[center]
ضاقت النفس من قيود العقل المفروضة عليها,
فأرادت أن تصرفه عن مراقبتها للخلاص منه,,,
فقالت للعقل ما رأيك نعقد بيننا أتفاق؟؟
رد عليها قائلاً وما مضمون هذا الاتفاق؟؟
قالت بحسن نية, نفترق وكلاً يذهب لسبيله,
أنا أعمل ما أريد وأنت تفكر بما تشاء,,
فقال ولكن قد تجلب حريتك بعض الكوارث,
قالت كما أن تفكيرك قد يتسبب ببعض المتاهات,,
فقال أنتي تسقطين في مصائد الهوى,
فقالت وأنت قد تعتنق مناهج فاسدة,,,
فقال إذن نتفق على قاعدة لا ضرر ولا ضرار,,
فشعرت النفس بأنها قد نالت حريتها في الركض في صحراء
شهواتها دون رقيب يلجمها,,
فلم تترك شي إلا وأخذت نصيبها منه,,
وما هي إلا أيام أحس العقل بالدوران وكاد أن يفقد السيطرة
على التدبير,
فلم يعد يعرف كيف يفكر,,
فراح يكتب رسالة إلى النفس يسألها عن هذا الخلل,
فلم ترد عليه,,
فحاول أن يتصل بها,
فلم ترفع السماعة,,
فقال لابد أن أنزل إليها,
فنزل وبينما كان في طريقه مر بالعيون فرد عليها السلام,
فلم تجبه,,
فمر بالأنف وحاول أن يسأله,
فلم يكلمه,,
فمر باللسان وحاول أن يستنطقه,
فلزم الصمت,,,
فأحتار العقل وبدأ يسأل ما الذي حصل؟؟
فسمع هاتف من خلفه فإذا هي المسامع تقول أنت السبب
أنت السبب,,
فقال لماذا؟؟
فردت عليه عندما قبلت بالاتفاق,,
فأدرك بأنه قد أرتكب خطأ عندما رفع الحضر عن النفس,
وهي ألان قد استولت على الحواس وراحت تمرح وتسرح
في الرذائل,,,
فعاد إلى مكانه وبدأ يراجع حساباته,,
وكان عليه أن يتخذ بعض الخطوات لاسترداد سيطرته المفقودة,,
فراح يقنع العين بأن النظر إلى المحرمات يحرمها الاستمتاع
بالمناظر الجميلة,,
ومن العين أنتقل إلى الأنف وحذره من شم الروائح الكريهة
التي تفقده الروائح الزكية,,
وكذلك ذكر اللسان بأن الكلام القبيح يبعده عن قول الحق الصريح,,
ثم طرق المسامع ونهاها عن سماع الصخب الذي يمنعها
التلذذ بالأصوات الروحانية,,
]