Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: أوراق الزمن الآتي الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:29 pm | |
| تائهة... تفترسني الحيرة. يلفني الخوف. تجتاحني رغبة للابتعاد. للهروب... ولكنني أظل ملتصقة بالكرسي. أتمنى لو أغلق عينيَّ وأموت، ولا أظلُ محملقة في وجهه. أمتص كالإسفنجة كل كلمة يقولها لأتضور ألماً تحت سياطها.. أعانق حزنه. ألثم كلماته. ألوب صامتة علّي أضم عينيه إلى قلبي وأبتعد. وأبقى عاجزة عن الحركة، مستسلمة لأنامل مجهولة تتحكم بي. حاول أَنْ يهبني ما اعتاد من حنان. أَنْ يحجب عن عينيَّ ما يعتمل في أعماقه فلم يستطع.قلت: مابك يا أدهم...قال: غاليه.. أم ابنتي تود العودة..تأملت وجهه وأعماقي تصرخ... تراني سأفقده...؟ـ أرسلتْ ابنتي ترجو..*سيعود الكون شاحباً كئيباً يا أدهم، ويعود للذكريات طعم المرارة والسقم. ـ تُراها أحست حقاً بقيمة ما فقدت أم. هو التحدي..؟*إنه حبٌ لم يعرف قلب كلينا أصدق منه. فكيف سيغدو مذاق الحياة بعد فراقك؟ـ أحقاً دعاها الواجب تجاه ابنتنا.. أم هي الأنانية؟كان حائراً لم يستطع امتلاك الحقيقة.. كل ما حصل عليه دعوة مفاجئة ملحَّة للعودة من زوجة كان ارتباطها به جحيماً. دعوة مغلَّفة بالحب، تذوب لهفة لنسيان الماضي، والتسامح لأجل ابنته.. أو هكذا تدَّعي. قال وعيناه تائهتان: كانت الحياة خاوية حتى التقيتك، وأحببتك حباً أكبر من طاقتي.. وطاقة الكلمات أن تعبر عنه، إنما....وقرأتُ في عينيه قرار إعدام لأجمل أمنية حققتها. كان الحزن يصرخ في عينيه، والقلق يعربد فيهما وهو يتساءل... لكنَّ حيرته تعني لي الكثير فأنا أحبه، وأعرف أنَّ الحقيقة التي يبحث عنها لن يحصل عليها، فمنذ أقفرت الدنيا حولي أيقنت أنني قد أقرع أبواب الكون كله، فألمس حقيقته، أجوس خلالها، وأرتوي حتى الثمالة. لكنني سأظل مسربلة بالعجز... ممزقة بعتمة الوهم، أهيم عبثاً للوصول إلى حقيقة ما يهمس في قلب إنسان على بعد شبر مني. تمنيت لو صرخت به قائلة: ـ أتعانق الأمل الكاذب يا أدهم، وتتوه في دوامة الحيرة من جديد..؟لكنني كنت أعلم أنَّ مجرد التساؤل كان يعني اتخاذ قرار... قراره هو... وليس لي الآن إلا أَنْ ألتجئ إلى الصمت وأمضي.. حين خرجتُ لأنضم إلى قطيع التائهين. اخترت الأماكن المزدحمة لتكون مأوى للأفكار التي تضج داخل رأسي، فوجوه المارة تُلهي...وجوه مجهدة محبطة تتوه إشارات الاستفهام حيرى في عيون بعضها، وإشارات التعجب في بعضها الآخر، وعيون تموج بالحزن، أو اللامبالاة، أو الغضب، وأخرى تصرخ بعبث الحياة، وأتساءل أين يمكن أن أرى وجهاً يرقص الفرح في عينيه. أيكون لهؤلاء عالم حدوده عالية.. عالية على أحزاننا، ومشاكلنا، وتشاؤمنا..؟تائهة والدروب تضيق… تهمي السماء رذاذاً منعشاً.."في ذلك اليوم. يوم التقيته في مطعم صغير في حي أبي رمانة كانت السماء تسقي الأرض العطشى، وأنا أعشق الانتماء للحياة، والمشاركة بها حين تمطر.. قال: قد لا تعرفين مَنْ أكون، لكنَّ قرابة ما تجمعنا..