قصيدة بعنوان ((على شواطىء الذاكرة ))

[b][center]على شواطىء الذاكرة
((فــجــة))
]عــلـى شـواطـئ الـذاكـرة
((فـــجـــة))
تجتاحُ شواطئَ ذاكرتي ,,,, حكاياتُ أمي
تروي لنا فصولَ زمنٍ ,,,,,, يَعْبَقُ بِخُبْزِ الطابون
عن أيامِ جدي وجدتي ,,,,,,, وعابرون مُغتصبون
يَتَمَتْرَسُ في ذاكرتي طَيفُ عصا جدي ,,,, من وجعِ البلوطِ
مزخرفةً بالعِشْقِ والنارْ
أغنامُ جدي كَظِبْيآتٍ مُلَوَّنَةٍ ,,, يعودُ بِهِنَّ المَرْعى عِندَ الغروبْ
نَغَماتُ فَرحٍ وباقاتُ وَردٍ ,,,, لَوَنَتْ ساحة الدار
جدي ينهض بقامته ,,,, من شرفة الطابق الثاني
مهللا بأغنامه ,,, فَرِحا بعودة الزوار ,,,
تتخندق في ذاكرتي صورة العابرين ,,,,,
يتسللون من خلف الطابون ,,,, ليسرقوا رغيف خبز ,,,, من خبز أمي
ليسرقوا أحلام طفولتنا
تجتاح شواطئ ذاكرتي أشياء كثيرة ,,, كثيرة
كسنفونية تغريد البلابل والعنادل ,,, تراقص أشجار الليمون والبرتقال
وشجرة كينا تظلل عليتنا ,,, تغازل السماء
أمام البيت بستان ,,, امتزج ترابه بعرقٍٍ من أجدادي ,,, ودماء
ينبعث مسكا ,,,,, بين مسامات النسمات
ليسقط ملء الربوع ,,, زخات وزخات
المس وجه جدي ,,,, في كل ذرة من ذرات ترابك المعطرْ
تنساب على وجنتيه دموع حزنٍ
على مجدِكِ المدمرْ
فوجه جدي ,, في كل الأرض منتشرا,,,
سكنت شمس الساحل جبينه
بالأمس كانت حسناء وكان محمد ,,,,, ونبع ماء
يعبر البستان,,,,راسما لوحة جميلة
كعروس في ليلة زفافها ,,,, تزينت معصميها ,,,,
وكفيها منبع الحناء
أرى ,, ماذا أرى ؟ أرى أشياء وأشياء
أرى وجه البستان مبتسما ,,,, من دغدغة محراث جدي
اراه يلبس ثوبه الأخضر ,,,, طرزته اصابع جدتي
كوجه القمر في ليلة ظلماء ,,,, و نجوم تغطى بها ,,, وجه السماء
وجلسة عند الغروب ,,,, بقرب جدولٍ ,,,, وخرير ماء
في اللد والرملة لليوم يحكى ,,,, عن حسن الجوار ,,,
وطيب اهلك الكرماء
لموسم الحصاد نغني ,,,, وموسم العنب والتين,,,
ويحلو الغناء
فيا ديرة الاحباب إنا عائدون ,,
سنحول الاغلال اساور ,,,,,, ونعود
سنحطم القيود ,,,,,, ونعود
ففي نبض الذاكرة ما زلتِ أنتِ
من ذكراكِ أستلهمُ حروف كلماتي,,,,
ليعيش الناس خلال اسطري
فرحتي ,,,, معاناتي
ويطوف الطير بها ,,,, بين شرايين شجيراتي
فتزهو وتَيْنَعُ وترقص طربا ,,,,
فَرَحاً لعودة الاتي
ساطارد الغربان عن اطلال اجدادي ,,,,
وسازرع الورد في دروب احفادي
سنبني في احضانها مدينتنا الجديدة
سنسج خمسة ملايين عشٍ ,,,
لطيورنا البعيدة
سننجب خمسة ملايين حفيدٍ وحفيدة,,
وسنبني مليون مدرسة جديدة
للمجد وللحرية ,,,, سأكتب ألف مليون قصيدة
سأعلن نهاية الترحال ,,,, سوى منك إليكِ ,,,,
ارتحل فيكي ,,, وأرحل بين يدكِ
فضميني واتركيني بين أحضانك حالما ,,,,,
اقبل كل صباح وجنتيكِ
أطلقي العنان لعطفك الأبدي ,,,, وعشقك الأزلي
أضيفي لقاموس كرمك وعشقك لحظةً ,,,,,فيها عانقيني ,,,,
من زمن اللازمن ,,,,حرريني,,,,,,
الى زمنٍ حلق الأجداد فيه,,, أعيديني
فانا لا أريد أن اصعد القمر ,,,,,
ولا اريد ان أحكم البشر
أعيديني ذاك الفلاح البسيط ,,,,,
عاشق المطر
ذاك الثوري الممتشق المحراث والمنجل
او ذاك الحطاب ,,,, فأسي على كتفي
من تحتيَ الأبجر
أعيش في مغارةٍ ,,,, في سقيفةٍ ,,,,
من قش السنام وسادتي
التحف سمائك ,,, افترش كل ليلة بيدر
عانقيني فانا عشقك الأول ,,,,, وأنت حبيبتي الأولى
لولاكِ ما كنت أنا ,,,, فانا أنت ,,,, وأنت أنا
ارتشف ندى الندى عن وجنات الشجر
زادي وزوادي تينا اخضرا ,,,, وحينا مذبل ,,,,
عنبا بعناقيده تدلى ,,,,, اسودا وابيضا واخضر
زعرورة تجاور زيتونة ,,,,ولوف وزعتر
أتعمد من زهر القنديل ,,,, من الغار والطيون ,,,
من البطم والعبهر
في لحاء البلوط وورق الزعرور شفائي ,,,
في الميرمية وصابونة الراعي دوائي
عانقيني فأنا حبك الأول ,,,, سأبقى محتاج اليك فضميني
ثم ازرعيني تينا وزيتونا ,,,,,
في ترابك الأحمر

أبو الشريف (( بسام سلمان )) 15/2/2010