[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اصبح الطريق مفتوحا أمام تشغيل أضخم آلة للأبحاث في العالم وهي المعجل التصادمي الهائل الذي يسعى العلماء من ورائه لمحاكاة الانفجار العظيم الذي يعتقدون أنه أسفر عن الكون في صورته الحالية.
وسيتم خلال التجربة التي ستجرى اليوم وتم الإعداد لها على مدى سنوات إطلاق مئات الملايين من بروتونات الذرة وجزيئاتها في نفق بطول 27 كيلومترا تحت الأرض بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلم.
وينتج عن هذا كله 600 مليون تصادم بين الجزيئات في الثانية الواحدة ، ويؤدي كل واحد من هذا التصادم إلى انشطار آلاف الأجزاء من الجزيئات ، والتي يتم تسجيلها ورصدها تمهيدا للتعرف عليها.
وتبلغ تكلفة الـ"معجل هاردون التصادمي الهائل" ثلاثة مليارات يورو وسيبدأ تشغيله رسميا في الحادي والعشرين من تشرين الاول المقبل.
ويشرف مركز "كيرن" الأوروبي لأبحاث الجزيئات على المشروع الفريد والذي حطم كل الأرقام القياسية المعروفة في مجال أبحاث الفيزياء والأبحاث العلمية بشكل عام. وستكون تجربة محاكاة الانفجار العظيم غير مسبوقة في حجمها ونوعها. وحسب مركز كيرن فإن هذا المعجل هو أضخم آلة شيدها الإنسان على الإطلاق. وتبلغ درجة الحرارة داخل المعجل سالب 271,3 درجة مئوية أي أقل بقليل من درجة الحرارة في الكون الخارجي الذي تبلغ درجة الحرارة فيه سالب 270,4 درجة مئوية. وفي الوقت نفسه ستصبح درجة الحرارة عند انفجار الذرات داخل المعجل أكبر مئة ألف مرة منها في مركز الشمس.
وسيجبر مجال مغناطيسي أقوى مئة ألف مرة من المجال المغناطيسي للأرض الجزيئات على الانتظام في مدارها.
وستحتاج التجربة إلى 120 ميجاوات من التيار الكهربائي وهي نفس الكمية التي تحتاجها مدينة مثل جنيف التي يقارب عدد سكانها 160 ألف نسمة.
ومن المنتظر أن يتم التصادم بين بروتونات الذرة بسرعة الضوء تقريبا وأن تقطع 54211 دورة في الثانية في هذه الماسورة العملاقة تحت الأرض وستقطع مسافة 299780 كيلومتر في الثانية.
ومن المنتظر أن تجيب هذه الآلة على تساؤلات عظيمة بقدر عظم هذه الآلة الهائلة حيث ينتظر العلماء المشاركون في المشروع والذين يقدر عددهم بعدة آلاف أن يحصلوا على معلومات أساسية عن المادة السديمية وعن اللغز الذي طالما حيرهم بشأن كيفية تحول المادة إلى كتلة وكيفية تطور الكون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]