كانت عيناه تحتويانني وهو يعرِّفني بنفسه، ثم مضى وهو يقول سنلتقي... لم أدرك يومها أنَّ عينيه ستغدوان يومي وغدي، وتصبحان الشمس التي تشرق عليَّ كل صباح"... تائهة مسربلة بالضياع.... خائفة والدروب متشابهة مثل الوجوه المقهورة بالحاجة، والتي تقف كل يوم على باب الجمعية المقابلة لمكان عملي..لن أعود إلى البيت. أريد أن أغتسل تحت سياط المطر فتتضَّح رؤياي.. لن أعود.... أريد أن ألتصق بالناس... بالحياة لأدرك المجهول...لن أعود إلى حيث السكون والصمت... حيث تترصد عيون الأهل ضعفي ويأسي. لتذكرني بيوم قالوا لي فيه ستندمين..أتوّغل في الحزن وأنا مضرجة بالفزع فالليل بدأ يحتويني. أختبئ بين ذراعيه بثيابي المبتلة، وجسدي المسكون بالغربة، وأفكاري اليقظة، لكن لا مفر... أعود لألجأ إلى الدفء بين جدران غرفتي.. أهوي على سريري مجهدة.. أرتعد كطفل وحيد يفتقد أحضان أمه، وأحن إلى النوم ينسيني اليوم ويمحو من ذاكرتي الأمس... ولكن هيهات... فالزمان هذا الكائن الجبار يعود ليلفني بالحيرة من جديد، ووجه أدهم الحائر ماثل أمامي... لقد طويت أوراق تلك الفترة من حياتي وأخفيتها في زاوية منسية حين التقيتك يا أدهم.. وهاهو الزمان يُبعثر تلك الأوراق وينثر أحداثها أمام عيني فتجثم التساؤلات إلى جانبي، وتتواثب الصور. "حين طرق صلاح أبواب حياتي. احتل عقولهم وقناعاتهم كأفضل زوج لابنتهم.. علم ومال وفي زمن مسَّ القحط، فيه حتى الأحاسيس.. تأملت وجوههم الطافحة بالفرح وأنا أمتطي زورق الحياة الزوجية بعد أن مُلئ بأحلام وآمال وكلام كقصائد الشعر بوعود لا تنتهي.. ومضى الزمان يا أدهم.. القيم تحطمت، والمثل انهارت، سنة... الثلج استوطن جسدي، وفمي أغلقته القروح، رجل هو وأنا امرأة..!لا وجه للمقارنة. عليه الأمر وعليَّ الطاعة. سنة.. وأنا أعيش مع رجل لا أعرفه.. رجل كنت أنتظر بغباء أَنْ أغوص في أعماقه، وأقطع الجسور الفاصلة بين قلبي وقلبه.. سنة مضت وأنا أعيش في جحيم ذلٍّ لم يستطع إدراكه أحد.. وعقلي متطرف لا يرضى بأنصاف الحقائق، ولا قلبي يرضى بأنصاف الحلول. استلبت التساؤلات راحتي يا أدهم كما تفعل بك الآن: أتكون الحقيقة وهماً كلما أمسكنا به انزلق من بين أيدينا.. أم سراباً نحثُّ الخطا عبثاً للوصول إليه؟..ولِمَ يَعتبر الرجل الزوجة جزءاً من أملاكهْ تنقص قيمتها بعد فترة من الزمن لتحلو كل الأخريات بعينيه؟..كانت حياتي كحياة آلاف من النساء. التوحد الموحش.. والزواج المقهور بالإهمال..لذا حين قررت أَنْ أعيش الحياة، واستعيد كرامتي، واسمع إيقاع الصدق والمشاركة، انهالت على وجهي صرخات الاحتجاج..أتدوسين نعمة تحلم بها الكثيرات...؟"وماذا لو كان يحرِّم عليك ما يحلله على نفسه..؟ متع الحياة زائلة، ومَنْ رضي عاش".. يا امرأة رجل هو ألا تدركين.. احمدي الله فزوج فلانة لا تسلم منه امرأة. وزوج فلانة يبعثر أمواله كل ليلة على طاولة القمار وووو..... وتصعقني المفاجأة والألسن المهيأة لوأدي... الطلاق.. مجتمعنا ظالم لا يرحم المرأة المطلقة.. الذنب ذنبها دائماً... زوجك أبدلته فهل أبدلت حظك..؟ ويتطوع الكل لإبداء الرأي وإعطاء أمثلة مدعَّمة بمأثورات القدماء والتي لم تُقل عبثاً. أنصتُ والأسى يمور في عينيَّ وأنا أفكر. ليته حاول أن يفهمني. أن يستوعب أحاسيسي. أن يتعرف إلى حاجاتي المتواضعة. أن يلمس مدى حاجتي لحبه واهتمامه. مدى ضعفي أمام كلمة حلوة صادقة. ليته حاول ... ليته...ولم تقهره أوهام عبودية كان يتلذذ بها وأفزعه صوتي المطالب بإلغائها.ليته أحس معي.. حاورني.. حاول أن يصل معي إلى حل"..الليل ينسلُّ هارباً ليفسح مكاناً لنهار جديد يا أدهم.. ولما أزل يقظة أطل من شرفة غرفتي وأصغي لصوت يغرق الكون بأحلام ضبابية تشعرني بروعة الوجود. فأتابع العتمة المنزلقة نحو المجهول. وأشعة الشمس الواهنة القادمة من البعيد. يتسرب السكون إلى جسدي. ويغمرني خدر لذيذ وأنا أنظر للبعيد، وعقلي يفكر بتلك الآلة البكماء القابعة إلى جانبي ويتساءل: متى سيصلني صوتك عبرها.أتذكر يا أدهم حين كنا صغاراً كانوا يحصلون على الحقيقة من خلال إيهامنا أن جبيننا صحيفة تكتب عليها أفعالنا وأقوالنا. وصدَّقنا ما قالوه.. فليت الجبين كان مرآة الحقيقة حقاً..حين تسلقت أشعة الشمس الصفراء، نافذة غرفتي.. تلمست طريقها إلى وجهي، وطبعت عليه قبلة صباحية. استقبلتها بفرحة طفل تفاجئه أمه بهدية عيد ميلاده..لن أذهب إلى عملي اليوم سأبقى وأنتظرك يا أدهم فنحن الحب صهرنا وجعل الحقيقة في وجداننا واحدة، والعالم خارجنا غامضٌ، مزيَّفٌ، مجهولٌ.. أستلقي والآلة السوداء بجانبي.. تذكرت فجأة لم أنتظر.. سأتصل أنا..وأدير سبعة أرقام.. يصلني الصوت بعد أول رنين قائلاً: ـ أأنت يا غالية كنت أنتظر الصباح لأقول لك انتظريني... سآتي لاصطحابك.... | |
|
صــــــادق .
عدد المشاركات : 11958 العـــــــمر : 114 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 82 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: أوراق الزمن الآتي السبت نوفمبر 01, 2008 9:27 am | |
| a7la Queeeeen momayazee dayman | |
|
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: أوراق الزمن الآتي السبت نوفمبر 01, 2008 10:14 am | |
| | |
|
مجلة العرب الثقافية .
عدد المشاركات : 24244 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 163 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: أوراق الزمن الآتي السبت نوفمبر 01, 2008 12:07 pm | |
| | |
|
صــــــادق .
عدد المشاركات : 11958 العـــــــمر : 114 الاوسمــــة : الدولـــــة : نقـــــــاط : 82 تاريخ التسجـيل : 14/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: أوراق الزمن الآتي الأحد نوفمبر 02, 2008 9:48 am | |
| | |
|
Queen .
عدد المشاركات : 12940 الدولـــــة : نقـــــــاط : 0 تاريخ التسجـيل : 19/04/2008
بطاقة الشخصية احترام قوانين المنتدى: (100/100)
| موضوع: رد: أوراق الزمن الآتي الأحد نوفمبر 02, 2008 1:12 pm | |
| نورتيني احلا مديره | |
|