الشخصية الفاسدة الشريرة هي التي تبني عليها الحبكة الدرامية أو«العقدة» في أي عمل درامي، ومن الملاحظات الملفتة للنظر في مسلسلات رمضان هذا العام هو قلة أو انعدام وجود الممثلاث النجمات في دور فاسد أو دور شر؛ لتقتصر هذه الأدوار فقط علي الممثلين وممثلات الصف الثاني، بينما نجمات الصف الأول يظهرن في صورة الملائكة والمناضلات اللاتي يتولين الدفاع عن الحق..
في مسلسل «شط إسكندرية» نجد لدينا «عزت أبو عوف» الذي يقوم بدور«اللول» وهو فتوة سابق، وحينما يتقدم به العمر يعمل لدي رجل الأعمال «عاصم الشربيني» - ممدوح عبد العليم- ويصبح رجل المهام الخفية والعمليات القذرة من بلطجة واعتداء، ليتم القبض عليه بعد ذلك في إحدي الجرائم بدلا من ممدوح عبد العليم الذي يعده بمنحه مبلغا كبيرا من المال بعد خروجه من السجن، لكنه يموت قبل أن يخرج من السجن. وفي مسلسل«هيما» نجد أسامة عباس عضو مجلس الشعب الفاسد، كذلك فهو عم هيما - أحمد رزق- والذي يبني ثروته بطريقة غامضة ويساعد رجل الأعمال إيهاب فهمي علي شراء أرض الجزيرة التي يدافع عنها أحمد رزق وأهله. أما في مسلسل «نسيم الروح» فنجد عثمان باشا -ويؤدي دوره أيمن زيدان- يحاول السيطرة علي المنطقة التي يعيش فيها، ويصطدم بأحمد راتب الفتوة الذي يحاول السيطرة علي أهالي المنطقة من جهة أخري. يحيي الفخراني في مسلسل «شرف فتح الباب» يقوم بدور الموظف أمين المخازن الذي يتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق ويواجه الفساد حتي يتم توريطه في قضية اختلاس، فيدخل السجن ويخرج، فينضم لمعسكر الأشرار، لينتقم ممن كانوا السبب في توريطه في قضية الاختلاس وعلي رأسهم أحمد خليل. أما هشام سليم فهو في مسلسل «في أيد أمينة» رئيس التحرير الذي يجهض محاولات الصحفية أمينة - يسرا - في تفجير قضية حقوق الطفل والتجارة بالأعضاء، حيث يعترض علي أهمية نشر مثل هذه الموضوعات التي لا تزيد من توزيع الجريدة من وجهة نظره، وهو مثال لرئيس التحرير الفاسد. أما مسلسل «بنت من الزمن ده»، فنجد «سامح»-ويقوم بدوره أحمد سعيد عبد الغني- وهو وزير فاسد يتحالف مع والده الأستاذ الجامعي الدكتور مأمون -أحمد خليل- الذي يستخدم الأبحاث المشتركة مع مؤسسات دولية في إقامة مشاريع مشبوهة، ويكتمل ثالوث الشر بـ«كاونا» -باسم سمرة - البلطجي الذي يستخدم العنف والبلطجة في كل المواقف التي يقابلها. عزت أبو عوف في الجزء الثاني من «الدالي» يقوم بدور«سليمان» رئيس شبكة المافيا الذي يقوم بأعمال مشبوهة، كذلك يستكمل خالد الدالي -أحمد صفوت- مسيرة الشر التي بدأها في الجزء الأول. في مسلسل «الفنار» نجد ياسر جلال الذي يقوم بدور«محروس» الشهير باسم «ابن الخائن»، فوالده كان بلطجيا يتعاون مع الإنجليز، ويأتي لهم بأخبار الفدائيين حتي قام مجموعة من الفدائيين بقتله ليسير هو علي درب أبيه ويخدم النظام الحاكم بعد الثورة. في مسلسل «دموع القمر» نجد شبكة مترابطة من الفساد يقودها يوسف فوزي زعيم المافيا الذي يحول الانتقام من مصر التي خرج منها مطرودا في الستينيات من خلال عمليات تخريب. هناك أيضا رجل الأعمال الفاسد هشام الذهبي -رياض الخولي- الذي يعمل مع المافيا ويمارس كل أنواع الفساد منها «القوادة» من خلال الملهي الليلي الذي يملكه ويوهم نور أنه تزوجها زواجا شرعيا لتكتشف فيما بعد أنه استأجر شخصا ليقوم بدور المأذون. أما «حاتم ذو الفقار» فيقوم بدور طبيب نفسي لديه مستشفي للأمراض العقلية والنفسية ويشارك رجل الأعمال هشام الذهبي في كل أعماله غير المشروعة. الفساد المتمثل في العمل مع المافيا نجده أيضا في مسلسل «قمر14»، حيث نجد كلاًّ من محمود قابيل وأحمد السعدني وسناء موزيان الذين يتعاونون مع المافيا ويتولون تنفيذ مشروعات اقتصادية تهدف لتخريب الاقتصاد بالإضافة إلي مجموعة من جرائم القتل. في مسلسل «جدار القلب» نجد لدينا رجل الأعمال الفاسد والمتهم بقتل زوجته -سمير صبري- ومحاميه-مصطفي فهمي- الذي يحاول رشوة الدكتورة كريمة -سميرة أحمد- من أجل كتابة تقرير طبي يشكك في قوي رئيسه العقلية كي يتم تبرئته من جريمة قتل زوجته. أما خالد محمود فيظهر طوال الأحداث في دور المخرج السينمائي الذي يحاول الإيقاع بالوجه الجديد «إيمي» ويتضح مع الأحداث أنه لم يكن شريرا، بل وقع في غرامها بالفعل. الشخصية الفاسدة قد تكون خفيفة الظل مثل محمد لطفي الذي يقوم بدور نصاب خفيف الظل ومدير مطعم المدرسة الذي يبتز كل من حوله وذلك في مسلسل «هاي سكول» بينما يقوم تامر بجاتو في المسلسل نفسه بدور مدرس الرياضيات الشرير الذي يحاول استغلال كل من حوله.