي فإنه يكون من ضمن مسؤوليات المرشد التربوي مساعدة الطالب على سلك الطريق الصحيح من خلال التوعية والتوجيه والإرشاد، وبالتأكيد لا توجد مدرسة تخلو من مشاكل دراسية لبعض الطلبة وهذه في الصورة الطبيعية، وبالتالي لا يمكن للمرشد التربوي أن يرى مثل هذه القضايا ولا يتعامل معها، فللمرشد التربوي أعماله المناطة به وواجباته وأهدافه التي يسعى لإنجازها بكل صدق وأمانة، ولا يتم ذلك إلا بتعاون متكامل ما بين المرشد التربوي في المدرسة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، وحيث أن أسلوب المرشد التربوي في التعامل مع الطلبة يختلف عن دور المعلم، فالمعلم لا يمكن أن يؤدي واجبه إلا من خلال دخوله الصف والتزامه ببرنامج الحصص المدرسية المقررة عليه، بينما يستطيع المرشد التربوي أن يؤدي واجبه ويقدم للطالب الخدمات الإرشادية بعدة طرق سواء من خلال دخوله الصف، أو كتابة النشرات الإرشادية، أو المقابلات الفردية، أو الجمعية، أو من خلال الاجتماعات مع الهيئة الإدارية والتدريسية، أو من خلال الندوات التي تستهدف الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين من قبل المرشد التربوي، فلكل منا مهامه ومسؤولياته التي يسعى لتحقيقها ولا يصح بأي حال من الأحوال التقليل من شأنها.......... وبالإخلاص والعمل نساهم في بناء جيل واع متميز معطاء. مع تحيات المرشد التربوي سميح سلمان